باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

جمال علي حسن : حول موقف الصادق المهدي الجديد

994

ما الذي يحدثه إعلان السيد الصادق المهدي انضمامه الى خط التظاهرات وتأييده لها وهل سيكون لمشاركة الصادق أثراً على مستوى نقل المشهد الاحتجاجي ككل نحو خيارات التسوية والمعالجة السياسية وتطويع مفردتي شعار ( تسقط بس ) سياسياً .
وكيف تنظر الحكومة لهذه الخطوة خاصة وأن موقف الصادق المهدي جاء متأخراً ومختلفاً عن موقفه الأول الذي كان ينظر للحراك الإحتجاجي على أنه مجرد ( علوق شدة ودخان مرقة ) .
وبالتالي فإما أن يكون موقف السيد الصادق المهدي جاء بتقديراته للأمر الواقع مما يعني أن الرجل غيَّرَ موقفه تماماً وتماهى مع موقف الشارع الإحتجاجي بالكامل أو أنه استطاع التوصل مع قوى الإحتجاج المختلفة الى معادلة خارج أو داخل البنود التي سيتم الإعلان عنها في نص ما يسمى ب( ميثاق الحرية والتغيير ) الذي قال أنه وقع عليه مع تجمع المهنيين .. معادلة تضمن له المحافظة على طرحه الأول الذي قدمه في أول خطاب له بعد العودة والذي دعا خلاله الى صيغة عقد اجتماعي جديد تتضمن التزام جميع الأطراف بوقف إطلاق النار والعدائيات، وتسهيل الإغاثة الإنسانية، وإطلاق سراح المحبوسين والأسرى ، وكفالة الحريات العامة بضوابط لتنظيم ممارستها، وتكوين حكومة قومية برئاسة وفاقية.
وهذا يعني أن قوى الاحتجاج التي يقودها تجمع المهنيين تحركت هي في اتجاه أطروحة الصادق المهدي وليس العكس بأنه هو الذي تحرك بموقفه نحو شعار ( تسقط بس ) .
أم أن الأطروحة المهدية والشعار الإحتجاجي كانا متطابقين منذ اللحظة الأولى ولكن الذي حدث بعد عودة الصادق وخطابه الأول كان أقرب لسوء الفهم من جانب المحتجين لموقف الصادق ..
كل هذه الأسئلة تدور في أذهان الكثيرين لكن السؤال المهم هو كيف ستتعامل الحكومة والحزب مع خطوة الصادق المهدي وهل ستعتبرها نوعاً من التأزيم للمشهد السياسي الحالي من وجهة نظر الحكومة أم ستنظر إليها بعين مختلفة تعتبرها من الممكن أن تصب في اتجاه تغذية الحراك الاحتجاجي بقيادة سياسية ذات أجندة أفضل بحسب تقدير الحكومة من أجندة اليسار السوداني والحزب الشيوعي الذي تقول بأنه هو الذي يقود التظاهرات حالياً ..
فأطروحة الصادق السياسية قد يراها المؤتمر الوطني أكثر وضوحاً وأبعد مسافة من أجندة التآمر الخارجي وبالتالي من الممكن تطوير الحديث حولها والوصول الى نقطة مشتركة تساهم في عملية التفاهم السياسي وإمكانية الحوار خاصة وأن قناعة الصادق بالاحتجاجات وخيار الشارع لم تكن قناعة أصيلة بل هو موقف جديد تماماً .

شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين

التعليقات مغلقة.

error: