د. عبد اللطيف البوني يكتب: دراما القمح
حاطب ليل
د. عبد اللطيف البوني
دراما القمح
(1)
السيد وزير الري وفي زيارة خاطفة لأحد أقسام مشروع الجزيرة، صرح بأنهم في وزارة الري على استعداد لري ثمانمائة ألف فدان قمح في مشروع الجزيرة في هذا الموسم 2020 \2021 إسهاما منهم في حل مشكلة الأمن الغذائي في السودان،
ولكن السيد مدير الإدارة الزراعية في الجزيرة تواضع قليلا وقال إنهم سوف يزرعون ستمائة ألف فدان قمح هذا الموسم ولم ينس سيادته أن يحث الري لمساعدتهم في هذا الأمر، لم نسمع تصريحا من السيد محافظ مشروع الجزيرة حول أمر الأفدنة هذا ولكن أتكهن بانه سيقول سوف نزرع أربعمائة الف فدان لأن هذا هو المخطط الرسمي والعادي كل سنة، ولكن لو ابتعدنا قليلا عن تصريحات السادة المسؤولين القائمة على تقارير مدبجة من مرؤوسيهم سوف نجد أن الواقع مختلف جدا.
(2)
يوم السبت الماضي في طريقي للحواشة توحلت كذا مرة جراء المياه المتكسرة من القنوات ليس نتيجة زيادة أو وفرة بل لأن الحشائش سدت القنوات فانكسرت المياه منها من والى الحواشة مررت بست قنوات فرعية وقناة كبيرة رئيسية (ميجر) لم أشاهد غير الحشائش فيها ولم أبصر ولا كراكة واحدة تعمل في تطهير القنوات سألت أحد المسؤولين في أحد الأقسام فقال لي إن كل قنوات القسم تئن بالحشائش ولا توجد ولا كراكة واحدة في طول القسم وعرضه، اتصلت بأحد أصحاب الكراكات وسألته لماذا لا يعملون الآن في تطهير القنوات فقال لي ( ياخي ناس الجزيرة ملولوين ينادوك ويطردوك على كيفهم وأجورهم متدنية جدا ما بتخارج معانا ) . ملاحظة ثانوية قبل أن نبارح الحتة دي السنة دي لا يوجد إطماء في القنوات والمياه تحت الحشائش مبيضة تماما وبالتالي لا حاجة لمجهود إزالة الإطماء إنما حشائش فقط، ولكن فقدان الطمي ايضا مشكلة فما هو السبب (هسي في زول جاب سيرة البتاع بتاع البتاع ؟).
(3)
لقد أصبح قدرنا أن نكورك في بداية كل موسم من ضعف الاستعدادات للقمح، ولكن هذا العام ستكون الكارثة من جهة الري نكررها عشر مرات الري الري … فاذا تمت زراعة أقل من أربعمائة فدان بكثير ورويت ريا منتظما ستكون معجزة ولكن طبعا سوف تزرع الحصة المقررة وقد تزيد لزوم البروبقندا السياسية وسوف يحدث العطش ويقع العبء على المزارع لأنه سوف يحضر الطلمبات ويبحث عن الجازولين في السوق الأسود ويسهر الليالي ويلاوي ويضارب من أجل الماء.
وينتظر المسؤولون موسم الحصاد ليتبجحوا بالملحمة التي خاضوها من أجل إنجاح الموسم . ملاحظة ثانوية قبل ان نبارح الحتة دي وصلت بورتسودان 67 ألف طن قمح هدية من دولة صديقة، أما صديقنا الجديد نتنياهو فيقال إنه تبرع بدقيق قمح ثمنه خمسة ملايين دولار (لقيمات وكدا) هذا إضافة لبرنامج الغذاء العالمي الذي أعطانا مائتي ألف طن قمح مقابل ذرة أخذه من المخزون الاستراتيجي للمناطق المحررة، مش كدا وبس، بل وعدنا بالمزيد من القمح والدقيق ومع ذلك لا توجد أي مؤامرة على القمح في السودان لا محليا ولا إقليميا ولا عالميا وكل المشاكل التي تصاحب جميع مواسم القمح في السودان سواء كانت مادية أو إدارية إنما هي حركات ساكت سوف تنتهي مع الرفع من القائمة والتطبيع، ويلا أبشروا كلكم.
نقلاً عن (السوداني)
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.