باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

عبد الباقي الظافر..لماذا اختار المشير هذا المصير..!!

650

في السابع عشر من نوفمبر ٢٠٠٥ صرح وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي أن الجماهير تضغط على الرئيس علي عبدالله صالح للترشح مجدداً.. القربي ترك الباب موارباً حينما أكد أن الأمر برمته سيحدده الحزب الحاكم في مؤتمره العام.. قبلها كان المشير صالح قد صرح أنه لا ينوي خوض الانتخابات حتى يسمح بضخ دماء جديدة في الجسد اليمني العليل.. بعد أيام كان ميدان السبعين في صنعاء على موعد مع (الهتيفة) الذين طلبوا من الرئيس مواصلة ثورة التنمية في اليمن السعيد.. لم يكن الرئيس يحتاج إلى ذلك النداء فقد رتب أوراق الإقامة الدائمة في القصر الرئاسي.. كان فقط يبحث عن مخرج ومخرج.. بعدها بسنوات اندلع الحريق في اليمن.
لم يكن أحد يتوقع للضابط الشاب علي عبدالله صالح الذي وثب للسلطة في يوليو ١٩٧٨ أن يبقى طويلاً.. بل إن الرئيس السادات كان يسخر من ابن الستة وثلاثين عاماً ويصفه بـ(الامباشي) حينما عارض الرئيس اليمني اتفاقية الصلح مع إسرائيل.. لكن الشاب صالح خالف التوقعات واستطاع أن يمكث في السلطة حتى هبت رياح الربيع العربي في بواكير العام ٢٠١١م.. كان صالح قادراً دائماً على خلق تحالفات قائمة على التناقضات في المسرح العربي.. اقترب من السعودية التي ساعدته في بناء بلده.. بعد اجتياح العراق لدولة الكويت اختار صالح أن يساند الرئيس صدام حسين حيث كان يعتقد أنه الجواد الرابح.. تلك غلطة العمر التي لم تغفرها له السعودية وإن كانت تضطر أحياناً لتقديم تنازلات لحظية.
الرئيس علي عبدالله صالح كان امتداداً للتيار العروبي الذي اقتلع السلطة من الإمام يحيى في اليمن بسند من مصر عبدالناصر.. أفلح على عبدالله صالح في بناء اليمن خلال سنوات حكمه مستنداً على الأموال الخليجية.. لكن كان أكبر إنجاز له هو تحقيق الوحدة اليمنية.. كما حدث انفتاح سياسي في اليمن بعد انتهاج التعددية السياسية.. تعددية لم يسمح لها بالاقتراب من قصر السلطان.. في آخر سنوات حكمه بدأ يفكر في توريث عرش الجمهورية لابنه العقيد أحمد.. أو هكذا شعر اليمنيون.
بالأمس كتبت هنا (الأيام ستثبت إن كانت الجرة ستسلم هذه المرة في مناخ يمطر قنابلاً).. كان المشير قد قرر أن يمارس هوايته المفضلة في اللعب على التناقضات.. فضّ على نحو مفاجيء تحالفه مع الحوثيين وبدأ يغازل خصومه في التحالف الخليجي.. حسابات الشباب الحوثي لم تكن تسمح لهذه القفزة في الظلام أن تنتهي نهاية سعيدة.. قتلوا المشير عبدالله صالح قبل أن يفلح في استقبال المدد الخليجي.. مضى المشير صالح على ذات درب العقيد القذافي.. كان بإمكانه في أفضل الأحوال أن يكون لاجئاً سياسياً مثل زين العائدين بن علي أو حتى مقيماً في أحد المشافي كما في حالة حسني مبارك.
في تقديري.. إن مشكلة المشير صالح أنه لم يختر النهاية الصحيحة ليخرج من السلطة في التوقيت المناسب.. توحيد اليمن كان سانحة يمكن أن تخلده في السجلات.. بداية التعددية في اليمن كانت سيناريو لخروج آمن.. لكن مشكلة المشير صالح اعتقاده أنه رجل كل المراحل والطرف الرابح في كل التحالفات.. أما المشكلة الكبرى فكانت تكمن في رجال حول الرئيس.. البطانة المحيطة لم تكن تصدق النصح للمشير بدوافع الخوف أو الطمع.. في كل خطوة صائبة أو خائبة كانوا له من المهللين.
بصراحة.. بتلك النهاية المأساوية للرئيس صالح تعقد المشهد السياسي في اليمن.. لكن من المأساة ربما يخرج الأمل ويستلهم الدرس.. من قبل كانت الحكمة يمانية.

التعليقات مغلقة.

error: