قسم خالد: معالجة السلبيات طريقنا نحو دور الـ (8) ..!

أنجز الهلال المهم وهو يضع أول ثلاث نقاط، في رصيده في أعقاب فوزه الصعب على الأشانتي كوتوكو الغاني بهدف الهداف البارع وليد الشعلة، في مباراة كانت فيها السيطرة واضحة للهلال في الحصة الأولى لكن بلا فعالية تذكر، وأن كان الاستحواذ على الكرة في الحصة الثانية لمصلحة الضيوف الذين أدخلوا الهلال في حرج كبير والقائم يصد لهم كرة كانت مضمونة في غياب تام للتغطية الدفاعية والعمق المطلوب .

كما قلت إن الهلال أنجز مهمته بنجاح تام وهو يضع أول ثلاث نقاط، في رصيده على أرضه وبالتالي منحت اللاعبين والجماهير دفعة معنوية كبيرة للغاية في انتظار بقية المواعيد خارج الأرض أمام ناكانا الزامبي الذي خسر أمس، أمام مواطنه زيسكو بهدفين وبالتالي تصدَّر الزامبي المجموعة في جولتها الأولى .

وبالعودة لأداء الهلال نجد أن المدير الفني للهلال واصل تخبطاته وهو يدفع ببويا منذ البداية رغم المرض الذي يعانيه مما اضطره لتبديله بداية الشوط الثاني وأضاع على نفسه وفريقه فرصة تبديل ربما كانت قد لعبت دوراً كبيراً في تغيير نتيجة المباراة للأفضل، البديل عمار الدمازين لعب مباراة كبيرة بعد دخوله في الحصة الثانية واستطاع أن يلغي وجود أخطر نجوم الأشانتي الذي يرتدي الرقم (10) ولعب معه بأسلوبه الضاغط المعروف وأخرجه من أجواء المباراة، وبالمقابل فرض الفريق الغاني سيطرته على منطقة الوسط خاصة في الشوط الثاني في ظل البطء الذي لازم نجوم وسط الهلال خاصة الثنائي الشغيل وبوبكر ديارا والاحتفاظ بالكرة من قبل شيبوب والتمريرات الخاطئة لبشة الصغير، تلك العوامل جعلت وسط الهلال مفتوحاً على مصرعيه للضيوف الذين أهدروا أكثر من فرصة كانت كفيلة بتغيير نتيجة المباراة خاصة الفرصة التي أخرجها عمار الدمازين وهي في طريقها للشباك .

المباراة كشفت الكثير الذي يجب أن تتم معالجته قبل مباراة الثالث عشر من فبراير الجاري، أمام  ناكانا الزامبي وهي انخفاض المردود البدني عند نجوم الهلال، وقد ظهر ذلك جلياً في الحصة الثانية للمباراة الأمر الذي يتطلب علاجاً سريعاً كما قلت قبل الجولة الثانية التي يخوضها الهلال خارج أرضه .

كما كشفت المباراة للزعفوري أن طريقة اللعب التي يؤدي بها المباريات على المستويين المحلي والأفريقي 4/4/2 لا تتناسب وطموحات الهلال الأفريقية، الزعفوري مارس جبناً واضحاً بالدفع بالشعلة وأمبومبو في الهجوم مع تكليف بشة الصغير بأدوار هجومية محدودة للغاية أفقدت بشة حتى حيويته المعهودة، الآن إكمال وسط الملعب إلى أربعة لاعبين ثم الحركة وجعل الهجوم ثلاثة لاعبين لم يقم بشة بتنفيذه بالطريقة المثلي وبالتالي أضعف خط الهجوم الهلالي .

كان على الزعفوري أن يريح أحد المحورين (الشغيل وديارا) والدفع بمهاجم ثالث صريح مع جعل أمبومبو على الأطراف للاستفادة من سرعته، لكنه أي الزعفوري فضَّل الدفع به في منطقة المهاجم الصريح التي قللت من قدراته الهجومية ومن حركته .

