مهما أوتيت من سعة الأفق، ومهما سرحت بعقلي بعيداً، ومهما سرح أهل الهلال بعقولهم لن يتخيِّلوا أن للهلال مجلساً كالمجلس الحالي، ومع احترامي وكثير تقديري لكل القامات التي تجد منا الاحترام والتقدير لكنه للأسف الشديد يدير الهلال بعقلية (مجالس روابط الناشئين) أن كانوا فعلاً يديرونه حقيقة، نعم هم من انتخبتهم الجمعية العمومية لنادي الهلال، لكن هل هم يقومون بالتكليف الذي ألقته على عاتقهم الجمعية العمومية لنادي الهلال؟ الإجابة أشك في ذلك، نسمع ونقرأ أن مجلس الهلال أصدر قراراً معيِّناً، لكننا لم نسمع ولم نقرأ أن المجلس الهلالي انعقد أبداً، تأتيهم القرارات جاهزة ولا أحد بمقدوره أن يقول (تلت التلاتة كم)، تمت برمجتهم على الصمت، منذ أن جاء الخديوي رئيساً للهلال هم في (وضع الصامت) ولا أحد منهم يملك الجرأة أو الشجاعة ليخرج على العلن ليبرئ نفسه وهلاليته فيما يغترفه الخديوي بحق الهلال.
هم يتابعون الميديا، يقرأون أخبار الهلال وقراراته الكبيرة، والانتدابات، والمدربين، والقرارات الإدارية عبر تلك الوسائط، تخرج عليهم إحداهن مدوِّنة في صفحتها الرئيسة خبراً أو قراراً من صميم عملهم فيغتاظون، لكنهم لا يحرِّكون ساكناً أبداً لا أدري أهو خوف من تلك الأقلام، أم هو انعدام الشخصية القوية التي تصرخ وتقول لاااااااااااااااا.
فتحنا نافذة جديدة من أجل الهلال لا من أجلهم، مددنا أيادينا بيضاء من أجل الهلال لا من أجلهم، لكنهم يعشقون أن يكون الهلال مليئاً بالصراعات، هكذا هم لا يرغبون أن يكون الهلال مستقراً وإلا لما أصدروا هذا القرار العجيب .
قال القرار : مجلس الهلال يلغي قراره بقبول اعتزال بشة ويقرر شطبه … هكذا بلا تفاصيل، ولهؤلاء الذين لا يملكون عقلاً يفكرون به نقول : إن بشة قد قدم لكم خطاب اعتزال وأنزوى في بيته، وقبلتم القرار، ليبقى السؤال لما التراجع عن قرار أصدرتموه؟ وهل بشة يستحق ما قمتم به؟ وماذا فعل لكم بشة أصلاً؟ ألم أقل لكم إن مجلس الهلال لا يحب أن يرى الاستقرار يرفرف في سمائه؟
أصل الحكاية ما كتبته قبل يومين تحديداً، قلت ما يلي: (حوار خطير تعد له (قوون) في سرية تامة، حوار سيكون له ما بعده، حوار سيكون حوار الموسم بلا شك، فيه يكشف المستضاف الكثير المثير، يكشف المسكوت عنه، حوار ستكون ردود فعله غير محتملة أو فلنقل غير متوقعة، حوار أسميناه حوار الرجل (الصامت)، حوار أسميناه حوار الصراحة والوضوح، حوار سيقلب الطاولة على رؤوس الجميع، لن نكشف عن شخصية (البطل) الآن، سننشر الحوار وبعدها نتفرَّغ لمتابعة ردود الفعل ونستمتع بصداه، لا نرغب في كشف المزيد، فقط انتظرونا لتستمتعوا معنا بردود فعل هذا الحوار الخبطة).
الخديوي وتلك فكِّرا وقدِّرا، ثم فكِّرا وقدِّرا واستنتجا أن ذاك الحوار الذي عنيته لهما لن يخرج من ثلاثة شخصيات، الأولى حوار مع سعد العمدة نائب الرئيس الذي تآمروا عليه، والثاني مع عماد الطيب، الأمين العام للمجلس بعد تلك المسرحية سيئة الإخراج، والثالث مع بشة بعد أن أذلهم وخط خطاب اعتزاله بيده، لأنه كان قد علم بحجم التآمر الذي يحاك ضده، ففضَّل الاعتزال حتى لا يمنحهم شرف أنهم تخلصوا من كل كباتن الهلال بصورة غير محترمة.
الخديوي يظن أن أمواله يمكنها أن تذل الرجال، الخديوي يعتقد أن ماله يمكن أن يشتري به كل أهل السودان، تلك نعمة منحها له المولى ونسأل الله يزيده كمان وكمان، لأن المانح هو رب العباد، وعندما فشل الخديوي في أن يذل بشة بماله، أراد ومن معه إذلاله بالشطب، هكذا يفكِّرون للأسف الشديد، لكنه أي بشة سبقهم جميعاً وسلم خطاب اعتزاله للاتحاد السوداني الاثنين الماضي، قبل قرار الشطب وكأنه كان قد علم بتلك النوايا السوداء التي يضمرونها له، ومع خطاب الاعتزال سلمهم إقراراً أنه لا يطالب الهلال بشيء، لذا فإن القرار الذي أصدره الخديوي أو أصدره الأمين العام لمجلس الهلال عليهما أن (يبلوه ويستمتعوا بشراب مائه)، فأهل الهلال وجماهير الهلال يعلمون علم اليقين أن بشة قدَّم خطاب اعتزاله، وأن الخديوي لا المجلس قبل الخطاب، وبالتالي فإن التراجع عن القرار أو عدمه لا يعني شيئاً لو كانوا يعلمون .
بشة خريج الهندسة قسم الكهرباء لا تؤثر فيه مثل تلك القرارات الغبية التي لا يصدرها من يرغب في مصلحة الهلال، جماهير الهلال التي أحبت بشة والتي تغنت له وصارت أغنيته (روَّقت المنقة يابشة) إيقونة للمدرجات لن تؤثر فيه مثل تلك القرارات الغبية التي لا تصدر إلا من أناس لا علاقة لهم بكرة القدم، ولا علاقة لهم بتاريخ وإرث وتقاليد الهلال العظيم .
أخيراً أخيراً..!
من كذَّب وادعى أن محمد عبدالرحمن مصاب إصابة (مزمنة) ولن يقوى على ممارسة كرة القدم من جديد، ومن كذَّب وادعى أن بكري المدينة تاني (ما بدقها) ومن كذَّب وادعى أن المجلس لن يعيد قيد عمر بخيت والمعز محجوب لأنه سيعتمد على اللاعبين صغار السن، ومن كذَّب وادعى أن الاتحاد الدولي (واقف على رجل واحدة)، ومن كذَّب وادعى أن النقاط الست، التي تم سحبها من رصيد الهلال الموسم الماضي، ستعود للهلال، ومن كذَّب وادعى أنه سيقوم بتشييد النادي الأسري والأكاديمية ومستشفى الهلال، طبيعي جداً أن يفعل ما فعله مع كباتن الهلال وآخرهم محمد أحمد بشير بشة، وبالطبع لن يكون بشة هو الأخير كما ظللت أردد، هناك بويا الآن في الطوة، ولولا تألقه الأخير وإحرازه هدف الأمان أمام الأشانتي لقرأنا في تلك الصفحات السوداء خبر شطبه، أيضاً دون علم المجلس كما ظلوا يفعلون على الدوام.!
أخيراً جداً..!
كان بإمكاني أن أجري حواراً مع بشة كصحفي يبحث عن الحقائق المجرَّدة، فلا أنا ولا بشة نأتمر بأمر أحد، لكننا قدَّرنا ظروف الهلال المقبل على مباراة مصيرية أمام نكانا الزامبي، وهذا الأمر لم يقدِّره الخديوي (رئيس النادي) أتدرون لماذا لأنه لا يعرف شيئاً عن الهلال وعن تاريخ الهلال وعن أدبه ولماذا أسس؟ ومن أسسه وما هي مناسبة التأسيس؟ ومن أين أتى اسم الهلال؟
نواصل
اذهبوا فأنتم الطلقاء
التعليقات مغلقة، ولكن تركبكس وبينغبكس مفتوحة.