باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

جمال علي حسن: مبارك الفاضل.. تصريحات “على الريق”

جنة الشوك

722

لا أحترم كثيراً مواقف المسؤول أو السياسي الذي يتراجع عن تصريحاته وآرائه بأسهل مما يبتلع ريقه، مثل حال السياسي والوزير مبارك الفاضل.
هذا الذي يستسهل إطلاق التصريحات دون أن يحسب لها أي حساب، وقد صدق السيد صلاح إدريس حين وصف مبارك الفاضل المهدي الذي ارتبط اسمه بأحداث ضرب مصنع الشفاء، وصفه بأنه (عدو نفسه).
فبعد تصريحات مبارك في قناة الجزيرة كان مؤكدا ارتباطه بمدّ إدارة الرئيس كلينتون في العام 1998 بمعلومات خاطئة تسببت في ضرب مصنع الشفاء للأدوية، ثم عاد محاولاً استدراك هذا الأمر في مناظرات انتخابات 2010 لكن بعد فوات الأوان فقد أصبحت سيرة ضرب مصنع الشفاء للأدوية مرتبطة بمبارك الفاضل وأصبحت سيرة مبارك الفاضل الذاتية نفسها لا تخلو من هذه الفضيحة التاريخية.
وبعد ما يقارب عشرين عاماً من ضرب مصنع الشفاء لم يتعلم مبارك شيئاً فأطلق ومن موقع مسؤولية وهو وزير في الحكومة تصريحه الكارثي الثاني متحدثاً ليس فقط عن إمكانية التطبيع مع اسرائيل بل دعا صراحة للتطبيع معها، واعتبر أن القضية الفلسطينية أضرت بالعالم العربي بل أكد ـ وهو مسؤول ووزير ـ أن التطبيع مع اسرائيل أي مع الكيان الصهيوني يحقق مصالح السودان..!
ليعود أمس وبعد نحو ثلاثة أشهر من تصريحه الكارثي محاولاً ابتلاع هذه الشوكة السامة (على الريق).. تماماً مثل محاولته ابتلاع حطام مصنع الدواء.
وكنا ـ وبحسن ظن خائب ـ قد توقعنا في الفترة الماضية أن يستلم مبارك الفاضل بعد تصريحه الكارثي قرار إعفائه من منصبه الوزاري وتوقعنا أن تكون الحكومة تنتظر فقط قرار رفع العقوبات حتى تسلم بعده مبارك ورقة طلاقه التنفيذي لكنها لم تفعل..!!.
وانتظرت حتى جاءت موجة الغضب الشعبية الجارفة في المنطقة ضد الكيان الصهيوني بعد قرار ترامب فوجد مبارك الفاضل تصريحه بخصوص التطبيع مادة سخرية في الفضاء الإسفيري الواسع، ووجد سهام النقد تكال عليه من كل صوب حتى تكسرت النصال على النصال.. لأن الكلمة لها ثمن يا مبارك، والتجارة الموسمية بها مخاطر حقيقية بكون بضائعها لا تصلح لغير الموسم الاستهلاكي المحدد..
فجأة تبدل الموسم وانتهت موجة الملاطفة مع اليهود وماتت نزوات التطبيع اليهودية التي كانت قد شجعت أجواؤها مبارك وحفزته على أن يقول ما قاله ويدعو لما دعا له في قناة سودانية 24..
انقلبت الأجواء العامة.. قلبها ترامب.. وحين شعر مبارك بالخطر الجدي أطلق تصريحه الجديد المتراجع عن دعوته للتطبيع مع إسرائيل..
كن على قدر لسانك سيدي مبارك الفاضل فلا مجال لـ(الْتسانِ) لسانين أحدهما يصفع، والثاني يلعق الخد الذي صفعه من تحت القبلة الزائفة..!
شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.

التعليقات مغلقة.

error: