أو قل قاعد ربح.. ظلت المفردة مطيلة المكوث كي لا تراوح مكانها قيد أنملة، كنوع من الأرباح التي لا ريع ليها، كدينار يستكن في حواف الجيوب والعدم.. ربح كدا وهمي لا أساس له في الوجود. تغض بذا الطرف عن أن الربح ابن شرعي لكد وتعب مضنيين.
- متجاهلا ذلك المعنى الفرنجي المسودن (ركلسة) الكلمة ليست سيئة أو قبيحة ف Relax ما يجعل عند الفرنجة الاسترخاء رد فعل يهبون اليه عند اللزوم.. على غير الركلسة المعنية هنا.. تماماً عندما تعنون فضائية سودانية أحد برامجها بـ (مانيشيتات سودانية) ، الـ مينشيت والعناونين الرئيسية تحاك وتفصل على حسب ما يتداول عند العامة .. فغردون الكلية تصبح جامعةً للخرطوم يلمع طوبها كل يوم ولا يصدأ أبداً. ولا يبقى من أثر الفرنجة من شي إلا على شارع (المين).
- عالم في الجوار يضج حوله بالأحداث، بينما أنت قاعد في مقعد نص في كريز ينهب الطريق من موقف جاكسون عابراً كبري الفتيحاب بسرعة الصاروخ.. وانت مستكناً في قعدتك (لا يميلك الرقص) أو كما قال سيف الجامعة. سائلاً قائد الفردة وهو يعبر المنحنى الخطير عقب نزوله من الكبري: شايف الشارع ده كويس؟.. سرعتك دي زيادة لو زول قطع الشارع بتكتلو.
- شايف يا حبيب.. أصلا مافي زول بقطع الشارع زي الوقت دا.
- يستوجب أن تصلي لله ركعتين حمداً وشكراًً على سلامة الوصول عقب كل نزول.
قعاد الضللة
- ما تزال القعدة في أولها، أجراس الكبابي تكشكش ليدور السكر فقط، فيساط عُمر بتمامه في نوافيخ الجُلاس وأدمغتهم، زمان كنا، وعملنا وسوينا، وهنا كان الشاعر الفرتكاني يلوذ بهذه المظلة أمام هذا البيت الكبير، وفوق هذا اللستك العتيق نقرض الشعر، قبل أن يتخذ الحوار نبرة (قعيد) الكلام المقعر، عارف! القصة دي ما فيها رواية، عبارة عن سرد سرد بس، ما تجيب سفة!.. بهرام عبد المنعم ينفجر ضاحكاً.. عارف، في أوروبا يصرف على الادباء من خزينة الدولة ليتفرغوا إلى الأدب والغواية، والقعدة لسة مدورة، أكياس السعوط والمثقفاتية يتمبكوا تماااام ليظبط دماغ الكيف جمهورية وجمري.
ما علينا
- بل ما علينا فعلا هو أكثر يكثير مما هو لا يعنينا.. علينا أن نفيق من سبات هذا الشتاء الطويل ونسنشر سخونة أخطارا محدقة.. خطر أن نكون قاعدين ربح ساي في هذا العالم الكبير، خطر اغفالنا أن تكون لنا مواقفاً تجاه الأشياء.. موقفك تجاه نفسك ومستقبلك والقضايا الدائرة.
- لا أن نتحول إلى مجرد أصابع تتفافز ما بين الكيبورتات من فيس بوك إلى واتساب، فينسيك ذلك مهمة الأساسية في غاية كونك مخلوق لإعمار هذه الأرض، لا متفرج كبيراً ربحاً تالفاً تلقي بالنكات الرخيصة على الغلاء والأسعار وتنام ملئ الأجفان، الأجدى أن تغير سخونة هذه الشمس إلى طاقة يستفيد منها العباد والبلاد وتتوقف بها نزيف المطارات.
- إذا أردت أن تعرف معنى للربح التالف فانظر إلى أي كلمة تدور في فلك الابتذال التي ينتجها البذل نفسه، أن تبذل فيما وسعك لا أن تبتذل ما ليس في موضعه، أن لا تكون مبتذلاً وفارغاً.. بل فارقاً لا متروكاً للركلسة، وطنين الذباب.
- الزمخشري عندما يمارس الحقد الطبقي الدفين عندما يقارن نجاح الآخرين على حساب تأخره على حد زعمه.
تعجبت من هذا الزمان وأهله ** فما أحد من ألسن الناس يسلم
وأخرني دهري وقدم معشراً ** على أنهم لا يعلمون وأعلم
ومذ أفلح الجهال أيقنت أنني ** أنا الميم والأيام أفلح أعلم
التعليقات مغلقة.