بعد إجازته من مجلس الوزراء.. كيف استقبل الشارع السوداني رفع الدعم عن الوقود؟!
الخرطوم: باج نيوز
ما بين مؤيد ومعارض، استقبل الشارع السوداني نبأ إجازة مجلس الوزراء لموازنة تحتوي على رفعٍ تدريجي لدعم الوقود، مع إبقائه على القمح وغاز الطبخ.
فبعد جلسة استمرت لأكثر من سبع ساعات يوم أمس “الجمعة”، تمت إجازة موازنة العام المالي 2020م والتي تعد موازنة استثنائية لجهة أنها أول موازنة بعد ثورة ديسمبر المجيدة.
وكانت آمال وطموحات المواطن السوداني تعانق السماء عقب قيام الثورة، بحدوث إصلاح للوضع الاقتصادي الذي كان سبباً رئيسياً في اندلاع الاحتجاجات الشعبية التي عمت القرى والحضر بسبب تردي الحالة المعيشية، مما جعل المواطن يحلم بواقعٍ اقتصادي معافىًّ وحياة معيشية كريمة.
لذا فإن قضية رفع الدعم عن الوقود أضحت عقبة كؤوداً في طريق إجازة الموازنة التي لم يتبق على دخولها حيز التنفيذ سوى أيام معدودات.
ورغم البشريات التي ساقها وزير المالية وهو يعلن إجازة مجلس الوزراء للموازنة إلا إن الاهتمام تمحور في قضية رفع الدعم التدريجي.
وزير المالية إبراهيم البدوي في تبريراته التي ساقها تجاه الإقدام على خطوة رفع الدعم قال “الوضع الاقتصاد السوداني الحالي يجعل من الصعوبة بمكان إدارة الاقتصاد الكلي والحفاظ على التضخم منخفضاً ومناسباً ويتواكب مع دعم القوى الشرائية وعلى استقرار سعر الصرف”.
إلا أن هذه العبارة لم تشفع للوزير في إقدامه على هذه الخطوة التي فسرها مهتمون بأنها ركون للحلول السهلة في الاقتصاد وعدم وجود أي منطق إبداعي وغير تقليدي في منهج الموازنة.
المواطن إبراهيم أحمد، أكد فشل الإدارة الاقتصادية بالحكومة الإنتقالية، ووصف قرار رفع الدعم عن الوقود بالكارثي والذي سيؤثر سلباً على مفاصل الاقتصاد القومي.
وتساءل في حديثه لـ (باج نيوز) اليوم، عن الاسباب التي دعت إلى قيام ثورة شعبية وقال: “ألم يكن إتجاه حكومة الإنقاذ للقيام بهذه الخطوة هو السبب في الاحتجاجات”.
غير أن الفاتح محمد السر، يرى أن رفع الدعم عن الوقود هو خطوة في الإتجاه الصحيح لإصلاح الإقتصاد السوداني، مؤيداً تطبيق الخطوة منعاً لتزايد عمليات تهريب الوقود إلى دول الجوار.
وأكد السر، أن رفع الدعم عن البنزين أصبح حاجةً ملحةً وضروريةً في ظل تشوهات الاقتصاد الحالية والتي جعلت مستهلكي البنزين يستخفون بالاستهلاك لإنخفاض الأسعار.
وسخر السر، من إزدحام طرق الخرطوم صباحاً ومساءً بحركة المركبات وقال “لو البنزين غلا كل الزحمة دي حتخف وتاني الزول ما بيمرق الا للضرورة”- حسب تعبيره.
الياس مصطفى- سائق ركشة، قطع بأن خطوة رفع الدعم عن البنزين ستؤثر على أسعار السلع لأن معظم السلع الآن أصبحت ترحل عبر الركشات من الأسواق القريبة إلى منافذ التوزيع.
وأشار إلى إرتفاع مرتقب في أسعار الخضروات والمواد الإستهلاكية بسبب رفع الدعم عن الوقود، وأوضح أن زيادة الأجور التي أعلنت لن تعمل على تغطية تكاليف المعيشة.
محمد خليل- صاحب متجر بسوق الشجرة، قال إن رفع الدعم سيشعل الأسواق ويؤدي إلى ركود بعد انخفاض القوة الشرائية بسبب إرتفاع الأسعار.
واتهم خليل الحكومة الإنتقالية بعدم إنصاف الشعب السوداني الذي خرج مؤيداً لها حتى تصلح من الأوضاع المعيشية فإذا بها تعمل على “زيادة الطين بلة”- على حد قوله.
وبالأمس أعلن وزير المالية إبراهيم البدوي، موازنة العام المالي 2020م والتي تشمل رفع الدعم التدريجي عن الوقود مقابل زيادة الأجور وإنشاء برنامج للحماية الإجتماعية بصورة موسعة، وأعلن عن إدراج الموازنة لبرنامجٍ مسؤول يراعي كافة الاعتبارات من حيث أهمية معالجة الدعم السلعي.
وكشف عن زيادة الحد الأدنى للأجور من (425) جنيها إلى (1000) جنيه مع خلق (250) ألف وظيفة، وأعلن البدء في تنفيذ برنامج تجريبي للدعم الإجتماعي بواقع (1500) جنيه لـ (4.5) ملايين أسرة يتم اختيارهم من الطبقات الأكثر فقراً تلافياً لتأثيرات رفع الدعم.
ونوه لمضاعفة ميزانية التعليم والصحة خلال الموازنة مع الالتزام بمجانية تعليم الأساس والعلاج المجاني بالمستشفيات الحكومية، وأوضح أن الموازنة اعتمدت مبلغ (9.3) مليارات جنيه لصندوق إعمار المناطق المتأثرة بالنزاعات.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.