باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

مكي المغربي: أخبار سعيدة من الثغر الباسم

958

نموذج رائد للتعاون الإقليمي في أفريقيا يتحقق: تدفق وشيك للصادر والوارد الإثيوبي عبر بورتسودان تنتظر أخبارا سعيدة منذ مايو 2018 و ذلك بتنفيذ الإتفاقات بين السودان وإثيوبيا التعاون في مجال الموانئ السودانية لفائدة الطرفين ولكن يبدو أنه لن يطول إنتظارها. في مايو كانت زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد حيث بحث مع الرئيس عمر البشير مختلف القضايا بوعي وحنكة القادة الإقليميين وتم التوصل إلي نقاط إنطلاق جديدة وتم الإعلان عنها. حاليا فيما يلي الميناء هنالك أنباء مؤكدة عن اختراق كبير في غضون شهر أكتوبر وقبل نهاية العام. بورتسودان تستحق أن تكون “دبي أفريقيا” كما قال الرئيس عمر البشير بل تستحق أكثر من ذلك فهي مدينة عريقة ومتميزة وهي – خلافا للشائع – لم يكتشفها و يؤسسها المستعمر البريطاني، كما أن بحيرة فيكتوريا لم تكن صحراء قبل هذا الإسم. لقد كانت وما زالت بحيرة سواء حملت اسم الملكة البريطانية أو غيرها وكذلك مدينة الثغر الباسم قبل وبعد الإسم الحديث. ظهرت بورتسودان في أطلس بطليموس الجغرافي قبل ميلاد االسيد المسيح بأكثر من مئة عام باسم ثيو- سيتيرون وتحدث عنها الملاح البرتغالي خوان دي كاسترو في القرن السادس عشر تحت اسم تراديت وذكر أنها شمال سواكن ثم ارتبطت باسم الفقيه الشيخ برغوت أو برؤوت وتحمل حاليا هذا الاسم صحيفة اسبوعية تصدر من مدينة الثغر.
تتميز برؤوت بعوامل طبيعية ادخرتها لهذا الزمان فهي هضبة ساحلية تنحدر من جهة الغرب نحو البحر الأحمر بخط معتدل وتضاريس متدرجة، وهنالك خليج طبيعي عميق طوله حوالي 6 كيلومترات وعرضه 2 كيلومتر ونصف، يشق المدينة إلى قسمين شرقي وغربي، وهو الذي يقوم عليه الميناء.
ستشهد المدينة في الأيام المقبلة نموذجا رائدا للتعاون التجاري الإقليمي بين إثيوبيا والسودان وهو التوجه الرائد في أفريقيا حاليا، كما نناشد الرئيس عمر البشير لتنشيط التفاوض مع الجارتين تشاد وجنوب السودان للإتفاق المجزي للأطراف كلها على تواجد دائم ومستقر للمصالح في الميناء. وسنتجهد إعلاميا باللغات الأربع في القبل الأربعة للتأكيد على أنه نموذج يأتي في سياق إزدهار الكتل الإقتصادية الأفريقية والتي مهدت الطريق إلي إتفاقية المنطقة القارية للتجارة الحرة والتي تكللت بالنجاح في ملتقى كيغالي في مارس 2018 أي قبل لقاء أبي أحمد والبشير في الخرطوم بشهرين تقريبا . في هذه النقطة يفيدنا السيد صلاح هجام نائب مدير الموانيء أن بورتسودان وكل موانيء البحر الاحمر جاهزة تماما للصادرات الإقليمية بالإضافة إلى أن صادرات تشاد وجنوب السودان وأفريقيا الوسطي يمكن استلامها من ميناء كوستي الجاف ومنها تكتمل الإجراءات تماما. ويضيف صلاح هجام أن الموانيء المتخصصة جاهزة أيضا مثل ميناء هيدوب لصادر الثروة الحيوانية والسمكية والبستانية لا سيما وأن دول الإقليم تتمتع بهذه الثروات وأن الجارة أثيوبيا لديها صادر منتظم وذو سمعة دولية، ويمكن استقباله عبر هيدوب التي سيكتمل فيها المحجر الجديد وكل مستلزمات الصادر الحيواني، وقد اتم فتتاحه وهو بشراكة صينية، كما يوجد ميناء بشائر للصادرات البترولية وميناء الخير للواردات البترولية والميناء الجنوبي في بورتسودان للحاويات.
أوردت الصحف والوكالات الدولية في زيارة أبي أحمد التاريخية توقيع إثيوبيا اتفاقية مع السودان لتطوير ميناء بورتسودان، لتصبح أديس أبابا شريكا جديدا للسودان في إدارة أكبر ميناء سوداني على البحر الأحمر. أن شخصيا أؤيد فكرة الرصيف الإثيوبي والتشادي والجنوب سوداني والإرتباط الذكي المحكم الذي يصمد أمام أي منافسة إقليمية.
نعم هنالك عقبات ولكن هنالك أدلة ومؤشرات أنه رغم وجود هذه العقبات كانت هنالك نجاحات حيث يقول الجزولي محمد الجزولي مدير شركة المرفأ ووكيل شركة ترانزيت الأثيوبية في اتصال هاتفي مع كاتب المقال أن صادرات السمسم الأثيوبي بلغت خلال سبع سنوات حوالي 180 الف طن عن طريق ميناء بورتسودان وتم استيراد 4 بواخر سماد ولكن توقفت الحركة بسبب بطء الإجراءات. ويجدد الجزولي نصيحته لقيادة الدولة بتتبع العقبات من الحدود إلى الميناء ولا تكتفي بإتفاقيات الميناء لأنه – على حد تعبيره – الميناء جاهز للتنفيذ حال وصول البضائع مكتملة الإجراءات ولكن المشكلة في الطريق إلى بورتسودان عبر القنوات التي تبدأ من سفارة السودان في إثيوبيا وهو الامر الذي نحيله لسعادة السفير القامة الثقافية الصادق الفقيه سفير السودان باديس ابابا والإتحاد الافريقي. ومن جهة أخرى يؤكد لي مصدر مطلع أن قيادة الدولة في السودان تتبع حاليا اسباب الخلل في التنفيذ بالشولة والنقطة.
ويفيدنا السيد وزير التخطيط العمراني بولاية البحر الاحمر محمد الطاهر هييس بأن الولاية تضع أولوية للبنى التحتية المعززة لقدرات الموانيء السودانية كما أكد أنها الأقرب لإثيوبيا بعد أرتريا ويرجح كفة الموانيء السودانية التعاون القائم والمستقر. ويفيد مصدر آخر أن ميناء بورتسودان هو الافضل للجزء الشمالي والغربي لإثيوبيا قولا واحدا وذلك لعدم وجود مرتفعات أو طرق جبلية قاسية كما هو الحال في الوصول إلي الموانيء الأرترية بل إن بعض التخوم الأرترية أقرب للإعتماد على السودان لسهولة الطرق نسبيا.

التعليقات مغلقة.

error: