الخرطوم: باج نيوز
“بوينج وشل”، أسماء شركات أمريكية عريقة كانت حاضرة في السودان بقوة قبل عشرون عاماً، غير انها خرجت بسبب العقوبات الأمريكية التي فرضتها واشنطون على السودان منذ العام 1997 على خلفية اسباب سياسية أبرزها مزاعم الادارة الامريكية بدعم الخرطوم للارهاب.. لكن الوضع اختلف بعد القرار الذي اصدرته ادارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب القاضي برفع العقوبات عن السودان.
ووصل الخرطوم الأحد الماضي، بعثة تجارية متكاملة تضم 22 شركة تعمل في مجالات مختلفة كالزراعة، الطاقة، المعادن، الصحة، الطيران، التكنولوجيا، كأكبر وفد إقتصادي امريكي يزور البلاد بعد قطيعة دامت 20 عاما.
وفد مجلس الشركات الأميركية المعني بأفريقيا، برئاسة فلوريز ليزر، وصلت الى السودان بهدف البحث والاستكشاف عن فرص استثمارية حقيقية مع القطاعين العام والخاص، بمبادره من سفارة السودان بواشنطن ووزارة الخارجية ورعاية من الشركة السودانية للاتصالات “سوداتل”.
وانخرط وفد الشركات الامريكية على مدى يومين في اجتماعات ومباحثات مكثفة مع القطاعين العام والخاص بهدف البحث عن فرص استثمارية حقيقية.
وعقدت الجلسة الافتتاحية للمباحثات بشركة “سوداتل” بحضور وزراء القطاع الاقتصادي الذين تنافسوا في عرض امكانيات البلاد كل في مجاله لا سيما في المعادن والنفط والغاز والكهرباء، والكل يأمل في ان تعقد هذه الشركات الامريكية ذات الاسماء اللامعة شراكه حقيقة للاستفادة من موارد البلاد غير الممستقلة.
القطاع الخاص أيضا لم يقف مكتوف الايدي فعقد اجتماع “الثلاثاء” مع وفد المجلس بحثا خلاله فرص الشراكات بينهم.
وقالت الرئيس التنفيذي لمجلس الشركات الامريكية المعني بافريقيا فلوريزيل ليسر، ان امريكا تسعى لزيادة استثماراتها في افريقيا، بجانب العمل على تحسين وتأهيل البنىية التحتية لاستقبال الاستثمارات الكبرى، للاسهام في خلق فرص عمل للشباب في افريقيا، واضافت “شخصياً، سعدت جدا بقرار رفع العقوبات عن السودان”.
من جهتها أكدت أمينه أمانه الاتفاقيات الدولية وداد يعقوب، على أهمية الزيارة للسودان في ظل وجود فرص وامكانيات لم يستفاد منها، ودعت الشركات الامريكيه الى السعي لعودة البنوك الامريكية للتعامل مع السودان.
وتوقعت وداد ان تساهم الزيارة في تدفق رؤوس الاموال، لكنها قالت ان الامر يتطلب جهد من الحكومة والمؤسسات الامريكية، بجانب العمل على إعادة المياه لمجاريها، واعتبرت أن الزيارة بداية لإنفتاح تجاري حقيقي لكبرى الشركات الامريكيه بالسودان.
وينتظر القطاع الاقتصادي بشقيه العام والخاص، أن تخرج زيارة وفد المجلس بنتائج مباشرة وملموسة “وأن لا تكون مجرد زيارة استكشافية يذهب بعدها الوفد دون أن يتغير واقع الاقتصاد بالبلاد”، فالسودان بحاجة لتحريك إقتصاده من خلال استثمارات كبرى تعمل على تحريك مفاصله وإنتشاله من الركود.
التعليقات مغلقة.