:: (كفى صخباً)، لقد اعتذر البروف قاسم بدري لمن يهمهم الأمر.. والمؤسف، بجهلٍ مدقع يحرّض بعض الحمقى المنظمات والدول الداعمة للجامعة، وكأن هذا التحريض المعيب ليس بصفع لمصير الطالبات و أُسرهن.. حقدهم الأعمى يريهم بأن الجامعة ما هي إلا مصدر رزق لآل البدري، ويتناسون أن نسبة الطالبات القادمات من مناطق الحرب والفقر بالجامعة تتجاوز (30%).. ما تقدمها الأحفاد للمجتمع السوداني لن يقدمها حزب أو جماعة، ومن العار أن يسعى البعض إلى تدميرها.. ولقد أحسنت قلعة العلم والوعي عملاً حين وجهت اعتذار مديرها (لمن يهمهم الأمر)، وليس لمن يتناوبون على صفع الناس والبلد ثم فجأة ارتدوا ثياب الواعظين.. ولا لمن يصفعون طلابنا وطالباتنا بالسيخ والعسس على مدار العام، ثم فجأة ارتدوا ثياب الشامتين..!!:: والمهم، كأن صبر الناس على الأفعال لا يكفي، فهناك من يلطم الناس بالأقوال، ويشيِّد بالمُخدّر المسمى (البرنامج الخماسي).. قبل سنوات، عندما كان علي محمود وزيراً للمالية، اختاروا برنامجاً اقتصادياً وأسموه (البرنامج الثلاثي).. وبعد ثلاث سنوات اكتشفوا بأن محتوى البرنامج الثلاثي لم يتناسب مع مقاس الوضع الاقتصادي، إذ لم يزد – البرنامج الثلاثي – ذاك الوضع الاقتصادي إلا ( تضخماً) ثم ارتفعاً لسعر الدولار في السوق الموازي لثلاثة أضعاف ما قبل تطبيق البرنامج.. ولأن البرنامج الثلاثي لم يخفض سعر الدولار ولم يزد الإنتاج، استبدلوه بالبرنامج الخماسي..!!
:: ومن محن هذا البرنامج الخماسي، رفع سعر الدولار إلى ما فوق الـ(30 جنيهاً)، ورفع حجم الاستثمار السوداني بإثيوبيا إلى (2,4 مليار دولار)، حيث تم تصنيف السودان كثاني أكبر استثمار أجنبي بإثيوبيا، أي بعد الصين مباشرة.. أي بدلاً عن تخفيض سعر الدولار وجذب الاستثمار الأجنبي، طرد البرنامج الخماسي الاستثمار الوطني ورفع سعر الدولار.. وقبل ثلاثة أشهر، كان علي محمود رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان قد تحدث بأن هذا البرنامج الخماسي سوف يتعرض لتعديلات حتى يتناسب مع مقاس الواقع الاقتصادي.. وقال: إن البرنامج الخماسي يواجه بعض المتاعب ومنها ارتفاع سعر الصرف ومعدلات التخضم، ولذلك يجب تعديله..!!
:: لم يصفح عن تفاصيل التعديلات، ولكن ما يحدث حالياً هو (تفاصيل البرنامج).. فالغلاء تجاوز طاقة المواطن، ويومياً تشهد أسعار السلع ارتفاعاً آخر، وكذلك سعر الدولار، ثم فوضى الأسواق.. وبدلاً عن معالجة الأزمات ، فإنهم – كالعهد بهم دائماً في كل ميزانية – يلطمون وجه المواطن بما يسمونها بسياسة رفع الدعم عن الدقيق والرغيف و الكهرباء، أي سياسة (زيادة أسعار).. وكذلك – كالعهد بهم دائماً في كل عام جديد – يتحدثون عن الإصلاح الضريبي والجمركي بغرض (زيادة الإيرادات)، والمسمى بالإصلاح الضريبي والجمركي حين يأتي متزامناً مع الرغبة في زيادة الإيرادات، لا يعني غير أن الضرائب والجمارك على موعد مع (زيادات)..!!
:: هكذا البرنامج الخماسي (المشاد به).. برنامج سياسته الأساسية تُعكِّر صفو الاستثمار، و ترفع الدعم عن السلع مع زيادة الدولار الجمركي، أي معاناة المواطن هي (مورد الدولة).. والمؤسف في الأمر أن الذين أوصلوا اقتصاد البلد إلى هذا الدرك، هم الذين يتحدثون عن المستقبل ويشيدون بالبرنامج.. نعم كلهم عبارة عن تطبيق عملي لنظرية (تجريب المجرب).. والمؤسف للغاية أن الأسماء والوجوه والعقول التي أوصلت الدولار إلى هذا الارتفاع هي (الأعلى صوتاً) في وسائل الإعلام.. (اختشوا)، وليس عدلاً يصطلي المواطن بأفعالكم و(أقوالكم)..!!
التعليقات مغلقة.