أسطوانة الفشل مع”صقور الجديان”..لماذا تكررّت؟
الخرطوم: باج نيوز
أسلوب لعب هجومي تكتنفه مشاكل دفاعية، لاعبون يغيبون في اللحظات الحاسمة، الاختيارات تواجهها عقبات والمستقبل في كف عفريت برغم الاستعانة بالخبرات الأجنبية.
هذه الأسطوانة ظلت متلازمة الفشل مع المنتخب السوداني لكرة القدم في المواعيد الكبيرة دائمًا، وعادت الدائرة من جديد لشن هجومٍ على الجهاز الفني للمنتخب الملّقب بـ”صقور الجديان” غداة خروجه المذّل من التصفيات الأفريقية المؤهلة للأمم 2019.
لم يأت الانتقاد على من يقودون المنتخب السوداني لوداع البطولة بل للهزيمة الساحقة التي ختم بها المنتخب مبارياته في التصفيات أمام غينيا الأستوائية والتي بلغت أربعة أهداف مقابل.
ولم يكن الترتيب الذي حققه المنتخب السوداني في التصفيات المؤهلة إلى أمم أفريقيا هو الأول من نوعه خلال المواسم الماضية تحت إشراف مدرب أجنبي، فقد سبق وقد تذيل مجموعته في عديد تصفيات ليكون المنتخب الشهير بـ”صقور الجديدان” متقوقعاً في مراكزه التي لم يبارح بتقدّم يشفع له بتناسي الأرقام السلبية التي ترافقه حاليًا.
وألقت الهزيمة الثقيلة التي تلقاها المنتخب السوداني أمام غينيا الأستوائية بحالة من الإحباط على الرياضيين مما جعل الانتقادات تصوّب تجاه اتحاد كرة القدم والجهاز الفني معاً، وهو أمرًا يبدو عاديًا لجهة أنّ الاستعانة بالمدارس الأجنبية تصاعدت معه الأحلام في ترقي”صقور الجديان” مراتب عليا.
وسار المدرب الكرواتي زدرافكو على درب من سبقوه في تولي المهمة الفنية بتحقيق نتائج مخيبة للآمال ليظل السودان بعيداً عن التحليق في التصفيات الافريقية.
ولم يحقق السودان أي نتائج ايجابية في عهد المدربين الأجانب الذي تعاقبوا على الإشراف الفني برغم الإصرار من قبل الاتحاد السوداني والذي كثيراً ما منح الأجهزة الفنية الأجنبية دعماً لم يجده أي مدرب وطني تولى المهمة.
هجوم مبرر
دون شك، شكّلت تلك الخطوة خيبة أمل للمدربين الوطنيين، وهو ما أظهره تصريح المدير الفني لشرطة القضارف محسن سيد الذي هاجم بدوره الكرواتي زدرافكو بعد خسارته بأربعة أهداف أمام غينيا الاستوائية.
ويرى محسن سيد في تصريحاته أنّ المدربين الأجانب لم يضيفوا أية جديد للمنتخبات الوطنية بل كان الفشل مصاحباً لمسيرتهم، مؤكداً أن الأرقام لا تكذب مستدلاً بالنتائج الأخيرة التي حققها المنتخب في عهد المدير الفني الحالي زدرافكو.
وكان محسن سيد طالب اتحاد الكرة بشنق المدرب الحالي الكرواتي ذدرافكو في ميدان أبو جنزير بسبب النتائج المتواضعة التي حققها السودان في عهده، ما أضاعت حلم التواجد في أمم أفريقيا 2019 برغم المعينات التي منحت له.
ومحسن يرى أن الخبرة الوطنية أفضل من الاستعانة من مدربين أجانب إذ شير إلى أن وجود مدرب على غرار مازدا وأحمد بابكر وبرهان تية أسماء لا يمكن الاستهانة بها، مؤكداً بأنها الأحق في الإشراف على المنتخبات الوطنية وقادرة على تحقيق النتائج التي من شأنها أن تعيد للمنتخب السوداني مكانته في القارة الأفريقية.
اتفاق في اتجاه واحد
ذات المسار الذي سلكّه المدرب محسن سيّد، سار فيه محمد محي الدين الديبة الذي يعتقد أن خسارة المنتخب طبيعية لجهة أن الاتحاد العام لكرة القدم تعاقد مع جهاز الفني لا يملك المقومات.
وقال الديبة في تصريحه لـ”باج نيوز” إن الاتحاد العام يتحمّل المسؤولية وإن قادته لا تملك ذرة من الخجل بعد الإبقاء على مدرب كلّ همه التجوّل في شوارع الخرطوم طيلة ساعات اليوم دون التفرّغ لعمله.
ويعتقد الديبة أن الكرواتي ذدرافكة لن يستطيع أنّ يقدّم أية جديد للمنتخبات التي يشرف عليها.
وأضاف” لا أعتقد أن الكرواتي مدرب يملك الإمكانيات فقد ظهرت قدراته ولكن متى يعي الاتحاد العام لكرة القدم ذلك”.
تحليل العلّة
لمحمد الطيب المدرب الحالي لمريخ كوستي والشهير بـ”مورينهو” نظرية ظلّ يرددها باستمرار تنص على أنّ التطوّر يجب أن يمّر بثلاث خطواتٍ تتمثّل في التخطيط الاستراتيجي، الابتكار، والإدراك
ويعتقد محمد الطيب في حديثه لـ”باج نيوز” أنّ واحدة من الأسباب التي أدّت إلى عدم تقدّم المنتخبات الوطنية تتضمّن المرحلة الأكاديمية،المؤهل الفني والخبرة التراكمية لأية مدرب يتمّ التعاقد معه.
وأضاف” أية مدرب يتم ترشيحه للإشراف على المنتخبات يجب أن يكون متوفرًا فيه المرحلة الأكاديمية والمؤهل الفني والخبرات التراكمية بجانب ضمان أنه يعمل بالمنافسة الأولى لفترة لا تقل عن سبع سنوات، كما أنه يملك إنجازات وأنّ يجيد الحوار الفني والمخاطبة التي ترسخ في مفهوم اللاعبين، كما يجب أنّ يكون ذائع الصيت”.
وأبان مدرب مريخ كوستي الحالي أن هنالك مدربون يتولون تدريب المنتخبات الوطنية على حساب أكفاء حيث يحققوا نتائج على حساب السودان ويبني خبرة، وأضاف” نحن بنجيب زول من الصين وما بنثق في زولنا”.
ويرى محمد الطيب أنّ الاختيارات التي تتمّ للاعبي المنتخب الوطني لا تشمل الخيارات الفنية والعناصر التي يمكّن أنّ تقدّم الإضافة الفنية.
وأردف” الاختيار يجب أن يكون بمدى مشاركة اللاعب مع ناديه لا أنّ يتم الإتيان بلاعب لا يشارك باستمرار، فبالتأكيد لا يمكن أن يمنحك لاعب بديل أو لم يشارك مع فريقه أية إضافة مع المنتخب بأية حالٍ كان”.
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.