الخرطوم:باج نيوز
بينما كانت فتحية بائعة “التسالي والفول السوداني”، تضع قطعة “كرتونة” فوق رأسها لتقيها من أشعة الشمس الحارقة، تفاجأت بمتطوعين شباب يوزعون لها ورفيقاتها مظلات لحمايتهم من حرارة الشمس.
ووزعت مجموعة “أقمار الضواحي” التي تضم عدد كبير من جماهير الفنان الراحل محمود عبد العزيز، عدد من المظلات الشمسية لبائعات يجلسن على رصيف محطة “جاكسون” الرئيسية للحافلات بالعاصمة السودانية، بمناسبة عيد الأم.
فتحية التي شكرت الشباب على الهدية الغالية، ربما لم تكن تعرف قبل اليوم أن هناك “عيد مخصص للأم” وكانت تعتقد أن هناك عيدين فقط هما “الفطر والأضحى”.
شباب “أقمار” الذين تربطهم محبة الراحل محمود عبد العزيز، لم يتوقفوا بتوزيع المظلات للسيدات بمحطة “جاكسون”، بل اجتهدوا لرسم البسمة في شفاه مرضى يعتصرون ألم مرض إعتقلهم داخل المستشفيات لأشهر طويلة.
مريضات السرطان
بهدوء وضعت المتطوعة ريم أحمد، “كيس” لعائشة بينما كانت مستلقية على سريرها بعد جلسة علاج كيمائي. عائشة التي لم تكن تعرف ما بداخله، أبلغتها ريم بأنها عبارة عن هدية “بسيطة يا خالتو بمناسبة عيد الأم”.
تحسست عائشة “الكيس” بيدها المرتجف بفعل الكيمائي، ونزلت منها دمعة مخلوطة بالألم والفرحة معاً، لكن ريم ربتت على كتفها وسألت الله لها الشفاء.
وتتلقى عائشة العلاج منذ أكثر من عام في مشفى (الذرة) وهو أكبر مستشفى لعلاج السرطان في البلاد يتردد عليه المئات يومياً.
وفي لفتة إنسانية وزعت مجموعة “أقمار الضواحي” 60 هدية لمريضات السرطان بمستشفى الذرة بالخرطوم، بمناسبة عيد الأم، وأشاعوا حالة من الفرح وسط المرضى الذين “نسوا طعم الفرح من شدة الألم”.
ومن مشفى الذرة، توجه عناصر المجموعة إلى مشفى الأمل حيث يرقد عدد كبير من الأطفال المصابين بمرض السرطان.
ووزعت المجموعة أكثر من مائة وجبة للأطفال وأسرهم، وقضوا معهم لحظات جميلة داخل المشفى.
وتنشط المجموعة منذ وفاة الفنان محمود عبد العزيز، في الأعمال الخيرية باسم الراحل ودرجت على إقامة احتفال تأبين سنوياً.
وتوفي محمود عبد العزيز الذي يحظى بشعبية كبيرة بين فئة الشباب، في 17 يناير 2013 عن عمر ناهز 45 سنة ومسيرة فنية بدأت في العام 1987.
وقدم الفنان الراحل عدداً من الأعمال الغنائية الخاصة والتراثية التي حققت أرقاماً قياسية في التوزيع، وحظيت حفلاته بإقبال واسع من الجمهور الذي يعتبره فناناً اسطورياً من دون غيره من الفنانين.
التعليقات مغلقة.