باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

الطاهر ساتي: الإقالة ليست عقاباً..!!

1٬447

:: يوم أدى القسم وزيراً للخارجية، كتبت بأن هذا ما يُمكن وصفه بوضع الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب، وأن هذا الرجل الذي تم وضعه في وزارة الخارجية ليس سياسياً بارعاً ولا دبلوماسياً ماهراً كما يتوهم البُسطاء، ولكنه من القلائل الذين يتقنون (فن الحفر).. وقبل عام تقريباً، عندما همست مصادر لصحف الخرطوم عن رغبته في الاستقالة ثم عن تراجعه سريعاً حين علم برغبة رئيس الجمهورية في قبول استقالته، كتبت بالنص: ما كان عليه أن يتراجع، وأن في استقالته – أو إقالته – خير للدبلوماسية السودانية..!!

:: وكذلك عندما رفعت أمريكا الحظر الاقتصادي عن بلادنا، كتبت بالنص: رئاسة الجمهورية ثم جهاز الأمن والمخابرات الوطني ثم بعض دول الخليج وإثيوبيا، هي الجهات التي أقنعت الإدارة الأمريكية برفع الحظر الاقتصادي.. أما وزير الخارجية إبراهيم غندور، وهو يملأ الإعلام صخباً وضجيجاً وخداعاً، فإن دبلوماسيته أوهن من أن تحل قضية ورثة يختلف فيها (أولاد عم)، ناهيكم بأن تحل أزمات السودان الإقليمية والدولية، وأن دبلوماسية خارجية غندور خاملة وخالية من روح المبادرة، وكأن المراد بها إكمال ملامح الدولة ونصاب مجلس الوزراء.!!

:: وعليه، مهما اجتهد البعض في تحويله إلى (ضحية) و(أيقونة النضال) و(بطل المرحلة) وغيره من الألقاب التي انهالت منذ مساء الإقالة، يبقى الرأي: لقد تأخر قرار إقالة إبراهيم غندور عن منصب وزير الخارجية (كثيراً).. نعم، لقد تأخر قرار الإقالة، وكان يجب أن يغادر هذا الموقع بعد (عام التجريب) مباشرة، وهناك أسباب كثيرة.. ولكن على سبيل المثال الراهن، ولأن الغافل من ظن الأشياء هي الأشياء، لست بغافل بحيث أظن مع الذين يظنون بأن خطابه – في البرلمان وأمام الإعلام – كان من أجل المصلحة العامة أو رحمة بالسادة السفراء وأسرهم أو حرصاً على أداء البعثات الدبلوماسية.. لست ساذجاً..!!

:: لو كان حديث غندور صحيحاً، أو لو كان سيادته حريصاً على سفارات السودان، لكتب (استقالة مُسببة)، بدلاً عن التهريج.. لست ساذجاً.. وكذلك غندور، ليس ساذجاً ليُعلن – لدول العالم وعلى الهواء مباشرة – خبر عجز السودان عن توفير مرتبات السفراء وقيمة إيجارات مقار السفارات ومنازل أسر البعثات الدبلوماسية، أو كما زعم.. نعم غندور ليس ساذجاً لحد تنبيه الدول – ووكالات الاستخبارات الأجنبية – إلى تردي الوضع الاقتصادي لسفراء السودان وسفاراته، أو كما يزعم.. وكما يعلم مخاطر تجنيد البعثات الدبلوماسية، فإن غندور يعلم أيضاً الثغرات التي تتسلل عبرها الاستخبارات الأجنبية إلى السفارات والبعثات الدبلوماسية..!!

:: وغندور يعلم بأن المال والسلطة والنساء هي (نقاط الضعف) وأضلاع مثلث التخابر الذي يبتلع ضعاف النفوس ويحولهم من (سُفراء) إلى (عُملاء)، ومن الجهل أن يظنه البعض جاهلاً لحد كشف إحدى (نقاط ضعف السفارات) لأعداء بلادنا على الملأ.. علماً بأن غندور – قبل إقالته – عجز عن تقديم قائمة السفراء الذين لم يصرفوا مرتبات (شهر واحد)، وناهيكم عن (السبعة أشهر).. للأسف لم يصدق غندور مع نفسه والبرلمان والرأي العام، ويعلم تماماً (أنه يكذب).. نعم، لقد صرفوا – كل السفراء وأفراد البعثات – كل المرتبات في (موعدها تماماً)، ومن بنود وموارد أخرى غير (الفصل الأول)، وهذا حديث الغد بإذن الله.. وعليه، فان الإقالة ليست عقاباً بحجم ذاك الخطاب غير الأخلاقي، ولكنها بمثابة (شيء خير من لا شيء)..!!

التعليقات مغلقة.

error: