مشاهير.. ولكن
دلفت المغمورة غريس فاندروال إلى مسرح برنامج المواهب الأمريكي الشهير، وطاقم الحُكام الأشهر في تمام أناقتهم، غنت كمن حط رحله من القمر تواً، ألّفت، لحنت، غنت، وفازت بالمليون دولار، فعلت ما فعلته تلك الفتاة التي توسطت الكوميديان فخري والمذيعة سلوان دفع الله في ضيافة عفاف حسن أمين ومحمود عبد العزيز ونادر خضر زمانئذ، وعبارتها ترن في الاذان (٣٦٠ درجة)، قالتها بذات التمتير القمري. الذي يحيل صاحبه من رصيف العدم إلى مصاف غير المصاف.
– لا يهُم، كون الشُهرة تعبر بك بالحدة التي تشبه الايسكريم بالعيش ما بين كونك مسكين ضُقل لا تُعلم لك هوية، إلى شخص لامع يشار إليه بالبنان.
– لكن في أي جيب يلمع هذا الدينار. الشهرة تأتي لوحدها ربما بغير قصد منك تماماً كما فعلت عيوش ويه ويه.
من السهل جداً أن تصبح تلك الفتاة أم ٣٦٠ درجة أو تلك رابحة المليون دولار.
– أو كآخر يحمل طشتاً ودلواً فارغاً متحدثا عن شُح المياه، كما لو كان مراسلاً لقناة إخبارية مرموقة بطريقة ما، تجعل منه مكشوفاً أمامك كمن يحلُّون جِلساتهم بنكهة الحديث عن الحكومة وهموم المواطن في كل أصقاع الدنيا، مجرد ونسة وتزجية للوقت المُهمل، تماماً كما يفعل رصفائهم تجار النكات، يروجون لتجارتهم بذات الطريقة التي يلقون بها النكات الرخصية..(الليلة بتكلم ليكم عن الكضب.. كضب كضب تقيل) الخلاصة التي خلُص إليها مقدم البرنامج الممثل أن الكذب شيء سيء.. تمنيت أن يستضيف أحمد جلكسة وكيف أصبح حالنا من أمة أخلاق إلى أمة تهوي إلى درك امتهان الكذب بغرض إضحاك الناس. وإحالة كل ماضينا إلى قِيم ليدو كارب يختزل كل ما نعانيه من خيبات ونكسات لمحض تندر وترهات وأُناس يحفلون بكل شيء، قروب، صفقة شجرة في مزرعة سعيدة، تطبيق جديد، شبط جديد، مذيعة جديدة، أو ملاح قرع بكاميرا كانون مفتوحة الإضاءة تتسابق الأيدي والكرعين في الكومنت لاستطعام شكله قبل مذاقه.
– لا ينتظر مشهد آخر أن تفرغ موسيقى مقدمته إلا وتنزغم إليك عبارة ممثل آخر (والله منتظر المدير لي ساعتين)، اسم الجلالة لا يقحم في انتظارك التمثيلي هذا، التمثيل غاية نبيلة تستهدف بناء الإنسان وانتقاد عيوبه، لكن الكثير يعمل على شغل أوقاتنا بالفُرجة غير المثمرة.
هنا شتلة.
– بلية ملقاة على الأرض، تنمو في تايم لاين قناة فضائية، على مسافة واحدة من الصبية الصغار وفوهة العدسة تحرياً للدقة ومراقبة النموء، وحصد آلاف الإعجابات، لتتحول إلى مادة دسمة للاسترسال والحكي، أجد صعوبة في التمييز ما بين البلية وحضورها الصارخ والمفتعل ولعب الليدو في الطرقات وبرنامج سينما ٢٠٠٠ ومقدمه ينقب أسفاً في التواريخ ونبض الساعات، عن سيف يضوي في أفق طريقه، مُعرياً ضلوعه للأنواء.. شارخاً ما يُلمع فيه من شعر وما فينا من دهشة وما في آذاننا من موسيقى باسلة على متن تايتنك تحتفي بالموت دون خوف أو كلام كتير.
التعليقات مغلقة.