باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

د.مزمل أبو القاسم: الشهيد معاوية بشير

3٬326

  • (انتشار النار في الهشيم)، ذلك أقرب وصفٍ يمكن إطلاقه على الرواج الذي حظي به تسجيل صوتي منسوب للفريق أول صلاح عبد الله (قوش) مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، تحدث فيه عن رؤيته وتحليله للأحداث التي أمسكت بتلابيب الوطن كله شهرٍاً أو يزيد، وطرح فيه معلومات بالغة الأهمية عن واقعة اغتيال الشهيد د. بابكر عبد الحميد، مؤكداً أنه أُخذ غيلةً وغدراً بسلاح غير متوافر لدى القوات النظامية (بندقية خرطوش طراز مورس)، وأن الصور الملتقطة بالستلايت أوضحت أن الجريمة البشعة ارتكبتها فتاة كانت تقف خلف المغدور.
  • الترقب سيكون سيد الموقف، انتظاراً لبث صورة الفتاة المتهمة بارتكاب الجريمة، كما إن إقدام وزارة الصحة ولاية الخرطوم على عقد مؤتمر صحافي، بغرض تنوير الناس بالجريمة البشعة يمثل تطوراً مهماً في أداء القائمين على أمر الصحة في العاصمة، بعد أن لاذوا بالصمت طيلة أيام الأحداث، ولم يتكرموا بإعلان تفاصيل الإصابات، ولا التقارير الطبية للوفيات، مثلما فعلوا في واقعة اغتيال الشهيد د. بابكر رحمة الله عليه.
  • صمت الوزارة الذي طال في عز الحريق يدل على عدم دراية بالمهام الموكلة إليها، مثلما يمثل ردةً كبيرة على النهج الذي اتبعه د. معز حسن بخيت، المتحدث الرسمي السابق باسم الوزارة نفسها، إبان أحداث سبتمبر 2013 بتقارير يومية، ومعلومات مفصلة عن أعداد القتلى والمصابين، ونوعية إصاباتهم، والإجراءات التي اتخذتها الوزارة حيالهم.
  • توقعنا من مدير الوزارة أن يتطرق لواقعة الاغتيال الأخرى للشهيد معاوية بشير خليل، الذي أردي في صحن داره، برصاصةٍ غادرةٍ، أطلقت عليه من خلف بابه، بعد أن أسند إليه جسده، كي يمنع من غدروه من اعتقال بضع فتياتٍ استجرن به من مطاردين، أرادوا اعتقالهن من داخل البيت.
  • أتى التوضيح مبتوراً، وتعاملت فيه الوزارة مع جريمتي قتلٍ بشعتين حدثتا في اليوم نفسه بانتقائية غريبة، علماً أنها لم تسلم ذوي الشهيد معاوية (وهم أهلي) التقرير الخاص بالواقعة حتى يوم أمس.
  • الأكثر إثارةً للوجع أن لجنة التحقيق التي كونها النائب العام لم تهتم باستجواب شهود عيان، شاهدوا القاتل اللئيم وهو يلوذ بالفرار مع رفاقه بعد أن نفذ جريمته، وسفك دم معاوية بكل جبنٍ خِسّة.
  • التلكؤ في التحقيق يمثل عملية إهداراً للعدالة، في جريمة اغتيال رجلٍ كادحٍ يعول أسرةً قوامها ستة أبناء وزوجةً ثكلى، لم تعرف عن زوجها ميلاً للخوض في السياسة، مثلما أنه لم يشغل نفسه بالمشاركة في الاحتجاجات أصلاً.
  • الاكتفاء بالتبرؤ من القتل لن يشفي صدور ذوي الشهداء، لأن الدولة مسئولة أمام الله والشعب عن تحقيق العدالة، وضبط القتلة، وإخضاعهم للمحاكمة، مثلما هي مسئولةٌ كذلك عن منع ترويع الآمنين، وحظر استخدام السلاح إلا بالوجهة التي حددها القانون.
  • عرفت الشهيد معاوية (جد أبنائي) عن كثب، وخبرت طيب أصله، ونبل أخلاقه، وكرمه ولطفه، وتمسكه بدينه، وبِرِّه بأهله، وكده في تربية أبنائه من عرق جبينه، رزقاً حلالاً طيباً لم تخالطه شبهة حرامٍ أبداً.
  • كان معاوية رحمة الله عليه عفيف النفس، كريم السجايا، يقري الضيف، ويعين الملهوف، ويجد في كسب رزقه من عمل يده، ولا يجد حرجاً في أن يعود إلى أبنائه برزقهم، مكدود الجسد، مُغبًّر اليدين، كي يقيهم شر سؤال الناس، أعطوهم أو منعوهم.
  • نتوقع من السلطات أن تبدي الاهتمام ذاته بالتحقيق في جريمة قتل معاوية، لتضبط القاتل، وتقتص منه، ونرجو أن يشمل التحقيق كل جرائم القتل التي حدثت في الأيام السابقة، كي تقر عيون ذوي الشهداء، وتتحقق العدالة، وتبرأ النفوس من الغبن والمواجد.
  • قال صلوات الله وسلامه عليه (والذي نفسي بيده لقتل مؤمنٍ أعظم عند الله من زوال الدنيا)، وقال المولى عز وجل في محكم تنزيله: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً).. صدق الله العظيم.
    د. مزمل أبو القاسم

التعليقات مغلقة.

error: