باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

محمد عبدالقادر: (تسقط) و (تقعد بس)..استسهال الشعارات!!

1٬503
لطالما حاكم المعارضون الانقاذ بشعارات رفعتها وهتافات رددتها وضلت طريقها للتنفيذ او ابعدت النجعة عن مقاصدها الحقيقية، غير ان ذات الذين فعلوا ذلك لم يسعفهم التفكير في اختيار (هاشتاق)، او (شعار مناسب) للاحتجاجات الاخيرة فاختاروا (تسقط بس) رغم ما تنطوي عليه الامنية من مخاطر وما تفتحه في اذن المواطن العادي  (غير المسيس) من هواجس واسئلة من شاكلة (ثم ماذا بعد ان تسقط بس)؟! .
 في الضفة الاخري رفع الانقاذيون  لافتة مكتوب عليها (تقعد بس) الامر الذي يؤكد ان شعارات الساحة السياسية  تعبر فقط عن حالة ( مكاواة) ربما تستهدف اغاظة النشطاء والمنتمين لكلا الطرفين لكنها تغفل المواطن العادي صاحب الحق الاصيل في ما يختلفون عليه..
تملكني احساس لا اعرف مصدره ان هنالك (انقاذي) يختبئ خلف شعارات وهتافات الاحتجاجات الاخيرة خاصة في الخرطوم، هاشتاق التظاهرات( تسقط بس) ساهم في تحجيمها برايي لانه اغفل اهم ما يمكن ان يفكر فيه رجل الشارع غير المسيس (ثم ماذا بعد ان تسقط الحكومة)؟!.
 الاجابة علي هذا السؤال مهمة في اطروحة الداعين للاحتجاج، جعل ترتيبات الثوار مفتوحة علي سيناريوهات غير منظورة لاتؤدي الي احجام المواطن العادي عن التظاهر فقط وانما ستطرح سؤالا تحتاجه الساحة السياسية بشدة عن البديل القادم ، والسؤال هنا ليس عن خليفة الرئيس او المؤتمر الوطني في الحكم وانما يتجاوز هذا الهاجس البحث في مالات ومستقبل الوطن بعد ان يتحقق التغيير الذي يسعي اليه المعارضون.
هذه ليست فزاعة بالطبع نرددها مع الداعين لبقاء الحكومة لكنها بصراحة حالة ترقب ومخاوف ومطامع انتظمت حتي التيارات المعارضة ، جدل كثيف دار خلال الايام الماضية حول موقف القوي السياسية في مرحلة ما بعد الثورة ، ويمكن الاستهداء هنا  بموقف الامام الصادق المهدي الرافض للتغيير العنيف وحتي (كبش الحاج وراق) الذي تحدث فيه عن القوي المطالبة بتوزيع اللحم قبل انتهاء الذبيح، وفريسة ياسر عرمان التي طالب بعدم التفكير في اقتسامها قبل صيدها وليس انتهاء ببيان وتصريحات الحزب الشيوعي وقد امسك بالقلم  وبدا في الاقصاء وتصحيح المواقف، الي جانب اصوات  اخري داخل القوي المعارضة يلتبس عليها الطريق الان بشان مرحلة ما بعد التغيير.
فليسمح لي  النشطاء والثوار والمناصلين لابداء  رايي حول شعار الثورة (تسقط بس) لانني ارى ان من اهم  ادوات محاصرة الحكومة وانجاح الحراك الساعي لاسقاطها التنشين بدقة علي  مرحلة ما بعد التغيير.
 المواطن العادي ليس كالناشط او المناضل المعارض السياسي، لا تتلبسه غبينة سياسية وانما تحركه القضايا والازمات وتنفتح في افق خياله المالات فيقدم ويتراجع بناء علي حسابات موضوعية ، (يعقلها ويتوكل علي الله) ولا يجعل حياته عرضة للمخاطر او نهبا للاحتمالات او السيناريوهات المجهولة،  يخرج  كالذي يمضي الي صناديق الاقتراع لاختيار رمز يحقق له التنمية والرفاهية والامن والاستقرار والعدالة الاجتماعية.
بصراحة قد لا تعجب النشطاء شعار (تسقط بس) يمكن ان يحقق نصف الهدف ولكنه لا يجيب علي بقية الاسئلة الاجبارية في ورقة الامتحان العسير الذي يخضع له الشعب السوداني ، بعض الشعارات ايضا لم تكن موفقة كانت ضد العسكر الذين يحكمون الان بالفعل وهم اصحاب انحياز اعمي للكاكي غض النظر عن من يرتديه وكان من الاوفق  تحييدهم علي الاقل وعدم استعدائهم ، كما ان هنالك شعار اخر اغضب صديقنا الدكتور اسامة توفيق القيادي ب(الاصلاح الان) المجموعة المنشقة من المؤتمر الوطني،  وقد نادي ب(سقوط الكيزان) الذين يمثل بعضهم تيارا مهما في التطورات الراهنة عبر حزب انسحب من الحكومة يقوده الدكتور غازي صلاح الدين.
(تسقط بس) شعار لا يجيب علي اسئلة المخاوف وانما يؤجلها الي مرحلة لاحقة لذا فانه اسهم حسب تقديري في احجام الموطن غير المسيس عن الانضمام للاحتجاجات خاصة وان الخطاب الحكومي ظل يذكر الناس دائما بمالات ثورات الربيع العربي وما حدث في دول قريبة من جوارنا العزيز من فوضي وازمات اعقبت الثورات.
 ليس المعارضة وحدها الحكومة في تقديري انساقت وراء شعار المعارضين وب(قوة راس) اطلقت شعار ( تقعد بس)، هذا الشعار ايضا لا يشفي غليل رجل الشارع العادي الباحث عن اجابات نموذجية لاسئلة حياتية ملحة تقتضي من الحاكمين توضيح ( كيف ستقعد الحكومة) باي عقد اجتماعي وسياسي وباية رؤية تعالج الازمات وتحقق الاصلاح وتكافح الفساد.
ابحثوا عن منطقة وسطي بين شعاري (تسقط  وتقعد بس) وستجدون الحل لازمتنا الوطنية، الحكومة لا ينبغي ان (تقعد بس)  باي حال، ومع  وجود الازمات  وليس من المنطق كذلك ان (تسقط بس ) دون التفكير في مالات التغيير واعداد بديل يحافظ علي السودان بعيدا عن مخاوف الفوضي والاضطراب والازمات  السياسية والامنية.

التعليقات مغلقة.

error: