باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

لينا يعقوب: الحال يوم الجمعة

1٬768

 

يا لها من جمعة، ساخنة الأجواء والأحداث، مليئة بالوعود والإدعاءات، وكذلك “الآمال” التي لا تستند إلا على الخيال.

يُسربون لنا الأخبار المتعلقة ببواخر نفطية موجودة في ميناء بورتسودان، وأنهم في انتظار تفريغها حتى تصل الخرطوم.

نصدق ونكتب.. فهم الممسكون بزمام الأمور..

ثم يقف بعض المراسلين الصحفيين بقرب الميناء، فلا يجدون نفطاً أو بواخر.. مجرد ناقلات تأخرت عودتها لتأخر الدفع.

ويقولون إن النقد الأجنبي هو “أس الأزمة” بعد أن كانوا يتساءلون “مكانها وين مكانها وين”..

ثم يعلنون أن الدولارات والريالات توفرت، والأزمة أوشكت على الانتهاء.. ولا شيء يحدث.
وبعد أيام، – تحديداً أمس – يعلن مدير عام شركة مصفاة الخرطوم، بدء عمليات التكرير واكتمال المرحلة التجريبية، بل وانسياب المنتجات النفطية من المصفاة إلى المستودعات بصورة طبيعية.

المسؤولون جميعهم يؤكدون ذلك، لكن لا أدري لِمَ تكون تصريحاتهم عكس الواقع؟!
منذ الخميس ركن المواطنون سياراتهم أمام محطات الوقود، “وتصرفوا” وعادوا إليها صباح الجمعة، ظناً أن التصريحات ستكون صادقة، فانتظروا الساعات الطوال والمحطات فارغة من القطرات، وبعد أن وصلت “التناكر” في وقتٍ متأخر من مساء أمس، نفدت بسرعة البرق!
كان مشهداً غريباً، أكثر من ثلاث محطات وقود أُقيمت فيها صلاة الجمعة في درجة حرارة أقرب للغليان.

ومحطتا وقود شهدتا مشاجرات بين المواطنين وأفراد الشرطة.

قال لي أحدهم مساءً، إنه رغم الحرارة واستياء الانتظار بلا جدوى، لكنه استمتع بالصلاة في “الطرمبة”.

سألته، لماذا؟ فقال إنه قرأ مقتطفات من خُطب الجمعة في وسائل التواصل الاجتماعي، فحمد الله كثيراً أنه لم يسمعها، وإلا لأصيب بالغم والنكد.

الرجل أشار إلى ما قاله إمام مسجد المنارة بأم درمان بأن سلوك الشعب السوداني هو سبب الأزمة الاقتصادية، وأحد أسباب فساد البيئة، معرباً عن خشيته أن يكون هذا السلوك من كبائر الذنوب.

وأضاف: هناك آخر، التزم بتوجيه صادر من إدارة المرور فخصص خطبته عن الحوادث المرورية بمناسبة أسبوع المرور.

تخيلوا.. خُطبة عن السيارات والحوادث و”البنزين مافي”.

وهذه من عندي أنا، إمام، أراد أن يُكمل مناظرته التلفزيونية لكن لوحده في منبر الجمعة، فأمَّ الناس وخطب بهم لينال من غريمه.

الناس ملوا، والمسؤولون في وادٍ، والأئمة ففي وادٍ آخر.

بلا شك أن الأزمة ستنتهي لأن استمرارها كفيل بإحداث خسائر على كافة الأصعدة.

كان هذا هو الحال يوم الجمعة.

التعليقات مغلقة.

error: