مصطفى أبو نورة..بكرة أحلى

– هي دعوة غير مياشرة للاعتراض على هذه المقولة.

– ولكن قبل هذا وذاك. لدي صديق قديم يغوص كل صباح بعمق قلبي محبةً وإخاءً.

– هاتفني من عمق بلاده البعيدة.

– (عارف يا زمل.. الليلة حلمت بصاحبنا فلان.

– استيغظت من نومي وأنا أضحك كالمجنون.

– زوجتي شاركتني الضحك. جنك براك بتعرفو.

– تنوم تنقنق وتصحى تقرقر….

– أنا أعرف أن صديقنا المشترك قدوتنا في الصبر والإحتمال. تخرج من

الجامعة متفوقاً على أقرانه من كمين سنة، ولم يحصل على وظيفة، مرة سائق

أمجاد، وأخرى سمسار موبايلات، وكتير عاطل عن العمل، وطيلة هذه السنوات لم

تفارقه الابتسامة الباسلة، بامكانه أن يفني سحابة يومه في خدمة صديق.. أو

مجالسة أصحاب كثر ينثر الضحكة فوقهم كالعبير..

– المهم..

– مالو؟

– حلمت بيهو شايل سوط عنج وفي نص الشارع يجلد في الناس..

– ويصرخ فيهم.. ليه كده ليه كده.. مافي شغل مافي شغل.. ويجلد

ويجلد..جيييتك جابتاك جيييييتك جباتاك.

– تعرف.. ما بين الحلم والجد شعرة، تنفلت بعدها كل الغايات النبيلة إن لم

نصمد، إلى طريق واحد غايته الجنون. للصبر حدود يا صاحبي.. إنه خط اليأس

الفاصل ما بين الواقع والمحتمل.. إذ لا بد من البت في الأمر سريعاً لتعرف

متى تفلت تأمين مظلتك لانزال آمن في أرض المستقبل..

– الخطوب مهما عظمت يحتويها القلب، يمتصها وإن عَظُم وقع ارتطامها به..

والإيحن مهما تكالبت يستوقفها العقل.. يبحث في جيب هويتها ويركلها إن

شاء.. وإن لم يفعل، ستفتك به حتماً.. إذ لا بد من ملاذات آمنة أوان العصف

الذهني..

– لا بد من تنقية القلب والخاطر من وحل اليوم.. شوائب الماضي بجد وهمة..

لمستقبل ينتظر في ثنايا الطريق..

– لكل محنة نفرة تتصدى لها في ظاهر الحال.. تميط الأذى عن الطريق..

– ولكل روح صدقة تميط الأذى عن النفس من داخل العقل والخاطر.. تنظف

الفكرة لتحيا وتستبشر بالغد الأحلى

– منذ البكور وحتى آخر الليل بلا عنت أو ضجر..

– وغداً أجمل..

– الغد المكتمل بالصفاء والبهاء والرفقة الحسنة والمأمونة..

– فموعد البكور لا يتعدى الثامنة صباحاً!

– فماذا عساك فاعل بما تبقى من يومك..

– قم فساعد الناس ماشاء لك القدر أن تفعل…..

– أو اضربهم بالسياط قدر ما تقدر قدرتك!

رد سريع