{ راجت في الأسافير – قبل أيَّام – صورة، برفقة خبر، يقول إنَّ رئيس الوزراء – المُعيَّن – “معتز موسى”، زار طبيبة (رويال كير) في منزلها، وأنهى أزمة فصلها.
{ فور رؤيتي للصورة وقراءة الخبر علمت أنها (شائعة).. ليس لأنني (أبو العرِّيف).. لكن لأنه سلوك (مُحترف).. لا يُحسنه لاعبو المؤتمر الوطني، الذين يجزمون بأنهم لن يخرجوا من (الكشوفات) – أبداً – وأقصى ما يصيبهم هو (تغيير خاناتهم).. أو وضعهم في (مقاعد الاحتياط)!!
{ (لاعبون) لا ينتظرون من الشعب إلا يشجِّع (منتخبهم) مهما كانت (النتائج)!! ولأوَّل مرَّة نرى (فريقاً) يدمن الخسارة – في كل المنافسات – ويدِّعي أنه (الأفضل) منذ استقلال السودان، ولنا في هذا تفصيل ممل في أعمدة قادمة بإذن الله (عشان ما يخمُّوا الأجيال الجديدة بالكلام)!!
{ أعود إلى الموضوع.. ولا أعني الشائعة.. لكني أشير – بمناسبتها – إلى أنه كانت أمام رئيس الوزراء (المُعيَّن) أكثر من فرصة لـ (تسجيل الأهداف السهلة).. لكنه لم يستطع التصويب.. أو ربما كان مشغولاً بالنظر إلى (المدرِّب)، وليس المرمى!!
{ وأقول الأهداف السهلة، بمعنى تلك التي يمكن إيداعها الشباك بـ (لمسة واحدة).. كمشكلة المواصلات مثلاً.. أمَّا (الأهداف الصعبة) فلا يمكن إحرازها إلا بتغيير (طريقة اللعب) بالكامل.. وهذا أمر (مُحرَّم) عند (منتخب المؤتمر الوطني).. حتى ونحن نتذيَّل (مجموعات الدول)..!!
{ هذا الهدف السهل – المواصلات – كان يمكن إحرازه بتوجيه واحد لوزير النقل والبني التحتيّة، فينتصر “معتز” على خصم لدود للمواطن اسمه (المواصلات).. إذ يجد “محمد أحمد” نفسه مضطراً لدفع تعرفة يحدِّدها السائق (بمزاجه) في أغلب وسائل النقل المتوسِّطة (الهايسات).. بينما تمارس الحافلات هوايتها في (تقطيع الخطوط)..!!
{ وعلى ذات الشاكلة تم إهدار هدف سهل جداً، في الحقل الصحِّي، إذ وجد رئيس الوزراء – المُعيَّن – نفسه (هو والقون)، ومواطن كسلا يجأر بالشكوى من تعامل (الوالي) والولاية مع الحمِّيات منذ بدايتها.. ومن ذلك الأسباب (الحقيقيَّة) لـ (تأخير الرش)..!!
{ أعرف تماماً أن تعيين وإعفاء ومحاسبة الولاة من صلاحيات “البشير”.. لكن رئيس الوزراء (المعيَّن) بإمكانه (التوصية) للرئيس بعد التحقيق حول ما راج عن أسباب تفاقم الأزمة و(تأخير الرش)!
{ وثمَّة هدف سهل آخر يتمثل في الحلقة المفقودة بين المواطن والمسؤول، إذ يتم (وأد الحقائق) أو (التعتيم عليها)، بسبب قصور (مقصود) أصاب مهنيَّة أغلب وسائل الإعلام في مقتل – بسبب المؤتمر الوطني نفسه – وهي الثغرة التي تسدُّها الآن (وسائل التواصل الاجتماعي)، وهي تمارس الرقابة وفضح بعض ما يتمُّ إخفاؤه، وإن كانت أيضاً ميداناً لبعض الشائعات التي يتم تداولها دون التأكُّد من صحتها.. وهذا العيب أيضاً سببه (التعتيم) و(إخفاء الحقائق)، الذي يغذي الشائعات ويسمح لها بالانتشار.
{ بمقدور رئيس الوزراء – المعيَّن – أن يحرز هدفاً سهلاً بأن يصنع (نفاجاً) بينه والمواطنين – بلا وسطاء – وليس بالضرورة كما كان يفعل “نميري” – رحمه الله – إذ تكفي صفحة رسميَّة على الفيسبوك، ورقم (واتساب) يتلقى فيها الشكاوى، فيلخصِّها له مساعدوه الذين يثق فيهم، ثم يتحرََّى ويتخذ ما هو لازم.
{ بقي إن أشير إلى أنني قصدت أن أتبع عبارة رئيس الوزراء بكلمة (المُعيَّن)، لأذكر “معتز موسى” بأنّ هذا المنصب جعله يحتل في (كتب التاريخ) صفة (أحد رؤساء الوزراء بالسودان).. وقد حاز هذا المنصب (بالتعيين) وليس (بالانتخاب).. لكن الكرة في ملعبه.. فإمَّا (انتصار) أو (هزيمة).. إذ ليس ثمَّة تعادل في (ملعب الشعب)!!
التعليقات مغلقة.