باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

زهير السراج: آلاء صلاح والحسد !

1٬946

* الحسد يتفشى في كل المجتمعات وهو من طبائع النفس البشرية، ولقد ذكره القرآن في عشر مواقع منها سورة الفلق وسورة النساء (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)، وسورة يوسف وسورة البقرة ..إلخ، إلا ان البعض يعتقد أنه أكثر تفشيا وانتشارا في المجتمع السوداني!

* يُحكى عن الرئيس السابق (جعفر نميري) قوله انه يحكم 20 مليون حاسد، ويُقال ان اديبنا الكبير (عبدالله الطيب) قال، انه لم يدرك حسد الأكاديميين إلا بعد تعيينه مديرا لجامعة الخرطوم!

* كما يُنسب إليه القول بان “الحسد من طبيعة السودانيين”، وان السبب في ذلك يعود إلى قبيلة (بنى حاسد) التي هاجرت الى السودان في الماضي واختلطت بالسكان المحليين، وكانت تتميز بالحسد الشديد، ويزعم البعض انه قال بأن هنالك سبع قبائل عربية اشتهرت تاريخيا بالحسد هاجرت خمس منها الى السودان، بينما يزعم آخرون أنه قال ان (ثلاث عشرة) قبيلة من أصل (ست عشرة) مشهورة بالحسد في الجزيرة العربية هاجرت الى السودان في وقت مبكر، ولحقت بها الثلاث الأخرى!

* للزميل العزيز (صلاح شعيب) مقال منشور يقول فيه ان المفكر والكاتب الكبير ومدير مركز الدراسات السودانية الدكتور (حيدر ابراهيم) ذكر له في حوار صحفي انه كان يسخر من مقولة (عبدالله الطيب) عن حسد الأكاديميين، ولكنه أدرك صدق قوله بعد الحسد الذي واجهه هو نفسه من زملاء إزاء نجاح المركز، ومن الفرص التي خلقها على مستوى مشاركاته المنتظمة في المؤتمرات العربية وعلاقاته المتميزة مع المثقفين والإعلاميين العرب، وانتشار مؤلفاته البحثية الذى جلب له حسد الكثيرين!

* ويدلل البعض على تفشى الحسد في المجتمع السوداني بالكثير من الشواهد والعادات منها عدم خلو أي بيت سوداني من بخور التيمان والكمون الاسود، وذبح الكرامات، وشد البليلة، وتلطيخ البيوت والعربات الجديدة بالدم ..إلخ، وهى ظواهر موجودة في العديد من المجتمعات منذ قديم الزمان وإن اختلفت الأشكال، فلقد اشتهر عن الفراعنة بأنهم كانوا يرتدون الحلى والتمائم الزرقاء كتعويذة ضد العين واشهرها عين الإله حورس، بينما يعتقد الأتراك واليونانيون ان اصحاب العيون الزرقاء هم الاكثر قدرة على الحسد الذى يدرأه اليونانيون بوضع (فص توم) بين الملابس، ويكافحه الاتراك باستخدام اسوار وسلاسل تتدلى منها عين زرقاء، أما في الهند ودول شرق أوروبا فإن اللون الأحمر هو المفضل لدرء الحسد، لذلك يضع معظم الهنود نقطة حمراء على جباههم تحميهم شر العين، أو يرتدون أساور حمراء اللون ويلفون شرائط حمراء حول رقاب اطفالهم!

* شاركت الشابة (آلاء صلاح) مؤخرا في اجتماع بمجلس الامن ألقت فيه كلمة عن نيابة عن الشعب السوداني خاصة الشباب والنساء، تحدثت فيها عن ضرورة ايقاف الحرب الاهلية وتحقيق السلام واحترام حقوق الانسان في السودان، وقدمت الكثير من المطالب الاخرى التي رفعتها الثورة المجيدة داعيةً المجتمع الدولي للمساعدة في تحقيقها، وكانت كلمة أكثر من رائعة (في رأيي) عبرت عن آراء الكثيرين، كما قدمتها (آلاء) بشكل رائع، إلا ان الكثيرين والكثيرات قابلوا ذلك بالسخرية والهجوم الشرس بحجة عدم فتح الفرصة للمشاركة وكأنها منافسة أو مسابقة يجب ان تُفتح للجميع!

* لا اعرف (آلاء صلاح) بشكل شخصي ولم ألتق بها، ولكنها شابة متعلمة وموهوبة ولديها شجاعة ادبية وكاريزما رائعة، ولقد اعطت بعدا دوليا واسعا للثورة عندما لفتت مشاركتها الشهيرة بقصيدة المبدع (ازهري محمد على) وهى تقف على ظهر عربة بيضاء في ميدان الاعتصام أمام القيادة، انظار العالم وتحدثت عنها معظم الصحف والاجهزة الاعلامية الدولية، وعندما اتيحت لها فرصة الحديث أمام محلس الامن ألقت خطابا رائعا وكانت رائعة. هكذا تُبنى القيادات في العالم المتقدم، فلماذا كل هذه السخرية والسخط والهجوم من كثيرين كان من المفترض ان يصفقوا لها ويشجعوها بدلا من محاولة تدميرها .. هل نحن فعلا شعب حاسد؟!

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: