تقرير: باج نيوز
قبل سنوات حزم عدد من رجال الاعمال السودانيين، حقائبهم وتوجهوا نحو الصين.. رغم بعد المسافة واختلاف الثقافات، إلا أنهم كانوا على ثقة بان البلد الذي ساعد السودان وجعله في مصاف الدول النفطية سيفتح ابوابه لهم.
رجال الأعمال السودانيين انتشروا في مناطق متعددة من دولة الصين، منهم من فتح مكاتب تجارية في مجال الاستيراد والتصدير بين الدولتين، وآخرين نشطوا في مجال تسهيل مهمة السودانيين القاصدين، الصين لمهام تجارية بمساعدتهم بمدهم بمترجمين لإنجاز أعمالهم.
وقد كان، فقد حقق عدد كبير من رجال الاعمال السودانيين نجاحات على مستوى اعمالهم، ولم يكن هناك ما يعكر صفو حياتهم أو أعمالهم، حتى موعد صدور القرار الامريكي نهاية اكتوبر الماضي، القاضي، بوضع السودان من ضمن قائمة الدول عالية المخاطر على الولايات المتحدة الأمريكية، ومن هنا بدأت العراقيل.
على أثر هذا القرار اصدرت الحكومة الصينية، قراراً بإغلاق الحسابات المصرفية لجميع رجال الأعمال السودانيين بالمصارف الصينية تجنباً لأي عقوبات يمكن ان تفرضها الادارة الامريكية عليهم، خاصة وان السودان لايزال تحت قائمة الدول الراعية للارهاب.
ومن يومها بدأت فصول أزمة رجال الاعمال السودانيين، لجهة أن أعمالهم لا يمكن ان تتم بمعزل عن التعاملات المصرفية اليومية، وبدأ رجال الاعمال في مخاطبة الجهات ذات الصلة ورفعوا الأمر الى السفارة السودانية بـ”بكين” وفقا لما كشفه رجل الاعمال بمدينة “ايو” الصينية أحمد ابو زيد لـ( باج نيوز).
وقال ابوزيد، ان جميع المصارف الصينية كانت قد اغلقت حسابات رجال الاعمال بمصارفها، لكن بعد تحركهم ومخاطبة السلطات في منطقة “ايو” الصينية سمحت لهم حكومة المنطقة المحلية بفتح حسابات في مصارف صغيرة بالمنطقة كنوع من الحل المؤقت، إلى حين إنجلاء الأزمة.
غير أن ابو زيد يرى أن هذه المصارف لايمكن ان تستوعب حجم اعمالهم الكبيرة، واشار إلى أنهم لجأوا الى مصارف كبيرة كالبنك الزراعي السوداني، إلا ان البنك لم يوافق على إعادة فتح الحسابات، وهو ما يشكل أزمة حقيقية بالنسبة لهم.
وانتقد ابو زيد عدم التعامل مع الاستثمار السوداني بالصين اسوة بمعاملة المستثمرين الصينيين بالسودان الذين يجدون من الحكومة كل ترحاب وتسهيل، لافتا الى ان السودان يعمل على الاحتفاء بالصين وبعلاقته معها في كل عام، مطالبا الحكومة الصينية بالتعامل بالمثل.
وبشأن رد الفعل الرسمي من قبل السلطات تجاه ما يحدث، وصف ابو زيد درجة الاستجابة بالضعيفة وقال انهم ابلغوا السفارة السودانية “غير انهم لم يتلقوا رداً حتى الآن رغم مرور شهر على المشكلة وسط تاكيداته بان الامر اذا استمر سيخلف خسائر مالية كبيرة لرجال الأعمال المتواجدين بالصين”.
على هذا الحال، ينتظر المئات من رجال الأعمال السودانيين، أن تتحرك الحكومتين لحل مشاكلهم، والتي بلاشك انها ستعمل على هز الثقة حال استمرارها.
التعليقات مغلقة.