و… السيد الهلال يضع أول ثلاث نقاط في بنك الكونفدرالية بعد أربع سنوات، عجاف مرت عليه والفريق يفشل في تحقيق أي فوز على أرضه، وتلك السنوات الأربع، هي سنوات الخديوي، تلك هي الحقيقة، ولم يسأل الخديوي نفسه لماذا هو والفوز خطان متوازيان لا يلتقيان على الصعيد الأفريقي، أن سأل الخديوي نفسه لماذا لما عجز عن الرد .
ستحدثه نفسه أن اعتماده على اللاعبين ضعيفي القدرات هو السبب الرئيس فيما حدث، وفيما سيحدث لاحقاً، ستحدثك نفسك عزيزي الخديوي عن الدمار الشامل الذي أحدثته بالعمل الفني بالفريق وأنت تستغنى عن أكثر من (23) مدرباً، طيلة فترة حكمك، والغريب في الأمر أنك أبقيت على الزعفوري الذي وجد معارضة من كل أهل الهلال لضعف قدراته وخبراته، وعندما يدركون أنك أبقيته لأنه (بسمع الكلام) تلاشت حيرتهم.
إن سألت نفسك عزيزي الخديوي ستحدثك بأنك جيِّد جداً في انتداب محترفين لا يضيفون شيئاً للهلال، ستحدثك بأن انتداب المحترفين من أبو(30) ألف دولار، لن يضيف للهلال شيئاً ولن يجلب له البطولات، ستحدثك نفسك بأن الإنشاءات لا تعني تحقيق البطولات الخارجية، ستحدثك بأن إغلاق النادي في وجه الرواد لن يقلل من قيمتهم ولا يزيدك شرفاً، ستحدثك بأنك أتيت بالديمقراطية لكنك ترفضها سلوكاً ومنهجاً.
ستحدثك نفسك عزيزي الخديوي بأن تدخلك الفني لم يجلب للهلال شيئاً غير الخروج الدائم من البطولات الكبيرة، ستحدثك بأن الهلال يدار بمؤسسية ولا يدار (بالفهلوة) كما تفعل.
ستحدثك بأن الانفراد بالرأي والسعي المتواصل لتهميش بقية أعضاء مجلسك عقوبة وخيمة عليك، هم صامتون لأنهم يرون أنك من تسيِّر الأمور بالنادي، هم صامتون خوفاً على الهلال كما يقولون، هم صامتون نعم، ولكن هذا الصمت لن يستمر طويلاً.
ستحدثك نفسك عزيزي الخديوي أن البطولات تأتي بالتخطيط السليم فهل سألت نفسك يوماً ما، ما هو التخطيط الذي قمت به من أجل أن يحقق الهلال بطولة خارجية؟
ستحدثك نفسك عزيزي الخديوي أن الطريق إلى البطولات شائك، يمر باختيار اللاعبين على المستويين المحلي والأفريقي، يمر عبر الأجهزة الفنية الكبيرة القادرة على صنع البطولات، يمر عبر الإعداد الجيِّد وتوفير كافة المعينات من معسكرات تحضيرية إلى تجارب كبيرة .
ستحدثك نفسك إذا سألتها يا عزيزي أن إغلاق أبواب النادي في وجه مرتاديه لن يجلب لك البطولات، بل العكس سيجعل الأمور تحتقن أكثر مما هي عليه الآن، فالهلال الديمقراطي لن يقبل بتلك الديكتاتورية التي تنتهكها صباح مساء بعلم ورعاية المفوضية الولائية دون أن يقول لك عضواً فيها قف مكانك .
ستحدثك نفسك إذا سألتها يا عزيزي أن الخرق المتواصل للنظام الأساسي لنادي الهلال لن يجلب للأزرق البطولات، ولن يحسِّن الأحوال المتدهورة وحالة الاحتقان التي باتت تظلل كل محبي الهلال .
