باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

تسنيم عبد السيد: ” حمدوكنا”.. سيبك منهم سيبك

1٬434

*رغم أن حزب المؤتمر الوطني وأشباهه تبرأوا من الدعوات لما أسموه مليونية الزحف الأخضر، لكن كل من تابع هذا الزحف اليوم يشتم رائحة ” الكيزان” التي لم تعد تخطئها أنوف الشعب السوداني.
*أعتقد أن المؤتمر الوطني المحلول لم يتبنى هذا الزحف خشية أن لا يخرج معهم أحد، فعندما تفاجأوا بأن هنالك حشود خرجت بالفعل وهتفت بما يريدون ” سقطت سقطت يا حمدوك”، بدأوا في التفاعل وإنتفضوا ليتصدوا ويدافعوا عن الخارجين، ولم يستحي رئيس حزبهم المحلول ابراهيم غندور أن يبدي فرحه بما يتوهم لهم أنه نجاح يحسب لهم، وبدأ بنشر فيديوهات بمنصاته الرسمية بمواقع التواصل الإجتماعي، لهتاف جماهيرهم ضد الحكومة الإنتقالية وهو مرتاح البال وثلج الصدر.
*وكأنهم لا يعلمون أن الشعب السوداني قد أسقطهم وأنهى سطوتهم قبل أن يسقط البشير،  وبالنسبة لكثيرين من الشعب السوداني فإن البغض على حكومة البشير ونظامه وصل إلى حد أن مجرد سقوطهم هو إنتصار للثورة حتى وإن لم يتغير الحال أو تنفذ شيئا من مطلوباتها.

*وفي المقابل ليس كل الشعب راض عن أداء الحكومة المدنية في هذه الفترة، لكن هذا لا يعني بأي حال أن ” الزحف الأخضر” أو غيرها من مسرحيات الإسلاميين هي الحل، بل على العكس تماما، كثيرون يرون في تلك الأفعال ” قوة عين” و ” قاحة”، فكيف لهم أن يعودوا ويرفعوا أعينهم في وجه الشعب السوداني، بعد أن إرتكبوا في حقه أبشع أنواع الجرائم وأحالوا بلده إلى خراب ودمار أقعد بها لسنوات فلم يحركوا ساكنا ويرون الوطن ينهار أمامهم حفاظا على مصالحهم، وعندما فقدوا كل شيء وتقطعت بهم السبل مع حكومة الثورة، عادوا اليوم ليرددوا ذات الهتافات العقيمة ظنا منهم أن الشعب ما زال سذجا وتنطلي عليه تلك المفاهيم المغلفة بإسم الدين، والمحاولات المستميتة للإقناع بأن هذه الحكومة شيوعية وتريد هدم الدين وتسعى لعلمانية الدولة.
*بغض النظر عن تلك ” الخرافات”، يظل أهل السودان في سوادهم الأعظم مسلمون ولا يقبلون بالمساس بدينهم، وعندما يرون أن الحكومة قد إنحرفت فعلا وهددت الدين والمعتقد لن يصمتوا ووقتها لن يكون زحف أخضر وإنما أسود، فبالله عليكم يا أتباع تنظيم الحركة الإسلامية أدخلوا على هذا الشعب من أي باب آخر غير الدين.
*مؤكد ليست هذه الحكومة مثالية ولا منزهة عن الخطأ، لكن بأي حال لا وجه مقارنة بينها وسابقتها، وعليها أن تزيد من إيقاع عملها وإنجازها، ليرى الشعب ويفتخر بثمار صبره وعناءه الذي إمتد لسنوات قبل أن يثور وينتصر، فمن حقه أن يفرح وعلى الحكومة أن تضمن له حياة وعيش كريم.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: