كلام صريح
جاء في الاخبار وبحسب تصريح منسوب لوزير الخارجية الدرديري محمد احمد ان زيارة رئيس الجمهورية الى قطر لمدة يومين ناقشت دور قطر في سلام دارفور ،والاوضاع الحالية في السودان .وقال ان السودان يتطلع الى وقوف اشقائه معه .الواضح ان زيارة البشير الى الدوحة جاءت بطلب من الخرطوم ولم تكن دعوة من قطر ،وبالتالي اقتصرت على شرح الاوضاع الاقتصادية ثم طلب الاشقاء لمد يد العون.فيما قال امير قطر انه يدعم وحدة واستقرار السودان .الغريب في الامر ان قناة الجزيرة بثت خبرا قصيرا اشارت فيه فقط الى تصريح وزير الخارجية الدرديري .فيما اهتمت بزيارة الرئيس الباكستاني الذي اجرى مباحثات مهمة مع الشيخ تميم الثلاثاء في نفس يوم وصول البشير ..الرئيس الباكستاني وقع عدد من الاتفاقيات المهمة في مجال النفط والتجارة والتعاون في القضايا الاقتصادية والسياسية في اليوم الثالث من انطلاق الاحتجاجات الشعبية بالسودان اتصل امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد هاتفيا بالبشير للاطمئنان على الاوضاع وايضا وعد بتقديم العون اللازم ..دون ان يحدد ما هو هذا العون..عندها اعتقد كثيرون ان قطر قدمت منحة للحكومة ..بل ان البعض حدد مبلغ المنحة بمبلغ 2 مليار دولار ،وقتها كتبت عن الموضوع بانه غير حقيقي استنادا على معلومات .غير ان مروجي الاشاعة قالو ان عدم التصريح الرسمي جاء بناء على طلب قطر بعدم الاعلان .ليتضح لاحقا ان المنحة كانت امنيات .اذا كان هذا هو موقف دول الخليج من الازمة الاقتصادية في السودان والتي تحولت الى موجة احتجاجات عارمة فما الداع للتحركات والزيارات الى هذه الدول..ومن هم المستشارون الذين يقدمون استشارات غير مدروسة لزيارات البشير الخارجية ،او يصمتون ولا يبدون رايهم اذا جاء الاقتراح من جهات اخرى..لا اعتقد ان الظرف السياسي الحالي مهيا لجولات خارجية للمسئولين ،خاصة مع ارتفاع وتيرة الاحتجاجات ودخول منظمات المجتمع المدني وعدد من الجهات الحقوقية .ودول كبرى كامريكا والاتحاد الاوربي وقيامها بضغوط شديدة على الخرطوم فيما يختص التعامل مع المحتجين والعنف المفرط في فض المظاهرات .هذا الواقع الذي اثر سلبا على كل النتائج السابقة التي حصدتها الحكومة جراء تعاونها مع واشنطن في مكافحة الارهاب وايضا مع الاتحاد الاوربي في قضايا الهجرة غير الشرعية.دول الخليج على تناقضاتها واختلاف محاورها اصبحت تتعامل مع الخرطوم بفتور واضح ..فالسعودية مثلا نات بنفسها عن التدخل في معالجة الازمة الاقتصادية برغم ما قدمه السودان من دعم لها في حرب اليمن (هدية بدون مقابل) اما الامارات فقد تردد انها اعتذرت عن زيارة مسئول سوداني كبير الى ارضها .برغم تصريح وزير الخارجية الدرديري محمد احمد الذي نقلته وكالة رويترز بمساعدات قدمتها الامارات والكويت وروسيا وتركيا .دون ان يفصح عن تفاصيلها.العلاقات بين الدول تبنى على المصالح المشتركة ..اقتصادية كانت ام سياسية او امنية ..لا توجد صداقة دائمة ولا عداء دائم ..منطق براغماتي مطلوب في سبيل البحث عن الفرص وكيفية الاستفادة منها .التخبط في ملف العلاقات الخارجية يبرز ضعف ادارة الوزير الدرديري ..في السابق كانت الشكوى من تدخل الدبلوماسية الرئاسية في الشان الخارجي ..الان ما العذر الذي يجعل وزارة الخارجية بعيدة عن تحديد مسار التحركات الخارجية وفقا لمصلحة البلاد ..من المفترض ان تكون هي من يقود القرار السياسي للزيارات الخارجية خاصة لرئيس الدولة وذلك عبر تقارير صحيحة ترفع الى رئاسة الجمهورية .لكن السيد وزير الخارجية كل ما قام به من انجاز هو اللحاق بوفد الرئيس في الدوحة قادما من دولة اخرى.بالله عليكم اعيدوا لبلادنا هيبتها .ويكفي ما حدث من البحث عن دعم في دول ادارت ظهرها حيث لا ينفع الاستجداء.
التعليقات مغلقة.