ستحدثك نفسك إذا سألتها يا عزيزي ستقول لك إن رفضك لطلب أولتراس النادي إقامة احتفالهم بدار ناديهم لن يجلب للأزرق البطولات، فالأولتراس هم محبو الهلال، وهم الوقود الذي الذي يحرِّك اللاعبين داخل الملعب .
هل سألتك نفسك يا خديوي لما انفض من حولك أهل الهلال؟ وهل سألت نفسك لما لم تشاهد مباراة الفريق الأخيرة أمام الأشانتي من داخل الملعب رغم وجودك بالسودان ورغم تبشير الإعلام بعودتك قبل المباراة بيومين لقيادة إعداد الفريق؟
إذا سألتها ستخبرك بأنك فقدت أهل الهلال بفضل إعلام لا هم له سوى النيل من رجالات الهلال وكباره، وأن سألتها لماذا لم تحضر المباراة من داخل ملعب الهلال لقالت لك إنك تخشى غضب الجماهير أو أنك لا تثق في قدرات فريقك، هو الهروب بعينه يا عزيزي، ولم أر قائداً يهرب من أرض المعركة ويترك جنوده يخضون المعركة لوحدهم .
هي أخطاء يا عزيزي (وجل من لا يخطأ)، أخطاء كبيرة للغاية في حق رئيس نادي الهلال، ويمكن أن تعالج تلك الأخطاء بكل يسر وسهولة، انتدب أفضل اللاعبين المحترفين بمبالغ كبيرة يصنعون الفارق لفريقك، انتدب مدرب كبير يستطيع أن يوظف قدرات هؤلاء النجوم، لا تجعل البون شاسعاً بينك وبين جماهير الهلال، أدخل مع تلك الجماهير في حوار، وقبل أن تدخل معهم في حوار افتح لهم أبواب النادي لتحاورهم من داخل بيتهم، لا تستفزهم، لا تجرح مشاعرهم، ألغي كافة القرارات التي اتخذتها بشأن النادي والعضوية، احترم كبار الهلال، شاورهم، فعِّل برلمان الهلال، استدعي كباره، استمع لنقدهم، دعك من الذين ينظرون إلى (جيبك) هؤلاء مسيرتهم معك مربوطة برئاسة النادي وبعدها لن تجد أحد من حولك، من يبقى حولك هم من يحبون الهلال من أجل الهلال وليس من أجل المال .
أخيراً أخيراً..!
أشهد الله نقدر لك تحملك لكافة منصرفات فريق الكرة من معسكرات وسفر ورواتب شهرية للاعبين، نشهد الله أنك تدفع رواتب العاملين والموظفين بالنادي في هذا الظروف العصيبة التي تمر بها بلادنا، ونشهد لك أنك جعلت فريق كرة القدم مستقراً مالياً، تلك هي شهادتنا، وشهادة غيرنا، لذا نحترمك لأنك رئيس نادي الهلال، ونقدنا لك حباً في الهلال، وليس طمعاً في تولي رئاسة نادينا، وليس تقرُّباً لأحد ليعود أو يأتي خلفاً لك، انظر لهذا النقد يا عزيزي على أنه من محب للهلال، ومن يحبون الهلال كثر وأنت واحداً منهم.
أخيراً جداً ..!
دعك من يزيِّنون لك الأمور، دعك من الذين يصوِّرون لك أن الهلال بات في عهدك مدينة فاضلة، دعك من هؤلاء، وأعمل ما تمليه عليه هلاليتك، أجمع الكبار حولك، شاورهم، خذ برأيهم، شاور أعضاء مجلسك، احترم أنهم أعضاء معك، لا تدير الهلال بالنهج الرئاسي لأن هذا النهج نهج ديكتاتوري، وأهل الهلال يرفضون الديكتاتورية، الهلال يا عزيزي من الشعب وإلى الشعب، أجلس إلى جماهير الهلال شاورهم، خذ ما ينفع الهلال وأترك ما لا ينفعه، وقتها ستكسب الجميع.
أواصل..
أروع مافي السجود أنك تهمس فيبسمعك من في السماء.
سبحانك اللهم وبحمدك.
التعليقات مغلقة.