أذكر جيداً إبان فترة تولي الراحل المقيم البابا الطيب عبدالله انني شنيت هجوماً لاذعاً على الأخ الحبيب الامين عبدالمنعم الذي كان يتولى آنذاك منصب أمانة المال بمجلس ادارة نادي الهلال ، وسبب هجومي على الاخ الأمين عبدالمنعم هو انني انا والاشقاء ياسر عائس والأخ عوض أحمد عمر كنا من أكثر المدافعين عن برنامج الصدارة الانتخابي (عودة الطيور المهاجرة) اي اللاعبين الذين تم شطبهم في عهد المرحوم الاخ عبدالمجيد منصور طيب الله ثراه ، وللاخ الأمين عبدالمنعم رأي آخر يختلف عن رأي الرئيس المقيم الطيب عبدالله ، فكان جزاء هذا الدفاع هي بلاغ تقدم به الحبيب الامين عبدالمنعم في شهر رمضان ضد شخصي واصدر أمراً بالقبض علي، وبالفعل تم القبض علي وأاودعت حراسة القسم الشمالي قبل ان تتحول الآن الى جوار استاد الخرطوم، دخلت الحراسة وأنا صائم فهرع لي الاخوة محمد حمزة الكوارتي والاخ المحامي الطيب العباسي والأخوان العزيزان ياسر عائس وعوض احمد عمر وتم اطلاق سراحي بالضمان بالعادي، الاخ الامين عبدالمنعم كان على قناعة تامة ان الاخ الحبيب محمد حمزة الكوارتي وراء الامر، أمر هجومي عليه بحكم العلاقة التي تربطني به، ولكن أشهد الله ان الاخ الكوارتي لا علم له بالامر من بعيد او قريب ، لكننا كنا أنا وهو ندافع عن برنامج انتخابي اصدره تنظيم الصدارة ، وربما وافق ما كتبته هوى عند الحبيب الكوارتي لكنه لم يكن يعلم بما كتبته، واذكر انني التقيت او طلب مني البابا ان التقيه في مطبعة مولانا مختار مكي بالقرب من عمارة دوسة ، وبالفعل ذهبت للقاء السيد الرئيس، وطلب مني الذهاب للاخ الامين عبدالمنعم للاعتذار له ، وبحسب رأي الراحل المقيم الطيب عبدالله ان الرجل يعد من المساهمين في الصرف على الهلال مع الاخ الحبيب طه علي البشير الامين العام للنادي وقتها ،وكلام الرئيس الطيب عبدالله كان بالنسبة لنا تعليمات واجبة التنفيذ حتى دون مناقشتها ، ترددت في بداية الامر الى ان التقط الاخ الحبيب دسوقي السبق وطلب مني الحضور اليه في مكتبه بنجوم الرياضة، ذهبت للاخ دسوقي وقال لي (ماشين امدرمان نفطر فيها)، لم أسأله عن صاحب الدعوة الى ان وصلنا مدينة النيل فكان منزل الاخ الحبيب الامين عبدالمنعم فقابلنا الرجل بكل رحابة صدر ، فالرجل شيخ عرب واحتضننا ودعانا للدخول فتناولنا معه وجبة الافطار، افطار رمضان ، لم نتناقش في الامر مطلقاً، واعتبرها الاخ الامين بادرة اعتذار لأنني زرته في منزله وكل شئ انتهى وقتها دون الدخول في نقاش او تفاصيل خلاف، سقت هذه المقدمة لتبيان كيف كان يفكر البابا، وكيف كان يدير الامور بنادي الهلال، فهو من جهة لا يرغب في ان يغضب الامين عبدالمنعم ، وفي ذات الوقت لا يريدني ان أغضب، لأن كلانا عنصر مهم في مكونات الهلال وقتها.
تعالوا لتروا كيف يدار الهلال، ومعظم مكونات المجتمع الهلالي على خلاف مع رئيس نادي الهلال الحالي، فالرجل ينفرد بالحكم تماماً، وقد يقول قائل ان كل الرؤساء على هذه الشاكلة، ولهؤلاء اقول اننا عاصرنا عدداً من الرؤساء ، الطيب عبدالله ، عبدالمجيد منصور ، طه علي البشير ، الفريق عبدالرحمن ، صلاح ادريس ، يوسف احمد يوسف ، الامين البرير ، الحاج عطا المنان ، كل هؤلاء الرؤساء لم يكونوا يوماً ينفردون بالقرارات، وبالطبع فان الاتهامات موجهة صوب الراحل المقيم الطيب عبدالله ، وهؤلاء لأنهم لا يعرفونه يصفونه بالديكتاتور او انه ينفرد باتخاذ القرارات ولهؤلاء نقول ان البابا رحمه الله ووسع مرقده لم يصدر يوماً قراراً منفرداً ، كان يشاور الجميع ، ومنزله بضاحية المنشية شاهدا على ذلك ، يشاور المشجع ، والقطب ، وعضو المجلس ، والصحافيين ، وكل مكونات المجتمع الهلالي ثم يصدر قراره بعدها ، واذكر جيداً عندما كنت مرافقا للهلال وحدي في تونس وواجه الهلال الترجي وخسر بالخمسة في العام 1997 ، تحدث الي الراحل الطيب عبدالله ، وقال لي الهلال سيخوض جولة الاياب بامدرمان عند الثانية ظهراً، وطلب منى ان لا أخبر أحد وان لا أنشر هذا الامر الا بعد ان يطرح الامر على مجلسه فكان ان تبنى القرار ووجد الموافقة من المجلس فكان أقوى القرارات في وقت كانت البلاد موبوءة بداء السحائي.
أخيراً أخيراً ..!
تعال الآن في عهد الخديوي سترى عجبا، يستثمر سيادته في قناة الهلال لمدة خمس سنوات كاملات دون اي فائدة يجنوها الهلال، وعندما قام الاتحاد السوداني بتغريم القناة مليار جنيه تم خصمها من نصيب الهلال لدى الاتحاد من دخل المباريات ولم يتحرك السادة اعضاء المجلس ليقولوا شيئاً، اما فيما يتعلق بالنادي فحدث ولا حرج ، في عهد كل رؤساء الهلال الذين عاصرناهم لم تغلق ابواب النادي في وجه الاعضاء الا (حدادا) على شخصية هلالية رحلت، ولم يشهد النادي اغلاقاً تاماً ايضاً الا في عهد الاخ الامين البرير، وحتى الاغلاق في عهد البرير لم يتعدى الايام بدواعي الصيانة، لكن الآن رواد نادي الهلال محرومين من ارتياد ناديهم بأمر من رئيس النادي شخصياً، وليت الامر وقف على هذا بل زادها اتهامات واساءات للرواد واعضاء الجمعية العمومية.
أخيراً جداً ..!
في عهد الخديوي ارتفعت رسوم العضوية الشهرية من خمسة جنيهات الي ثلاثمائة جنيه دون اي سند قانوني وفي خرق واضح وصريح للنظام الأساسي للنادي، ولم يتحرك أيضاً السادة اعضاء مجلسنا المحترمين.
وغيرها وغيرها من الخروقات التي تتم وليس بمقدور احد من اعضاء المجلس الاعتراض.
نواصل
اذهبوا فانتم الطلقاء
التعليقات مغلقة.