باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

مأمون أبو شيبة: وغاب المثل الأعلى للإعلام الرياضي

قلم في الساحة

1٬060

* (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات.. وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون).. صدق الله العظيم.

* الموت حق.. لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مُسمى.. الحمد لله على قضاء الله وقدره.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

* رغم إيماننا بالقضاء والقدر، وأن الموت حق على كل حي، إلا أن الفراق صعب، ويكون أصعب عندما يكون الراحل بقامة الهرم والرمز الإعلامي والرياضي والاجتماعي أستاذ الأجيال والأب والأخ أحمد محمد الحسن الرجل الذي اجتمعت فيه كل الخصائل الإنسانية الجميلة.. والذي كان يجسد المثل الأعلى والأنموذج في الإعلام الرياضي بالسودان..

* عرفنا الأستاذ العلامة أحمد محمد الحسن منذ أن كنا صبية في المدارس نحضر الصحف السياسية (الصحافة والأيام والرأي العام) لوالدنا له الرحمة والمغفرة..

* وبسبب ولعنا بالرياضة وكرة القدم كنا نطالع الصفحات الرياضية المحدودة الحيز في الصحف السياسية.. وقد كان الأستاذ (أحمد محمد الحسن) اسماً رناناً وثابتاً في صحيفة الصحافة بتغطياته السلسة الراقية والوافية للأحداث الرياضية.. وعباراته الرصينة ولغته العربية البليغة في عموده التاريخي (باختصار).

* ولأن الأستاذ كان مريخياً ملتزماً دون أن يؤثر ذلك على حياده الصحفي.. لكن كانت تغطياته لانتصارات المريخ لها نكهة محببة، خاصة أيام نال المريخ بطولة الدوري من دون هزيمة أو تعادل.. وقد كنا نحتفظ بكتاباته في شكل قصاصات للأرشيف.. ولا أخفي إن كتابات الراحل أحمد حببتنا أكثر في المريخ وزادت مساحات عشقنا للأحمر الوهاج..

* ولا زالت عباراته البليغة تتردد في الأذهان مثل ( انتزع الفوز عنوة واقتداراً).. (أحاط به إحاطة السوار بالمعصم).. بل أصبحت عباراته مصطلحات واقتباسات ثابتة في كتابات الكثيرين من جيل الإعلام الرياضي اليوم.

* لم يكن الأستاذ أحمد إعلامياً رياضياً تقليدياً بل كان معلماً للأجيال ونموذجاً يحتذى للإعلام الرياضي.. كما كان أديباً ومؤرخاً اتحف المكتبة الرياضية ببعض المطبوعات..

* كما عرف الفقيد بخلقه القويم وتواضعه وأدبه الجم فطوال سنوات عمله الطويلة بالصحافة الرياضية ومواكبته لعدة أجيال لم يهاتر في يوم من الأيام ولم يخرج عن الخط  الإعلامي القويم..

* وكان أستاذ الأجيال رجلاً اجتماعياً من الدرجة الأولى تجده مشاركاً ورقماً بارزاً في كل الاحتفالات والمناسبات الرياضية والاجتماعية بل كان يكلف بتقديم الاحتفالات وكل المناسبات لإجادته لغة الخطابة الرصينة وغزارة معلوماته..

* وشخصياً أفخر بأن الأستاذ أحمد محمد الحسن هو الذي قدمني للصحافة الرياضية وشجعني على ولوج عالم الصحافة الرياضية رغم ما أحمله من مؤهل علمي، بعد أن أطلع على مساهماتي لملحق جريدة الصحافة الرياضي الأسبوعي في منتصف عقد الثمانينات والذي كان يشرف عليه..

* صدم كل الرياضيون بمختلف ألوانهم وانتماءاتهم وبمختلف أعمارهم بنبأ رحيل أستاذ الأجيال والهرم الإعلامي والرياضي الكبير الرجل الإنسان صاحب القلب الأبيض الأب والأخ أحمد محمد الحسن والذي لن تنمحي ذكراه أبداً بعد أن حفر اسمه بأحرف من نور في تاريخ الرياضة والإعلام بالسودان..

*  اللهم ارحمه، واغفر له، واعف عنه، وأكرم نزله، ووسع مدخله، وتغمده بواسع رحمتك، وأدخله فسيح الجنات مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقاً..

* اللهم تقبل عبدك احمد محمد الحسن بكرمك وعفوك واحسانك وانزله منزل صدق عندك في الفردوس الأعلى، وألهم اسرته واهله وابناءه ورفاقه واصدقاءه ومحبيه وقراءه واسرة المريخ والاسرة الرياضية قاطبة الصبر وحسن العزاء..

** إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك لمحزونون يا أبا محمد، ولا نقول إلا ما يرضي الله، إنا لله وإنا إليه راجعون.

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: