عبد الحميد عوض: بين اثنين ..اين الاسلام؟
ثاني الخلفاء الراشدين، سيدنا عمر بن الخطاب، رضى الله عنه، يصعد إلى المنبر الهجرة، ويطلب من الناس أن يجلسوا ويستمعوا، وحدث ذلك في الفترة من 13 -23 هجرية .
*وبعد أكثر من ألف سنة في العام 2013م، يصعد للمنبر، عمر بن البشير، رئيس جمهورية السودان ، طالباً من الناس أيضاً أن يجلسوا ويستمعوا إليه.
*ومن المنابر الإعلامية، أعلن مدير التعليم بولاية الخرطوم قبل ايام عن إعفاء عدد من مدراء المدراس النموذجية الحكومية.
*اعترض الصحابي الجليل سعد بن ابي وقاص، على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رافضاً الجلوس والاستماع ما لم يبين الفاروق لهم، من أين أتى بالثوب الطويل الذي يترديه.
*واعترض الناس على قرار عمر بن البشير سنتئذ، برفع الدعم عن الخبز والدقيق، وخرجوا في تظاهرات عرفت بهبة سبتمبر، ومن بين من خرجوا إلى الشوارع، طلاب الثانويات الذين أشعلوا أيضاً ثورة ديسمبر المجيدة.
*الفاروق عمر، لم يضرب ابا وقاص أو يعتقله أو يُقلم أظافره تحت حفلة تعذيب….
فقط طلب من ابنه، عبد الله بن عمر، رضى الله عنهما، توضيح حقيقة تبرعه كإبن بنصيبه للأب حتى يكمل له جلبابه، وبقية القصة معلومة ..
*أما نظام المؤتمر الوطني بقيادة البشير، فقد واجه حتى طلاب الثانويات في سبتمبر وديسمبر بالقمع، فقتل من قتل منهم، وكان الطالب مهند أحمد محمود من أوائل شهداء الثورة في القضارف.
*وصل طلاب مدرسة الشيخ مصطفى الأمين أمس الأول لمحيط القصر الجمهوري، فلم يقتنصهم أحد بالرصاص الحي أو اعترض طريقهم بالغاز المسيل للدموع، بل أن عضو مجلس السيادي حسن قاضي استقبلهم واستلم منهم مذكرة طالبوا فيها بتحقيق السلام في كافة أرجاء البلاد وتوفير الظروف الملائمة للأطفال بمناطق الحرب، كما طالبوا بتحسين أوضاع المعلمين والبيئة التعليمية.
عاد الطلاب سالمين إلى أهلهم بعد أهم حصة بالنسبة لهم تعلموا فيها كيف تعبر عن رأيك وكيف تطلب من المسئول أن يكون خادمك ويلبي طلباتك .
*الثابت عندي أن عمر بن الخطاب، أراد يومها، التأسيس لمعاني الحكم الرشيد في الحرية والعدالة والشفافية، وحق الرعية في الاعتراض على قرار الراعي.
*ولكل واحد من القراء حق المقارنة والتقريب، بين نظامين ..أيهما أقرب لمنهج عمر بن الخطاب..نظام ما قبل الثورة المنسوب للإسلام؟ أم نظام ما
بعد الثورة المتهم بالعلمانية؟
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.