باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

الطاهر ساتي: (كان حرام)

1٬381

:: متى يبلغ البنيان يوماً تمامه؟.. وعلى سبيل المثال، يقول خبر الأمس: (مخاطباً الورشة التدريبية لاختصاصيي وأطباء وزارعي الكبد بالخرطوم، أعلن الدكتور معاذ سمير المدير العام لشركة الفاهاوس للمشاريع المتطورة بأن الشركة ستبدأ عمليات زراعة الكبد في السودان بالتعاون مع وزارة الصحة والمركز القومي لزراعة الكبد، وموضحاً بأن الشركة جاءت بالبروفيسور الهندي جوي قاي رئيس قسم أمراض الكبد بمستشفى قلوبل الهندية لتدريب الاختصاصيين)..!!

:: (مبروك)، إذ يبدو الخبر مفرحاً، ولكن إليكم هذه الوقائع التي تكشف بأن نهضة الشعوب ليست مستحيلة، ولكن في حال أن يكون ولاة أمرها من ذوي النفوس (السوية).. في العام 2010، أي قبل (8 سنوات)، كاد قطاع الطب بالسودان أن يبدأ عمليات زراعة الكبد، بحيث جاء بعض أبناء السودان بالسعودية بهذا المشروع.. ليس لحاجة مرضانا فحسب، ولكن لحاجة مرضى دول الجوار الإفريقي أيضاً.. فالغاية كانت أن يصبح السودان مركزاً إقليمياً لزراعة الأعضاء، بما فيها الكبد..!!

:: نعم، في العام 2010، تعاقدوا مع وزارة الصحة بعقد تكافلي ينص على علاج (15%) من مرضى مشافي السودان (مجاناً).. ثم تعاقدوا مع مستشفى الخرطوم بعقد تكافلي آخر ينص على علاج (10%) من مرضى الخرطوم (مجاناً).. أكرر (مجانًا).. وجهزوا مستشفى ابن سينا بالأجهزة المطلوبة.. واستجلبوا الكوادر الأجنبية والسودانية من الخارج.. وزاروا المشافي التي فيها تتوجع (أكباد الناس)، ومنها جعفر بن عوف.. (3/4، شهرياً)، معدل وفيات أطفالنا بداء الكبد.. وقفوا على الحالات الحرجة، واختاروا (12 مريضاً)، نصفهم أطفال..!!

:: تم الفحص والتشخيص بالرياض والقاهرة وألمانيا بتكلفة تجاوزت (25 مليون جنيه)، وكان سعر الدولارعامئذ (2.5 جنيه).. ولم يدفع ذوو المرضى جنيهاً، فالمشروع (كان تكافلياً)، ومن تم اختيارهم كانوا من المتعففين.. تم تجهيزهم طبياً ونفسياً، وكذلك غرف العمليات بمستشفى ابن سينا، وأعلنوا – في الصحف والقنوات – موعد أولى عمليات زراعة الكبد في السودان.. ولكن لم يكتمل البنيان.. قبل موعد العمليات بيوم، فاجأ وزير الدولة الأسبق بالصحة – اللواء طبيب حسب الرسول بابكر – الناس والبلد والمرضى بتجميد المشروع..!!

:: نعم، لقد تم تجميده -قبل 24 ساعة- من ضربة البداية.. ولم يكتف الوزير بهذا، بل نجح في إقناع النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية – الأستاذ علي عثمان محمد طه – بعدم جدوى المشروع.. ومات المشروع قبل أن يُولد، وكذلك ثلاثة أطفال في ذات شهر التجميد.. وتجمهرت أمهات الأطفال المرضى أمام القصر الجمهوري احتجاجاً على تجميد المشروع وبحثاً عن العلاج، وتم طردهن بالشرطة، لا بعلاج أطفالهن.. وبعد أسابيع، أعاد فريق العمل تصدير أجهزة المشروع إلى الخليج، وكذلك تم إلغاء عقودات الكوادر، فهاجرت إلى حيث كانت..!!

:: والمحزن، بعد أشهر من تدميره بالسودان، فازت به سلطنة عمان بترحاب بلغ مداه تمليك المشروع قطعة أرض – مجاناً – بمدينة صلالة، وهناك تم الافتتاح.. هكذا كانت الوقائع قبل (8 سنوات).. وكانوا قد سخروا أقلاماً لتدمير المشروع بالتحريم، ثم بالشتائم لحد وصف كوادره الطبية بـ(تجار أعضاء).. وعليه، مبروك لمرضى الكبد، فإن زراعته لم تعد حراماً ولا طبيبه بتاجر أعضاء، أو كما كانت تكتب بعض الأقلام بصحف ما قبل الإسلام، أي قبل (8 سنوات)..!!
Tahersati@hotmail.com

التعليقات مغلقة.

error: