باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

محمد لطيف: جاسم ومكاوى .. معا لا ضد احد !

تحليل سياسي

862

بضع ساعات كانت كافية لنحيط بمشروع تتجاوز تكلفته الأربعة مليار دولار  .. ولكن الأهم من ذلك فإحساس ان تكون جزءا من تفاعل إقليمي يتجاوز حدود وطنك بتأثيره  .. ويلقى بظلاله علي المحيط .. لهو كذلك من المحفزات المثيرة للشهية الصحفية لتندفع بكلياتك .. لتكون شاهدا على ذلك الحدث .. ان لم تكن جزءا منه .. كان ذلك حالى حين تلقيت دعوة من إعلام وزارة النقل لمرافقة السيد وزير النقل فى زيارة يزمع القيام بها لموانىء البحر الاحمر .. بدت لى الدعوة عادية والزيارة روتينية .. ولكن العبارة السحرية جاءت حين اكملت محدثتى الاستاذة مريم الجملة بقولها .. سيرافقه السيد وزير النقل القطرى .. تجمعت فجأة كل القصص والحكايا .. و تقاطعات الإقليم .. والمصالح المشتركة .. وتعارض المصالح .. وأمن البحر الاحمر .. وحتى عاصفة الحزم .. كانت حاضرة .. لتقول لى كل هذه العناصر مجتمعة .. هذه زيارة لا سبيل للاعتذار عنها فذهبت ..!
ولان الدقة كانت حاضرة .. والترتيب كان جيدا بدءا من ولاية البحر  الاحمر عبر الحضور الشخصى لواليها السيد على حامد ثم هيئة الموانىء البحرية بمديرها الجديد الدكتور عبد الحفيظ صالح .. والجديد شديد .. ثم وزارة النقل بطاقمها و بربانها المهندس مكاوى محمد عوض الذى عرف بحزمه وحسمه .. هذَا الحضور القيادى الكثيف وبحسن إدارة الزمن كان كفيلا بان ينجز  ذلك الوفد مهمته فى زمن قياسى .. ولعل البشريات قد تبدت من اول الرحلة .. فبينما كان بَعضُنَا مهموما بانتظار قد يطول فى مطار بورتسودان .. انتظارا للضيف القطرى .. وفق البرنامج المصمم .. فقد كانت المفاجأة ان السيد جاسم بن سيف السليطي وزير المواصلات القطرى هو الذى كان مطلوبا منه. الانتظار  حتى وصول وفد الخرطوم .. وهكذا مضت الرحلة فى سلاسة حتى منتهاها .. لتتضمن بجانب زيارة ميناء سواكن .. موقع الشراكة السودانية القطرية المقترحة .. الوقوف علي قدر هائل من المعلومات حول المشروع نفسه من حيث تكلفته التى تتجاوز. الأربعة مليار دولار .. فى مرحلته النهائية فيما تكلف. المرحلة الاولى خمسمائة مليون دولار .. كما طوف الحديث عن استراتيجية المشروع وقيمته الاقتصادية والتجارية .. لجهة الخدمات التى يمكن ان يقدمها لا للدولتين من حيث العائد الإقتصادى فحسب .. بل من حيث الخدمات التى سيقدمها لدول الجوار والإقليم ومسار التجارة العالمى ..
المشروع الذى يتضمن أحواضا عائمة وجافة لصيانة السفن .. بالطبع احواض الصيانة مؤهلة تلقائيا لبناء سفن جديدة .. هذا بجانب الارصفة الجديدة التي ستنشأ متخصصة فى كل ناحية من أنحاء الميناء .. منها ما للحاويات .. ومنها ما للركاب ..!
الوزير القطرى شدد على ان المصالح المشتركة للشعبين والبلدين هى التى تقود المشاريع المشتركة لتوظيف الموارد لدعم اقتصادات البلدين .. وليست أية نوايا اخرى او دوافع خفية .. أكد الوزير ان المشروع الذى يعتبره محض استثمار مشترك ليس موجها ضد احد .. اما المهندس مكاوى فقد لخص القصة فى أسئلة عن من يحرز الأهداف لبرشلونة وريال مدريد .. ولَم يكن من الصعب ادراك ما يرمى اليه الوزير .. لجهة الاستعانة بخبراء قادرين على العطاء .. ومقروءا ذلك مع إشارة الوزير الى ان للموانىء البحرية اصبحت سلطة سيادية ولها ان تستعين بمن ترى لتنفيذ الاعمال .. فقد بات الأرجح ان يتولى الجانب القطرى مهمة التشغيل .. ان لم يكن منفردا فبشراكة سودانية ..!
اذن بطول يبلغ ثمانمائة وخمسون كيلومترا وبستة وخمسون كيلومترا خصصتها وجهزتها ولاية البحر الاحمر .. وبعمق ممتاز .. و بآمال عريضة وطموحات ضخمة .. يستكمل الجانبان السوداني والقطرى مباحثاتهما اليوم .

التعليقات مغلقة.

error: