من تطبيق للفيديوهات القصيرة إلى ما يسمى بالتهديد للأمن القومي.. ماذا وراء الحظر الأمريكي على “تيك توك”؟!
في الـ31 من يوليو الماضي، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه سيستخدم سلطات الطوارئ لحظر تطبيق تيك توك وهو تطبيق التواصل الاجتماعي الأكثر استخداما وشعبية في الولايات المتحدة، وهو بالأساس تطبيق لنشر الفيديوهات القصيرة.
وقد قالت إدارة ترامب إن البلاد تحتاج إلى حظر التطبيق لأن الشركة الصينية المالكة للتطبيق “ByteDance” قد تستخدمه لمراقبة وسرقة البيانات الشخصية للمستخدمين الأمريكيين، فيما أكد الرئيس ترامب مرارا وتكرارا على التهديد الذي يمثله تطبيق تيك توك، وطلب من شركة “ByteDance” الصينية التفاوض على بيع تطبيق تيك توك لشركة ميكروسوفت خلال 45 يوم، أو مواجهة الإيقاف الكامل لأعمال الشركة في الولايات المتحدة، وفقا لتقرير نشرته رويترز.
وردت شركة “ByteDance” الصينية أن التطبيق يهدف بالأساس لترفيه وإبهاج المستخدمين، وأن الشركة تواجه العديد من التحديات. بما فيها تصاعد التوتر في البيئة الجيوسياسية والصدام بين الثقافات المختلفة وحملات التشويه من الشركات المنافسة مثل الفيسبوك…
أعلن الرئيس ترامب الحظر على تيك توك بينما تحاول إدارته تشتيت انتباه الشارع الأمريكي عن القضايا الداخلية، مثل انتشار العنصرية والكراهية، والفجوة الهائلة بين الطبقات الاجتماعية وفشل الحكومة في مكافحة كوفيد-19. كما أنه وفقا لتحليل بعض الخبراء، ومع بداية فترة الاستعداد للانتخابات الرئاسية 2020، خلال الأسابيع الماضية، حاولت إدارة ترامب تصعيد وتيرة التوترات مع الصين من خلال إغلاق القنصلية الصينية في هيوستن.
بالإضافة إلى ذلك، قال وزير الخاريجية الأمريكية بومبيو، في مقابلة خاصة مع فوكس نيوز إن المزيد من الشركات الصينية قد تتعرض للحظر في الولايات المتحدة.
أشار وانغ يونغ، مدير مركز الدراسات الأمريكية بجامعة بكين، إلى أنه من الواضح جدا أن الإجراءات الأمريكية تجاه تيك توك تتعارض مع مبادئ السوق الحرة الأساسية، على الرغم من أنها تشبه إلى حد كبير الإجراءات التي تواجهها الشركات الصينية الأخرى مثل شركة هواوي. وأن القرار الذي اتخذه الرئيس ترامب سيشوه صورة الولايات المتحدة التي تزعم بأنها أحد أكبر المدافعين عن الليبرالية والمنافسة العادلة في السوق العالمية.
كما أضاف أن هذه الإجراءات تعتبر أعمال “النهب”، فلن يؤثر ذلك سلبا على رغبة الشركات الصينية في الاستثمار في الولايات المتحدة فحسب، بل سيؤثر كذلك على ثقة المستثمرين الأجانب في البيئة الاستثمارية في الولايات المتحدة.
شبح “حرب باردة جديدة”
كيف يمكن ربط تيك توك، كتطبيق للفيديوهات القصيرة يتمتع بشعبية كبيرة بين الأمريكيين، بأي أغراض سياسية للصين، ناهيك عن الأغراض الجيوسياسية. فإن الجهود المتواصلة التي تبذلها شركة “ByteDance” الصينية “لأمركة” تيك توك، بما في ذلك استقطاب Kevin Mayer من شركة ديزني ليشغل منصب المدير التنفيذي للشركة، كل تلك الإجراءات قد أشارت إلى رغبة الشركة في إبعاد الشبكة الاجتماعية الشعبية عن التوترات القائمة بين الصين والولايات المتحدة.
لكن في الواقع أصبح تيك توك تطبيقا يتمتع بشعبية كبيرة بين أبناء الجيل الجديد من الشباب الأمريكيين ويتحدى الهيمنة التقنية طويلة الأمد لوادي السيليكون، الشركات الصينية، مثل هواوي و”ByteDance”، تثير مخاوف المؤسسات الأمريكية من خسارة مصالحها وتحظر عملها بحجة “تهديد الأمن الوطني للولايات المتحدة.”
اضطراب بين صناع المحتوى
بالإضافة إلى كونه منصة للفيديوهات القصيرة، فقد أصبح تيك توك واحدا من السمات الرئيسية لجيل الشباب على مستوى العالم ونموذجًا للاقتصاد الرقمي. كما أعلنت الشركة الصينية إنشاء “صندوق لصناع المحتوى” بقمية مليار دولار أمريكي لتقديم الدعم الاقتصادي لصناع المحتوى والمستخدمين الذين يعتمدون على هذه الفيديوهات كمصدر للدخل في الولايات المتحدة.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.