بعد زيارة البرهان..ماذا تريد الأطراف المتناحرة في السودان وليبيا؟
وكالات: باج نيوز
على وقع الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع، ومع تراجع فرص الحل السلمي، وصعود خيار المواجهة، زار رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، إلى العاصمة الليبية طرابلس، في زيارة يرى خبراء أنها تأخرت كثيرا، لأهميتها، بينما قلل آخرون من النتائج المترتبة عليها.
ويرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، عثمان نورين، أن “زيارة البرهان تأخرت كثيراً، لأن ليبيا دولة مؤثرة في الشأن السوداني، سواء على مستوى اللاجئين، أو على مستوى الحدود، أو التفاعلات العسكرية”.
وقال نورين لموقع الحرة إن “ليبيا تضم مجموعات من المرتزقة السودانيين الذين شاركوا في القتال مع القائد العسكري خليفة حفتر، وتحولوا إلى المشاركة في القتال إلى جانب الدعم السريع بعد اندلاع الحرب في الخرطوم”.
وأضاف “في الجانب العسكري يمكن أن يكون هناك تنسيقا بين البرهان وحكومة طرابلس، للتضييق على هذه المجموعات، التي أثرت بشكل مباشر على العمليات العسكرية، وساعدت الدعم السريع في الاستيلاء على عدد من المدن والوحدات العسكرية”.
لكن في المقابل، يرى المحلل السياسي الليبي، أشرف الشح، أن “حكومة طرابلس لا تملك التأثير المباشر على المجموعات السودانية المسلحة، الموجودة على الأراضي الليبية، لأنها تتخذ من جنوب وشرق ليبيا مقرات لها، مما يعني أنها بعيدة عن نفوذ حكومة طرابلس”.
وقال الشح لموقع الحرة، إن “البرهان يتهم حفتر بدعم “حميدتي”، ولذلك لجأ لفتح علاقات مع حكومة طرابلس، للضغط في إطار وقف هذا الدعم، ورفع الشرعية عن ما يقوم به “حميدتي”. لكن لا اعتقد أن الزيارة يمكن أن تؤثر في هذا الجانب”.
وعقب اتصال هاتفي مع الدبيبة، أعلن “حميدتي” نيته زيارة طرابلس، دون أن يحدد موعدا للزيارة، وكشف عن مبادرة يقودها رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا لحل الأزمة السودانية، فهل تملك طرابلس الأدوات المطلوبة للتوسط بين الفرقاء السودانيين؟
يقول نورين، إنه “ليس من الضرورة أن تكون مبادرة حكومة طرابلس قائمة بذاتها، ويمكن أن تكون داعمة للإطار الإقليمي الذي يهدف إلى تسوية الأزمة في السودان”.
وأضاف “بناء على هذه المعطيات، يمكن أن تكون ليبيا لاعبا مؤثرا في الشأن السوداني، بحكم الجوار وبحكم التأثير العسكري للمرتزقة الموجودين في أراضيها”.
ولفت المحلل السياسي السوداني، إلى ان “هناك تحركات في أكثر من دولة لإنهاء الحرب السودانية، مثل البحرين وأوغندا ورواندا، وكلها تهدف لدعم منبر المفاوضات بين الجيش والدعم السريع في جدة الذي تقوده السعودية والولايات المتحدة”.
وقلل الشح، من “قدرة حكومة طرابلس على التأثير في الشأن السوداني”، أو تقديم مبادرة يمكن أن تقود “حميدتي” والبرهان لطاولة المفاوضات، “لعدم امتلاكها الأدوات المطلوبة للضغط على الطرفين”.
وأضاف “هناك تنافس بين الدبيبة ورئيس المجلس الرئاسي الليلي محمد المنفي، ولذلك يحاول الدبيبة أن يظهر كلاعب مؤثر في الشأن الإقليمي، خاصة بعد تراجعه شعبيته ووضعه الداخلي”.
ولفت المحلل السياسي الليبي، إلى أن “زيارة البرهان إلى ليبيا جاءت بعد تواصله مع المجلس الرئاسي الليبي، بينما زيارة “حميدتي” ستتم على أساس الاتصال الذي جرى بينه والدبيبة”.
وتابع قائلا “هذه المبادرة تضع في يد الدبيبة أوراقا للتواصل مع الأطراف المتضادة في الشأن السوداني، إذ تمكنه من تكثيف التواصل مع الإمارات التي تدعم “حميدتي”، وكذلك تمكنه من التواصل مع مصر التي تدعم البرهان، ومعلوم أن القاهرة ليست على وفاق مع الدبيبة، وتسعى لإزاحته”، وفق قوله.
وأجرى البرهان، الاثنين، مباحثات مشتركة مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي، المنفي، ومع رئيس حكومة الوحدة الوطنية، الدبيبة، تناولت القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتطورات الحرب في السودان، بحسب وكالة “سونا” السودانية الرسمية.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.