حيدر المكاشفي: البرهان وحمدوك يصليان في كاودا
بشفافية
في الأخبار أن البرهان رئيس مجلس السيادة وحمدوك رئيس الوزراء، طلب كل منهما على حده من رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان عبد العزيز الحلو زيارة كاودا وأن الحلو استجاب للطلب، بينما يقول خبر آخر أن رئيس الحركة الشعبية هو من دعاهما لزيارة كاودا، معرباً عن أمله بأن يلبيا دعوته مقترحا شهر يناير الوشيك موعدا للزيارة، وغض النظر عمن هو صاحب مبادرة زيارة كاودا، سواء كانا هما البرهان وحمدوك أو كان الحلو، الا أنها في كل الأحوال تبقى مبادرة لافتة ومهمة وتعتبر اختراقاً كبيراً، اذ تعد الزيارة الأولى لمسؤولين كبار من الحكومة السودانية منذ عام 1983 للمعقل الحصين للحركة الشعبية، فقد ظلت كاودا عصية على مخاليع النظام المخلوع فلم يدخلوها لا حربا ولا سلما حتى لحظة خلعهم، رغم تبجحهم مرارا وتكرارا بدخولها وأداء الصلوات بها، فقد سبق للمخلوع الكبير البشير بعد أن أدى فاصلا راقصا كعادته في حشد من صناعة مقاولي الأنفار تجار الحشود بمدينة تلودي (تنبر) وتفاخر بأنه صلى الجمعة اليوم بتلودي وسيصلي الجمعة القادمة بمسجد كاودا بعد دحر الحركة الشعبية في معركة فاصلة ونهائية، كما سبق للمخلوع الآخر نافع علي نافع أن أعلن بطريقة (مساخته) المعلومة، أنهم اقتربوا جدا من تحرير كاودا وسيؤدون صلاة العصر فيها، و(يقصر الملح) كما يقولون حيث تبعهم أحمد هارون ولكنه بدلا من أن يؤكد أداءهم لاحدى الصلوات المكتوبة، قال أنهم سيؤدون صلاة الشكر قريبا جدا بكاودا، وهكذا كما ترون قد فشل سدنة النظام البائد في دخول كاودا لاعتمادهم البندقية والحرب والقتال منهجا لحسم قضايا حقيقية لايمكن بأي حال حسمها عن هذا الطريق الدموي، ولهذا أنشد فيهم المنشدون قصائد حارقة، منها قولهم ياعنصري ودموي كل البلد مدني، يا عنصري ومسكين كل البلد دمازين، يا عنصري وغدار عطبرة الحديد والنار، من كاودا لي امدرمان كل البلد سودان ياعنصري وسَفّاح الجنوب وين راح…ومدينة كاودا المعنية بزيارة البرهان وحمدوك، ربما كليهما وربما حمدوك لوحده، تقع وسط سلسلة جبال المورو الوعرة و بها غابة جميلة جدا وبها شلال كبير وسط الجبال يسمي شلال سرف الجاموس، وهي محاطة بالجبال من جميع الاتجاهات و لها بوابتين بوابة شمالية وبوابة غربية، وتعتبر ﻛﺎﻭﺩﺍ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﻟلحركة الشعبية (شمال) ﻭﺭﻣﺰﻳﺔ ﺍﻟﻨﻀﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﺩﻩ ﻳﻮﺳﻒ ﻛﻮﺓ ﻭﺿﺒﺎﻁ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ، ﻭﻛﻠﻤﺔ ﻛﺎﻭﺩﺍ مشتقة ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺔ ﻛﻮﺩﻱ باللغة المحلية، ﻭﻫﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺟﺰﺋﻴﻦ ﻛﻮﺩﻱ ﻓﻮﻕ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻻﻃﻮﺭﻭ، ﻭﻛﻮﺩﻱ ﺗﺤﺖ ﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺗﻴﺮا، ﻭكاودا ﺗﻌﻨﻲ ﺍﻟﺸﻼﻝ ﺍﻟﻤﺘﺪﻓﻖ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﺒﻠﻴﻦ ، وﺗﺒﻌﺪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﺎﻭﺩﺍ ﻋﻦ ﻛﺎﺩﻭﻗﻠﻲ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﻛﺮﺩﻓﺎﻥ 92 ﻛﻴﻠﻮ ﻣﺘﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﻫﻲ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺻﻐﻴﺮ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﺟﺒﺎﻝ ﺷﺎﻫﻘﺔ ﺍﺗﺨﺬﺗﻪ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻋﺎﺻﻤﺔ ﻭﻣﻘﺮﺍ ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎ ﻟﻬﺎ، ﻓﺸﻜﻠﺖ ﺭﻣﺰﻳﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﺟﺪﺍ ﻟﻠﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﻗﻄﺎﻉ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ وما تزال. وان كان لي من رجاء للبرهان وحمدوك أن يصطحبا معهما المخاليع الثلاثة عند زيارتهما لكاودا لتحقيق رغبتهم في الدخول اليها التي عجزوا عن تحقيقها..
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.