باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

(باج نيوز) ينشر قصة منير ورويدا

رحلة "منير" و"رويدا"..

1٬837

 

خاص: باج نيوز
يقبع السوداني منير محمد، خلف قضبان أحد سجون العاصمة البريطانية “لندن”في إنتظار قرارالعقوبة، بعدما أدانته محكمة “أولد بايلي”، الإثنين الماضي، بالتخطط لشن هجمات إرهابية لصالح تنظيم “داعش” المتشدد في الممكلة المتحدة برفقة صديقته رويدا الحسن.
وكانت السلطات البريطانية قد اعتقلت “منير”، في ديسمبر 2016، بتهمة التحضير لشن هجوم في فترة الأعياد، وعثرت الشرطة في شقة محمد على مواد تستخدم في صنع قنابل، بالإضافة إلى كتاب حول كيفية صنع القنابل، وسم قاتل.

(باج نيوز) تتبع رحلة منير محمد صاحب الـ”36” عاماً، من الخرطوم وحتي إعتقاله في منزله بشارع ليوبولد في ديربي، على بعد حوالي 200 كلم إلى الشمال من العاصمة البريطانية “لندن”، برفقة الصيدلانية “رويدا” التي كانت تبحث عن زوج، لتجد نفسها برفقة “منير” خلف القضبان.

(1)
نشأ “منير حسن محمد” وهو اسمه الكامل، في السودان وحيداً مع والدته، والتي توفيت عندما كان مراهقاً، ليقرر منير السفر إلى ليبيا حيث مكث هنالك عدة سنوات، ثم عاد إلى السودان حيث تزوج في العام 2012.
وقرر محمد برفقة زوجته الحامل، الهجرة إلى أوروبا، حيث وصلا إلى اليونان في يونيو من العام 2013 بعد رحلة صعبة عبر “قوارب الموت”، غير أن زوجته فقدت الطفل عند وصول الثنائي الي “اثينا”، وعندها تخلي “منير” عن زوجته وقرر المضي قدماً من أجل الوصول إلى بريطانيا.
اتخذ “منير” طريقاً يسلكه كل المهاجرين في أوروبا للسفر إلى المملكة المتحدة، حيث وصل عبر التهريب إلى فرنسا في يناير من العام 2014، ثم دفع المزيد من الأموال للمهربين ليظهر فجأة على الطريق السريع في مقاطعة “بيدفوردشاير” شمال انجلترا.
هناك، قامت الشرطة المحلية بتسليم “منير” إلى مكتب الهجرة، وفي فبراير من عام 2014، قدم “منير” طلباً للجوء إلى بريطانيا، حيث تم ترحيله إلى منزل مشترك بشارع ليوبولد في مقاطعة “ديربي”.

(2)
لا تسمح قوانين الهجرة في بريطانيا لمقدمي طلبات اللجوء بالعمل بشكل رسمي، الا أن “منير” كان يؤدي أعمالاً هامشية كي يكسب قوته، حيث عمل في “غسل السيارات” وكان أيضاً عامل نظافة في مطعم هندي.
وفي مايو من العام 2016 تمكن “منير” من تأمين مستندات تمكنه من العمل، لكن باسم رجل هولندي، حيث عمل لفترة في شركة “كير فوود” التي تعمل في مجال الوجبات الجاهزة.
وقال “منير” لاحقاً في التحقيقات، أنه كان يرسل أموالاً إلى زوجته التي تركها في اليونان، كما أنه اعترف بتزوجه مرة ثانية من إمرأة تعيش في السودان، عبر الإنترنت، ولم يلتق بها أبداً..!
وبدأ “منير” البحث عن سيدة للإرتباط بها في بريطانيا، حيث تعرف على الصيدلانية “رويدا الحسن” في أحد مواقع المواعدة، وكانت في تلك الفترة حُمى “تنظيم داعش” تتصاعد بقوة حول العالم وخاصة في الشرق الأوسط.

(3)
وصلت “رويدا الحسن” إلى بريطانيا في الثالثة من عمرها حيث نشأت في المملكة المتحدة الى أن نالت شهادة الصيدلة من إحدي جامعات لندن.

عادت “رويدا” الى السودان وكوّنت مع زوجها شبكة ناجحة من الصيدليات في العاصمة الخرطوم، الا أنه خانها، بحسب ماذكرت في التحقيق، لتقرر العودة مع طفليها الى بريطانيا وتبدأ في إجراءات الطلاق.
بدأت “رويدا” صاحبة الـ”33″ عاماً، في البحث عن زوج، حيث اشتركت في أحد مواقع المواعدة عبر الانترنت وكتبت وصفاً عن ما تبحث عنه، جاء فيه ( أبحث عن شخص بسيط.. ملتزم يخاف الله قبل كل شئ)، قبل ان تضيف (أبحث عن شخص يمكنه أن يعلمني ويلهمني).
التقط “منير محمد” الدعوة، وقضي الثنائي يتحدثان لمدة ثلاثة اشهر عبر برامج التراسل الفوري وعبر الهاتف، وقالت  خلال التحقيقات ( كان هنالك رابط عاطفي بيننا.. كان يهتم بي بشكل جيد).
في أبريل من العام 2016، أرسلت “رويدا” صوراً لعيد ميلاد ابنها الى “منير”، الذي رد عليها بارسال “5” مقاطع فيديو لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)..!
بدأ “منير” يستغل قوته العاطفية على “رويدا” لإقناعها بفكر “داعش” وحتمية القضاء على المنافقين والمرتدين، وشيئا فشيئاً بات الثنائي في مركب واحد.

(4)
وفي يوليو من العام 2016، طلب “منير” من “رويدا” أن تخبره كيف يصنع سُم “ريسين”، و هو بروتين شديد السمية، يستخرج من بذور نبات الخروع، حيث ارشدته بخبرتها الصيدلانية إلى بعض المواقع الإلكترونية، ثم تحدثا على الهاتف عقب ذلك لحوالي “40” دقيقة.
وتعرف “منير” لاحقاً في أغسطس على شخص يدعي “ابوبكر الكردي”، تقول التحقيقات البريطانية أنه يتبع لتنظيم “داعش” ويعمل في تجنيد أشخاص لتنظيم هجمات إرهابية، ورصدت السلطات البريطانية رسالة في أغسطس من “منير” إلى “كردي” يقول فيها ( فقط إعطني الأمر.. السمع والطاعة لأميرنا)، ورد عليه “كردي” بالقول : (أرجو من الله أن يضعك في المسار الصحيح.. سنتواصل قريبا للتحضير لشئ جديد).
طلب “منير” من صديقته مساعدته في صنع القنبلة، حيث أخبرته عن مركب كيميائي اسمه “بروكسيد الهيدروجين”، وفي الأول من ديسمبر ذهب الثنائي سوياً الى متاجر “اسدا”في لندن ، حيث رصدتهما كاميرات المراقبة، واشتريا بعض المستلزمات لصناعة القنبلة مع بعض الإغراض الأخري للتمويه.
وخلال أيام قليلة كانت الشرطة البريطانية تداهم منزل “منير” في شارع ليوبولد وتلقي القبض عليه، حيث وجد في ثلاجته مواداً كيميائية كان يحضرها لأجل صنع القنبلة، وسم قاتل. وألقت السلطات القبض على “رويدا” وخضع الثنائي للتحقيقات، قبل أن تحكم عليها محكمة “بايلي” بالإدانة بانتظار الكشف عن العقوبة في الجلسة المقبلة.

التعليقات مغلقة.

error: