باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

استدعاء الخرطوم لسفيرها بالقاهرة.. أبرز تفاصيل الخلافات

1٬348

الخرطوم: باج نيوز

تشهد العلاقات بين السودان ومصر توترًا، وتراشقات في وسائل الإعلام، منذ أكثر من عام، على خلفية عدة قضايا خلافية، في مقدمتها النزاع حول مثلث حلايب المُحتل من قبل مصر منذ سنوات، بجانب قضية سد النهضة الإثيوبي، وأخيراً زيارة الرئيس التركي الى الخرطوم.

وفي تطور لافت، أعلنت الخارجية السودانية، مساء الخميس، عن إستدعاء سفيرها لدى مصر لمزيد من التشاور.

وسرعان ما غادر السفير السوداني بمصر، عبد المحمود عبد الحليم، القاهرة، متوجهًا إلى الخرطوم، بعد قرار الخارجية السودانية استدعائه لـ”التشاور”.

وقال مصدر ملاحي بمطار القاهرة الدولي، في تصريحات صحفية، إن “السفير السوداني، غادر على رحلة مصر للطيران المتجهة إلى الخرطوم، وانتظر بقاعة كبار الزوار لحين صعوده إلى الطائرة”.

وأوضح المصدر أنه “من المقرر عودة السفير، الثلاثاء المقبل، على نفس الرحلة العائدة من الخرطوم، وفقًا لإخطار السفر الخاص به”، دون مزيد من التفاصيل.

مصر ترد

وردت الحكومة المصرية على خطوة استدعاء الخرطوم سفيرها، بالقول: إنها بصدد “تقييم الموقف لاتخاذ الإجراء المناسب”.

وصرح المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، بأنه تم إخطار السفارة المصرية في الخرطوم اليوم الخميس رسميا بقرار استدعاء سفير السودان في القاهرة إلى الخرطوم للتشاور.

وقال أبو زيد في بيان صحفي، إن “مصر الآن تقيم الموقف بشكل متكامل لاتخاذ الإجراء المناسب”.

أسباب التوتر

تصاعد التوتر بين السودان ومصر مؤخرا بسبب قضية حلايب وشلاتين وأبو رماد، حيث يتنازع السودان ومصر على سيادة المثلث الواقع في أقصى المنطقة الشمالية الشرقية للسودان على البحر الأحمر والذي تسيطر عليه مصر في الوقت الحاضر، فيما تتمسك الخرطوم “بسودانيته”.

وبالرغم من أن الخلاف حول مثل حلايب بين البلدين إستمر لسنوات، لكن مؤخراً تصاعد التوتر بين القاهرة والخرطوم، بشأنه.

وأعلن وزير الخارجية السوداني ابراهيم غندور، عدم إعتراف بلاده باتفاقية ترسيبم الحدود المصرية السعودية، مرجعا ذلك لمساسها بحق السودان في المثلث الحدودي، كونها اعترفت بحلايب ضمن الحدود المصرية.

وفي المقابل، اتخذت الحكومة المصرية عدد من الإجراءات بشأن المثلث خلال الأسابيع الماضية، وأعلنت بناء 100 منزل بحلايب، ليس هذه فحسب، بل بثت خطبة الجمعة الماضية من المنطقة المتنازع عليها. كما أعلنت مصر عزمها إنشاء سد لتخزين مياه السيول

غير أن السودان، الذي ظل يكتفي بتقديم شكوى سنوياً لمجلس الأمن، ضد إحتلال مصر لمثلث حلايب، صعد لهجته مؤخراً.

ووصف مسؤول سوداني، ما تقوم به السلطات المصرية بمثلث حلايب المُحتل، بأنه استمرار في التعدي على الأراضي السودانية، ومحاولة لجر الخرطوم إلى الدخول في اشتباكات مباشرة.

وقال رئيس اللجنة الفنية للحدود في السودان، عبدالله الصادق، إن استمرار العدوان المصري على حلايب يحمل نظرة استبدادية، مؤكداً أن هذا التعدي سيأتي بنتائج عكسية لدولة مصر.

سد النهضة

ملف سد النهضة أيضاً أحد الملفات التي فاقمت الخلاف بين البلدين، حيث يدعم السودان السد منذ إعلان اثيوبيا نيتها بناءه ويراه في مصلحته، فيما ترى القاهرة أن السد سيؤثر على حصتها المائية.

وقبل يومين، نشرت وسائل إعلام محلية سودانية، خبراً تفيد طلب القاهرة رسميا استبعاد السودان من مفاوضات السد لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبوزيد نفى ذلك مساء الثلاثاء الماضي.

وجاء النفي المصري ردًا على تصريحات نقلتها وسائل إعلام سودانية، عن صحف إثيوبية، أفادت بإبلاغ وزير الخارجية المصري سامح شكري رئيس وزراء إثيوبيا هيلي ماريام ديسالين خلال لقائهما مؤخرا بأديس أبابا، طلب الرئيس المصري ببدء مفاوضات ثنائية حول سد النهضة، برعاية البنك الدولي، بصفته جهة محايدة، واستبعاد السودان من المفاوضات.

وقال أبوزيد، إن الخبر عارٍ تمامًا عن الصحة ولا أساس له مضيفا أن الاقتراح الذى تقدمت به مصر بطلب مشاركة البنك الدولي كطرف محايد في مفاوضات اللجنة الثلاثية الفنية، تقدمت به بشكل رسمي للحكومة السودانية أيضًا، وأن مصر تنتظر رد كل من إثيوبيا والسودان على المقترح في أقرب فرصة ممكنة، طبقاً لقناة العربية.

زيارة أردوغان

الزيارة التاريخية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أحد أبرز أسباب الخلافات بين الخرطوم والقاهرة.

وهاجم عدد كبير من الصحفيين والاعلامين المصريين، السودان، عقب زيارة أردوغان، على خلفية إعلانه موافقة السودان على منح تركيا جزيرة سواكن بغرض تأهيله وإدارته. وإعتبر بعض المصريين أن تواجد تركيا في –شبه الجزيرة- يهدد الأمن القومي المصري.

حشود عسكرية

ترددت قبل يومين معلومات في وسائل التواصل الإجتماعي، تفيد بوجود حشود عسكرية مصرية في قاعدة عسكرية بأرتريا على الحدود الشرقية مع السودان، ما يشير إلى نذر إندلاع مواجهات بين البلدين.

كما أفاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن إغلاق السودان بعض النقاط الحدودية مع كسلا، ونشر تعزيزات عسكرية على الحدود مع ارتريا، لكن والي كسلا آدم جماع، نفى إغلاق المعابر الحدودية مع دولة اريتريا، وقال إن مايدور ( كلام واتساب ) لا اساس له من الصحة ولم تصدر أية توجيهات من الولاية والمركز بقفل المعابر مع اريتريا.

على كُلِ، فإن الأزمة بين الخرطوم والقاهرة “شائكة”، ويشير مراقبون أنها لن تتوقف عند إستدعاء الخرطوم لسفيرها بالقاهرة، ورُبما تظهر ملامح التصعيد القادم، بعد فراغ القاهرة من تقييمها لخطوة الخرطوم بسحب سفيرها. لكن هل سيعود السفير السوداني للقاهرة ؟ هذا ما ستكشفه الأيام القادمة.

التعليقات مغلقة.

error: