الخرطوم : باج نيوز
على نحو مفاجئ، أعلن قائد قوات الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو “حميدتي” توقف السودان عن جهوده في التصدي للهجرات غير الشرعية بسبب عدم استجابة الدول الغربية للجهود التي تبذلها الخرطوم في هذا الملف.
وقال حميدتي في حوار أجراه لصالح “تلفزيون السودان” إنه “لا توجد استجابة دولية.. ولذلك نحنا وقفنا”.
وتلعب قوات الدعم السريع دوراً حاسماً في منع عمليات الهجرة غير الشرعية نواحي القارة الأوروبية علاوة على أدوارها الأخرى في الحيلولة دون تحرك الجماعات الإرهابية والجريمة العابرة للحدود.
ويعتبر السودان معبراً مهماً للهجرات غير الشرعية لمجاورته دول مطلة على البحر الأبيض المتوسط، ودول أخرى تشهد غياب للسلطة المركزية أو صراعات أهلية “ليبيا وإفريقيا الوسطى وجنوب السودان”، بجانب أنه -السودان- القنطرة الرئيسة لعبور آلاف المهاجرين الحالمين بالوصول إلى أوروبا أملاً في تحسين معاشهم أو هرباً من الأوضاع المزرية في دولهم.
وفي أوقاتٍ سابقة، طلبت أطرافاً داخل الحكومة السودانية، من الاتحاد الأوروبي والدول الغربية، دعم جهود الخرطوم في محاربة الهجرات غير الشرعية، ولكن عادة ما تجئ هذه المطالب برفقة تأكيدات حاسمة بمواصلة الالتزام الصارم بالعمل على مكافحة الظاهرة التي تغض مضاجع الدول الأوروبية.
ويُعدْ حديث حميدتي، الأول من نوعه، كونه يتحدث عن توقفهم من المضي قدماً في التصدي لعمليات الهجرة غير الشرعية، لجهة افتقارهم للسند والغطاء الدولي.
ويثير حديث القائد الميداني رفيع المستوى في الجيش السوداني، تساؤلات حول الصدى الذي يمكن أن يتركه في العواصم الغربية.
يقول أستاذ العلوم السياسية بمركز العلاقات الدولية، د. الرشيد محمد إبراهيم، لـ “باج نيوز” إن أحاديث حميدتي على قوتها لا تعتبر في العرف الدبلوماسي معبراً عن لسان حال الدولة التي لها من القنوات ما لها في توصيل المواقف والآراء ذات الصفة الرسمية، المُلِزمة.
وعليه يرى بأن حديث القائد الميداني يمكن إدراجه في سياق التكتيكات المستخدمة لحث الدول الغربية على إعانة السودان في قضية الهجرة غير الشرعية التي تعتبر هماً دولياً، ومصدر قلق وصداع دائمين للدول الأوروبية المشاطئة للبحر الأبيض المتوسط.
وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد وضعت خمس مسارات لرفع العقوبات الاقتصادية عن السودان، أحدها متصل بمكافحة الإرهاب والتصدي للهجرات غير الشرعية.
علاوة على ذلك، فإن ذات التصريح يمكن أن يقرأ -والحديث للرشيد- في سياق تململ السودان من حالة العنت الذي يجده من تعاملات الدول الغربية التي لا تزال تدرجه في القوائم السوداء أو تفرض عليه حالة عزلة اقتصادية، على الرغم من كل ما يبذله ويصب في صالح الدول الغربية.
ولا تزال الخرطوم تقبع منذ عقود في ثنايا قائمة أمريكية قصيرة للدول الراعية للإرهاب.
عليه يبرز سؤال أحلناه في “باج نيوز” للمحلل السياسي محمد نورين، عن أثر أحاديث حميدتي على فرص تطبيع علاقات الخرطوم وواشنطن. فابتدر كلامه باستبعاد حدوث تأثيرات مباشرة تنبني على التصريح.
بيد أنه عاد ونوه إلى أن حديث قائد قوات الدعم السريع، سيُسرع من عمليات إعادة الدول الغربية النظر في اكتفائها بالإشادة بجهود الخرطوم في ملف الهجرة غير الشرعية إلى مخاطبة مطلوباتها لتأدية هذا المهمة التي تعتبر من الشواغل الدولية في الوقت الراهن.
ومن ثم عاد نورين ليشير إلى أن القرار سيثير ردات فعل دولية غاضبة في حال تعمدت اللوبيات الغربية تضخميه وإظهاره على أنه الموقف الرسمي للدولة السودانية، أو إن كان حديث حميدتي متطابقاً مع الموقف الرسمي.
التعليقات مغلقة.