نازك شمام: صدمة الصادر

صُدم المراقبون الاقتصاديون بالتراجع الكبير في قيمة الصادرات السودانية لشهر يناير الماضي وتدنيها بما يقدر بنحو 50 مليون دولار مقارنة بشهر أكتوبر الماضي والذي سجلت فيه الصادرات 189 مليون دولار كما جاء في تفاصيل الإجتماع الذي التئم مع محافظ بنك السودان، الإسبوع الماضي، مع عدد من شعب المصدرين ، والتدني في قيمة الصادرات يشوه تلك الأحلام الوردية التي رسمتها حكومة معتز موسى في مقتبل عمرها عندما أعلنت أن شعار المرحلة يتمثل في ( اقتصاد يقوده الإنتاج والصادر) وعلى هذا الأساس أقرت عدد من الإجراءات وشرعت في تنفيذها لتحقيق الهدف غير أنه وبعد أربعة شهور من التطبيق إتضح جلياً بأن هنالك خلل كانت نتيجته الحتميه هذا التدني.

مواطن الخلل والتشوه خلقها سعر الصرف الذي حددته الحكومة عبر آلية صناع السوق والذي لم يتزحزح من سعر 47,5 جنيه قيد أنملة بخلاف ماكان يظن العامة بأن السعر قابل للتغيير إرتفاعا أو إنخفاضا وفقا لمطلوبات العرض والطلب وكخطوة تمهيدية لتحرير سعر الصرف بصورة نهائية كحافز واجب للمصدرين والعاملين بالخارج حتى تصب مدخراتهم في خزائن الدولة لتستطيع تسيير دولاب الحياة اليومية بإستيراد مستلزمات المعيشة من دقيق ووقود وأدوية وحتى لا تلجأ إلى المنح والقروض والديون والهبات التي أثقلت كاهل الكرامة السودانية في ظل وجود موارد رأي العيان تستطيع أن تلبي إحتياجيات المواطن السوداني وضيوفه الاجئيين من الدول المجاورة.

للمصدرين مشاكل يجب الإنصات لها والعمل على حلها بأعجل ما تيسر ومن الحكمة الآ تصم الدولة ممثلة في وزارة المالية وبنك السودان أُذنيها عن تلك المشاكل والمطلوبات وأن تصغي إليها بعين الإعتبار فبدون الصادر لن يكون هنالك إقتصاد قوي ودونكم الدول المجاورة التي تفعل مافي وسعها لكي تجذب المصدرين في صف الدولة ولا تخاطبهم بلهجة ولغة استعدائية وملئية بالتحدي فالوضع الحالي المخنوق بالازمات يستدعي الحكمة في التعامل في ظل تململ الشارع السوداني من ما يحدث.

على وزارة المالية وبتك السودان الجلوس مع المصدرين مرة ومرات لمعرفة مايحدث بقطاعهم والتفكير معهم بصوت عالي حتى يتفق الطرفان على رؤية موحدة تصب في صالح الجميع وأن يكون الهدف هو الوطن دون النظر الى المصالح والتقاطعات الشخصية التي تفسد الأمور مع ملاحظة أن الصمت الذي تمارسه الجهات الرسمية وسعيها لسماع صوت نفسها سيخلف نتائج كارثية ضحيتها هو المواطن في نهاية الأمر.

نازك شمام