خطورة هذا الأمبومبو في الأطراف خاصة الطرف اليمين لأنه يمتلك السرعة واللياقة البدنية العالية والتكوين الجسماني القوي وكلها مميزات تجعل منه مهاجم خطير جداً على الطرف يخلل الوسط الدفاعي للضيوف ويخلق مساحات لبقية المهاجمين، لكن الخوف من شبح الإقالة جعله يمارس الجبن الهجومي ويعمد لتكثيف اللاعبين في وسط الملعب مما أضاع على الهلال الكثير .

أما الإيجابيات التي نتمنى أن يستفيد منها هذا الزعفوري هي الأفضلية للاعب الجاهز والدليل أنه دفع ببويا المصاب والبعيد عن المشاركات على المستوى المحلي وأجلس عمار الدمازين على دكة البدلاء، وعندما لم يتمكن بويا من الاستمرار دفع به فكان أن تألق وتكسَّرت معظم هجمات الضيوف تحت أقدامه .

ومن أكبر الإيجابيات التي شهدتها المباراة -أيضاً- هي عودة (أولتراس) للمدرجات والتي منحتها بعداً جمالياً فريداً، رفعت الروح المعنوية لنجوم الهلال في هذه المباراة. ارتداء أفراد الأولتراس (السواد) ولذلك معانٍ كثيرة للغاية، مشاركة للشعب السوداني الأحزان في شهداء الوطن، حزناً على نجمهم الغائب بشة، وحزناً على الطريقة غير الكريمة التي تمت معاملتهم بها من قبل مجلس الإدارة ومن رئيس النادي على وجه الخصوص .

ويجب أن لا ننسى الدور الكبير -أيضاً- لروابط الهلال الأخرى التي وقفت خلف اللاعبين (الموج الأزرق) وبقية روابط الهلال التي منحت المدرجات بعداً آخر فقدته خلال المباريات الأخيرة .

لكن ألق المدرجات كان حاضراً بالأمس، ممثلاً في كل روابط الهلال ومن هنا تأتي قوة الهلال وسطوته على بقية الأندية .

أخيراً أخيراً..!

نعم، كما قلت انتصر الهلال وأنجز المطلوب، لكن تبقى علامة الاستفهام الأكبر ممثلة في المعد البدني الزعفوري الذي يؤكد كل يوم أنه أقل قامة من أن  يدير فريق بحجم الهلال الكبير، قلنا ونكرر، ونعيد القول إن المرحلة المقبلة تتطلب وجود وطني غير الزعفوري على رأس الإطار الفني للفريق وليعود الزعفوري مساعداً له تحت أي مسمى آخر، لكن استمرار الزعفوري مع الهلال مديراً فنياً المرحلة المقبلة ستكون أضراره وخيمة على فريق كرة القدم خاصة في مشواره الكونفدرالي، لذا نتمنى أن يتحرَّك مجلس الهلال سريعاً لإيجاد مدير فني وطني قادر على خلق فريق قوي يمكِّن الهلال من الاستمرار في هذه البطولة .

أعلن خديوي الهلال نيته التغيير في الإطار الفني للفريق لكن بمجرَّد أن فاز الهلال على أهلي شندي تم تأجيل الأمر وكأن الخديوي يدير فريق الكرة بـ(القطعة) فوز الفريق يؤجل النظر في أمر المدرب حتى وأن كان لا علاقة له بكرة القدم، أما وأن خسر فالتصريحات جاهزة لتضليل الجماهير المسكينة .

أخيراً جداً ..!

اعتقد أن النظر لأمر الفوز بطريقة الفرح الهستيري يعمي الجميع عن السلبيات، والسلبيات في فريق كرة القدم بنادي الهلال لا تحصى ولا تعد، يجب علينا أن نستثمر الفوز في  معالجة الأخطاء في المقام الأول، لا نجعل الانتصار يعمي الأبصار عن كل ماهو سالب باعتبار أن مشوار البطولة طويل ويجب أن تتم المعالجة الآن قبل أن يستفحل الأمر وتصبح المعالجة لا فائدة منها .

ربما يغضب حديثي هذا أصحاب العواطف، لكنني أكتب من أجل الهلال ولا يهمني كثيراً أن لم تفهم البقر .

أروع مافي السجود أنك تهمس فيسمعك من في السماء

سبحانك اللهم وبحمدك