باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

محمد لطيف: بل هو دعمٌ للصادر .. يا ظافر !

1٬268
(في ناحية بعيدة كان رجل الأعمال السوداني وجدي ميرغني يعقد اتفاقاً مع الحكومة الإثيوبية.. حيث تم الاتفاق على تشييد مصنع غزل برأسمال مال مائة مليون دولار.. مصنع وجدي يوفر أكثر من ألف وثلاثمائة فرصة عمل في إثيوبيا.. حسب الخبر الوارد في الزميلة التيار أن المصنع الجديد سيستورد القطن من مزارع وجدي بالسودان.. الاتفاق يمثل الفصل الأول من اتفاق استثمار مبلغ مئتي مليون دولار في إثيوبيا تخطط شركة (انتريد) لبسطها في الأراضي الجبلية في إثيوبيا الشقيقة .. قبل أيام كان السيد وجدي ميرغني في صحبة عدد من رجال الأعمال يبيعون الهواء للحكومة السودانية.. حيث قدم وجدي وإخوته خطة لزيادة الصادرات السودانية بمبلغ عشرة مليارات دولار في غضون ثلاث سنوات .. وجدي الذي يرأس غرفة المصدرين يبيع حلم مشروع بزيادة الصادرات السودانية ثم في صباح اليوم التالي يمضي إلى إثيوبيا في درجة رجال الأعمال إن لم يستغل طائرته الخاصة(
هذه الفقرات نقلتها بالنص من زاوية الزميل عبد الباقى الظافر التى تتصدر أخيرة الصيحة كل صباح .. وهى من الزوايا اليومية التى أحرص على المرور عليها باكرا .. وأراد الظافر ذلك أم لم يرد .. فالفقرتان تقولان بأمر واحد .. أن وجدى ميرغنى خدع الحكومة فى السودان وذهب بإستثماراته الحقيقية الى اثيوبيا .. رغم أن الظافر ختم زاويته بمرافعة مغايرة بعد أن تحدث عن إستشراء الفساد .. نعود اليها لاحقا ..!
وأريد هنا أن اختلف مع الظافر .. لا فى موضوع إستشراء الفساد .. بل فى الفقرتين الأولى والثانية .. فقد كنت حاضرا حين قدم السيد وجدى ميرغنى ورقته بإسم غرفة المصدرين بمجلس الوزراء .. وكنت مشفقا عليه وعلى غرفته من مدى جدية الحكومة وسياساتها فى تمكينهم من تنفيذ خطتهم الرامية الى زيادة الإنتاج ودعم الصادر .. ولو أن وجدى كان خرج من مجلس الوزراء .. وتوجه الى القضارف .. لكنت قد قلت إن الخطة ما تزال على الورق .. وقد يطول إنتظارنا لتنفيذها .. ولكن ما نقله الظافر نفسه من أن الرجل قد توجه الى اثيوبيا ليوقع عقدا بمائة مليون دولار كمرحلة اولى .. دفعنى لمزيد من التفاؤل .. بل دفعنى لإعادة قراءة وقائع ذلك اللقاء .. !
ولنسأل الآن .. بماذا تعهد وجدى فى ذلك اللقاء .. ؟ تعهد بأمرين .. الأول زيادة الإنتاج .. والثانى زيادة الصادرات .. فما الذى فعله .. أسس مصنعا للغزل باثيوبيا .. أى فتح سوقا خارجيا .. على أن يعتمد هذا المصنع على مزارع وجدى الموجودة بالسودان .. وهذا يعنى زيادة الرقعة الزراعية .. وزيادة العمالة المستخدمة فى المشروع .. ثم زيادة الإنتاج لمقابلة الطلب الإضافى للسوق الذى اوجده وجدى بالخارج .. وهذا دعم للصادر .. إذن الرجل حين وقف فى ذلك اللقاء ليستعرض خطته لزيادة الإنتاج ودعم الصادر .. لم يكن يبيع الهواء كما تصور الظافر .. بل كان يحمل فى جعبته مشروعا حقيقيا .. كشف النقاب عنه بعد أيام معدودة ..أما لماذا ذهب وجدى بمشروعه هذا الى ما وراء الحدود .. فبغض النظر عن أية مبررات إقتصادية أو مسوغات تسويقية سيطرحها وجدى ميرغنى إذا سئل .. فما أورده الظافر نفسه يكفى .. إذ يقول ( بصراحة.. نحن الآن تجاوزنا مرحلة الإحساس الزائد بالفساد.. وصلنا مرحلة التعايش مع الفساد ) .. ثم يختم .. (سيد وجدي أنا أتعاطف معك ليست هذه بيئة صالحة للاستثمار ) ..
أما الإيهام بأن وجدى يهرب بإستثماراته الى خارج الحدود فسيكون أمرا عصيا على التصديق حين تكتشف أن إستثماراته داخل السودان تتجاوز فى حجمها أضعاف اضعاف تلك التى فى إثيوبيا .. بل يكفى أن جل إستثمارات الرجل فى قطاعات ذات مخاطر عالية .. عادة ما يهرب منها المستثمرون .. مثل الزراعة والإنتاج الحيوانى والصناعات التحويلية

التعليقات مغلقة.

error: