باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

الحركة والحزب.. مصير “الوطني” و”حاءاته الثلاث”

1٬575

الخرطوم: باج نيوز

لسنوات كان التداخل بين “الحاءات الثلاث” ونعني “الحكومة، الحزب، الحركة الإسلامية” أحد المشكلات المؤرقة في لحزب المؤتمر الوطني في السودان.

ولكن مؤخراً فك الحزب علاقته بـ “الحكومة” ولم يتبق لها منها سوى 30% من طاقمها الذي لم يجرْ استشارة المكتب القيادي حوله. أما ما تبقى من “حاءات” فقد صدر حديث عن اتجاه لإدماج الحزب والحركة، فهل يستطيع الوطني مع شكواه السابقة من تداخل “الحاءات الثلاث” أن يسير بـ “حاء” واحدة غير شاملة للحكومة.

 

تحولات

قبل أعوام بسيطة، ثار مقترح ينادي بحل الحركة الإسلامية السودانية، بمبررات أن ذراعها السياسي “حزب المؤتمر الوطني” ينفرد بالسلطة منذ عقود، زد على ذلك أن كثيرين مع الرأي القائل إن الحركة تعد عقبة كؤود في تطبيع علاقات الخرطوم والغرب.

وقتذاك انتفض أمين عام الحركة الزبير أحمد الحسن، وقال إن “الحركة ليست صامولة ليتم حلها” ولاحقاً في المؤتمر العام للحركة ظهر الرئيس البشير ليقول إنه “حركة إسلامية” موصداً الباب أمام مقترح الحل.

وتعتبر الحركة هي الحاضنة الفكرية لحزب المؤتمر الوطني الذي حكم البلاد بواجهات عديدة بداية من 30 يونيو 1989.

ولكن بعد اختطاط البشير لمسارٍ جديد بعيد من حزب المؤتمر الوطني، ولكنه على مسافة واحدة من القوى السياسية؛ برز خيار جديد ليس هو الحل، ولا هو بخيار إبقاء الأمور على حالها، وإنما بإدماج الوطني والحركة الإسلامية في كيان واحد.

 

تأييد

خيار الإدماج يؤيده رئيس تحرير صحيفة عبد الماجد عبد الحميد، باعتباره يفك حال الازدواج بين الحركة والحزب.

ويصف عبد الماجد في حديثه مع “باج نيوز” الحركة الإسلامية بأنها “حركة ضرار” نهضت لمقابلة حزب المؤتمر الشعبي الذي أنشأه عرّاب الإسلاميين الراحل حسن الترابي، ويدلل على ذلك بحالة الازدواجية بين الكيانين الأمر الذي أضعف الحركة ولم يقو الحزب.

وقال إن قيادات المؤتمر الوطني هم من يشغل كبينة القيادة في الحركة. لافتاً إلى أن ذلك يستدعي بإلحاح المضي قدماً في خيار الدمج، لا سيما بعد قرارات الرئيس البشير الأخيرة التي تفرض واقعاً جديد على إسلاميي السودان.

يذكر إن رئيس حزب المؤتمر الوطني المفوض، لم يستبعد خيار تغيير اسم الحزب في المرحلة المقبلة، وإن وضعنا هذا بجانب تصريحه الشهير في وصف قرارات البشير الأخيرة بأنها “لا مفاصلة لا تمثيلية”، نصل إلى أن أطروحة المنظومة الخالفة لجمع الإسلاميين في كيان واحد، تروق حالياً لكثير من قادتهم، وكان أخرهم القيادي بالشعبي كمال عمر عبد السلام الذي أعرب عن تمنياته في اندماج المؤتمرين “الشعبي والوطني” مجدداً بعد أن تفاصلا في رمضان 1999.

 

خسارات عديدة

يؤكد المحلل السياسي محمد نورين أن خيار إدماج الوطني والحركة الإسلامية سيكون عامل خسارة كبير للحركة.

ويقول لـ “باج نيوز” إن كثير من الإسلاميين رغم ما صنع الحداد بينهم، يتعاملون مع الحركة الإسلامية بتوقير، غير أن لهم مواجد كثيرة إزاء المؤتمر الوطني.

ويضيف نورين بأن المؤتمر الوطني كوعاء كان قادر على احتواء كثير من الإسلاميين وعليه فإن إدماجه في الحركة قد يدفع بغير المنتمين بعيداً، لا سيما بعد ابتعاد البشير عن الوطني، وابتعاد الأخيرة عن دست الحكم.

 

مسار جديد

وعلى كلٍ، فإن حزب المؤتمر الوطني في مفترق طرق، وعلى أعتاب مرحلة جديدة بالمرة تقتضي أن يرسم علاقته من جديد بحاضنته الفكرية.

 

التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.

error: