باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

محمد لطيف :فخ الأصدقاء .. الشريف وقيلوب نموذجا!

تحليل سياسي

795

ليست هى المرة الاولى التى اجد نفسى فيها محاصرا بتقاطعات سياسية .. ليس لى فيها يد فى غالب الأحيان .. وان كنت لا أستطيع الزعم بانى برىء من كل ما يحدث .. فلاننا في السودان فالعلاقات الانسانية هى التى تحكم معظم الأشياء .. و تتحكم في جل التفاعلات .. ولقد كنت دائما حريصا علي الا تؤثر هذه العلاقات .. فى تعاملى مع ما حولى من معطيات ووقائع واحداث .. واجتهد فى التعامل مع هذه المعطيات كما هى .. اعمل فيها تحليلا وتقييما .. وتفكيكا كما سمى احدهم التحليل ذات يوم .. وما تقود اليه هذه المعلومات والمعطيات القائمة امامى هى الخلاصات التى أحتكم اليها .. او أرتكن اليها في الحكم على الأشياء .. وبالطبع .. وحيث ان العملية كلها إنسانية .. فاحتمالات الخطأ والصواب قائمة وواردة .. فقد يغذيك احد المصادر بمعلومات لم تكن دقيقة .. وقد يزين لك احدهم استنتاجا من وجه واحد للامر .. بعد ان غيب عنك الوجه الاخر .. ايضا هنا يوصم التحليل بعدم الدقة .. ورغم كل هذا فساظل فخورا بان وجودي لثلاث عقود ونيف فى بلاط صاحبة الجلالة قد رفدنى بعلاقات واسعة سأظل اعتز بها .. واجتهد كذلك فى توظيفها لخدمة قرائى ..واحسب ان هذا واجبى وحقهم ..!
غير ان هذه العلاقات الواسعة تضعك احيانا .. كما بدأت هذا التحليل .. فى تقاطعات غريبة .. كما وجدت نفسي مؤخرا .. فما ان اكتمل حسم قوائم المرشحين فى انتخابات نقابة المحامين .. الا وقد فوجئت بان اثنين من اصدقائى قد اتخذا موقف المواجهة فى التنافس على منصب نقيب المحامين .. واقول بكل ثقة انه لو ترك الامر لهما .. لآويا الى ظل اقرب شجرة .. ولاتفقا على تقاسم مدة الدورة مناصفة .. بل و لأصر كل منهما على أخيه ان يبدأ الفترة الاولى .. ولكن قدر صديقاى الاستاذ على قيلوب ومولانا عثمان الشريف .. إنهما تقدما للتنافس على هذا المنصب .. او قُدما اليه فى ظرف احتدم فيه الصراع .. وتنامى الاستقطاب حتى بلغ حدته .. فكان قدرهما كقدرى تماما .. ان اطلا على المشهد السياسي فى ظل هذا الاستقطاب الحاد .. فلم يكن لهما من سبيل غير عبور هذا التقاطع الحاد ايضا .. !
وكما قدمت أعلاه .. وأصبح ذلك عهدا على نفسي .. فساتعامل مع المعطيات .. غض النظر عن علاقتى الشخصية بالطرفين .. فالمشهد للوهلة الاولى يقول ان قيلوب قد كسب قاعدته على حساب حزب سياسي .. فالحزب الشيوعي كان يتمسك باسم اخر .. ولكن محامو الحزب شقوا عصا الطاعة وانحازوا لقيلوب .. مرشحا أوحد لتحالف المحامين .. وهذه نقطة تحسب له .. اما الشريف وكما تابع الكثيرون فقد بدا انه جاء محمولا على رغبة قيادة الحزب .. عوضا عن القاعدة .. او بالأحرى جزءا مقدرا منها .. ولكن الملاحظة الجديرة بالتثبيت هنا .. ان جهودا مقدرة قد بذلت .. كان له فيها الضلع الأكبر .. لإعادة ترتيب الامر بما يعزز موقفه لدى قاعدة المحامين الوطنيين .. ونجاح هذا المسعى يحسب له ولا شك .. ولعل هذه من اهم مميزات الرجل .. القدرة على نزع فتيل الأزمات ..!
ولعل المفارقة الجديرة بالانتباه ان كلا الخصمين .. يتسم بصفات .. تكاد تكون متطابقة لدى الاثنين .. منها الهدوء .. وسعة الصدر .. والجنوح نحو الاعتدال .. والنأي عن إقصاء الاخر .. بل والسعى اليه .. كما ان كليهما يجيد الإنصات .. ويفضل توسيع دائرة التشاور .. ولا يتعجل فى اتخاذ القرار .. البعض قد يرى فى هذا البطء ضعفا .. وليس بالضرورة ان يتفق الجميع على هذا التوصيف .. ولكن الذى يمكن قوله باطمئنان .. انه سواء فاز الشريف او قيلوب .. فان الدورة الجديدة موعودة بقدر من الهدوء .. اما هل يكون ذلك الهدوء هدوءا فاعلا و منتجا .. ام هدوءا رتيبا .. فهذا تجيب عليه الايام ..!
وغير بعيد عن كل هذا .. فقد احتدم الجدل مبكرا حول صحة بعض الإجراءات المنظمة لهذه الانتخابات نفسها .. أهمها العجلة التى شابت تلك الإجراءات .. مما يجعلها غير منطقية فى بعض الأحيان .. كأن تنشر قوائم فى شارع فرعى فى الخرطوم .. ويكون مطلوبا من كل محاميي السودان ابداء الرأى فيها فى اقل من اربع وعشرين ساعة .. وهذا ينال من حيادية الإجراءات .. وبالتالي مصداقيتها .. والذين يعرفون عثمان الشريف يعلمون انه لم يكن فى حاجة اليها .. وأكاد اجزم انه غير سعيد بها ..!
غدا :-
هذا بنك الثروة .. فأين ثروة البنك ؟!

التعليقات مغلقة.

error: