المستقلون بالبرلمان.. سر الصمت

البرلمان: باج نيوز

عدد النواب المستلقين بالبرلمان  “18” عضواً فقط، لكنهم شكلوا وجوداً طاغياً كأنهم أكثر عدداً، وأحدثوا  حراكاً في البرلمان الحالي منذ عام 2015م، لكن وبصورة مفاجئة منذ منتصف العام الحالي خفت صوتهم بصورة تدعوا للتساؤل عن “سر الصمت”!.

(1)

يعتبر البرلماني المستقل مبارك النور أكثر النواب إثارة للجدل من خلال تصريحاته شبه اليومية للإعلام، وإشتهر بإثارته قضية إستيلاء قوات الشفتة الإثيوبية على أراضي مزارعين بولاية القضارف مما يعتبر إحتلالاً لأرض سودانية من أجانب..

حديثه المتكرر عن الفشقة جعل نواب وصحافيون يصفونه بنائب “المنطقة” لجهة إهتمامه بقضية واحدة دون غيرها رغماً عن قومية المجلس الوطني، لكن بالرغم من ذلك يعتبر مبارك النور من أكثر النواب إستدعاءً للوزراء.

وبصورة مفاجئة أيضاً إختفى النور عن المشهد الإعلامي بصورة تدعو للتساؤل، حيث كانت بداية إختفاءه منتصف العام الحالي عند إيداع تعديلات في دستور السودان ووجود تكتلات حزبيه بعضها يهدف لتمرير التعديلات والآخر لإسقاطها، وأعلن تحالف النواب المستقلين تصديه للتعديلات “الذي يمثل مبارك ناطقه الرسمي” حيث خرجت أخبار عن صفقة بين المستقلين واحد الأحزاب حول موافقتهم على تمرير التعديلات ومنحهم مايريدون، واشارت أصابع الإتهام إلى أن مبارك النور كان مهندس هذه الصفقة.

مصادر قالت لـ”باج نيوز” إن الحزب الذي عقد صفقة مع المستقلين جلس مع مبارك النور لوحده وطلب منه التهدئة وعدم إثارة المواضيع في وسائل الإعلام وداخل “القبة” مقابل منحه مايريد من مال وسلطة، ولم توضح “المصادر” ما إذا كان قد وافق مبارك على الصفقة أم لا، لكن ما يزال السؤال مطروحاً حول صمته المفاجئ.

(2)

ويأتي المستقل محمد طاهر عسيل في المرتبة الثانية للنواب الذي لزموا الصمت بعد أن كانت أصواتهم عالية، ووفقاً لمتابعات (باج نيوز)  فإن عسيل لزم الصمت وفرغ جهده لأمر مهم تتضح ملامحه في القريب العاجل وتشير التوقعات إلى أنه يرتب لإنشاء حزب سياسي لخوض انتخابات العامة المزمع عقدها في العام 2020م.

(3)

وتعتبر نسبة غياب البرلماني المستقل د. عبدالجليل عجبين الأقل مقارنة مع زملائه مبارك وعسيل، لكنه أيضاً ظل لازماً الصمت في غالبية جلسات البرلمان منذ منتصف العام الحالي، بالرغم من بعض المداخلات التي تنصب غالبيتها في “نقطة نظام” عندما يخالف رئيس البرلمان إبراهيم احمد عمر اللائحة أو الأعضاء نسبة لخلفيته القانونية.

(4)

عندما نشرت بعض الصحف خبراً عن صفقة بين المستقلين وأحد الأحزاب، اشارت إلى أن شرط الصفقة كان تمرير المستقلين لتعديلات الدستور مقابل الموافقة لهم بتكوين كتلة، مرت التعديلات ومر الوقت وعدل البرلمان لائحته ووافق للمستقلين بتكوين كتلة حزبية بالمجلس الوطني، لكن الناطق بإسم تحالف المستقلين مبارك النور رفض الدخول في الكتلة لاسباب غير معلومة ربما تفسر بأن لديه أجندة في ذلك خاصة بعد جلوسه مع أحد الأحزاب في وقت سابق، وبعد تكوين الكتلة لزم غالبية المستقلين الصمت دون وجود تفسير لذلك، لكن ربما يكون للصفقة التي قيل أنها عقدت بينهم وأحد الأحزاب سراً في ذلك الصمت.

(5)

ونفى رئيس كتلة التغيير بالبرلمان المستقل ابوالقاسم برطم لـ”باج نيوز”، الحديث حول صمت المستقيلن بالبرلمان وقال إن المستقلون “أكرر المستقلين فقط” هم من يحركون ساكن البرلمان ويجعلون منه جسماً حياً، لذلك المستقلون سيفاجئون الكل في الإنتخابات القادمة “2020م”.