أربعة أعوام وأربعة أشهر مرت على حكم الخديوي للهلال ان لم تخني الذاكرة، وطيلة هذه الفترة لم يستطع الخديوي ان يقوم بقيد لاعب للهلال من كشوفات أي ناد آخر وحتى ان دخل في مفاوضات مع تلك الاندية سرعان ما ينسحب بدعوى ان الفريق طلب مبالغ كبيرة، ويمكن لآلته الاعلامية أن تزيد المبلغ الذي طلبه النادي للضعف او يشيعوا ان الهلال لا يحتاج الى اللاعب المراد قيده ، والأمثلة هنا كثيرة للغاية بل انها لا تحصى ولا تعد.
آخر تلك الصفقات التي فشل فيها الخديوي هي صفقة ثنائي الخرطوم الوطني محمد ادم والتش ويأتي الفشل بأن الخديوي وآلته الاعلامية اشاعوا ان فريق الخرطوم الوطني طلب (5) مليار جنيه للنادي.
من حق الخرطوم الوطني ان يطلب ما يشاء له من مال نظير انتقال نجومه للأندية الأخرى باعتبار ان الفريق صرف عليهم حتى صاروا نجوما تخطب ودهم الأندية، ولكن ما يقوله اهل الخرطوم بالطبع ليس (قرآن) يمكن بكل بساطة ان يتم تخفيض المبلغ الى النصف او اقل من ذلك حال جلوس الطرفين للتفاوض، لكن السيد الخديوي لم يجلس الى المسئولين بالخرطوم الوطني فكان ان طلب من عماد الطيب الأمين العام وقتها باطلاق سراح اللاعبين ليتلغفهم المريخ ويقوم بقيدهم .
ثم كانت قصة سيف تيري هداف المنتخب الوطني بعد ان اشاع مجلس الهلال ان نادي الخرطوم الوطني طالب الهلال بمبلغ (7) مليار جنيه نظير اطلاق سراح اللاعب للهلال وتلك الرواية لم تكن صحيحة وحتى ان كانت صحيحة كان على أهل الهلال الجلوس الى أهل الخرطوم للتفاوض في المبلغ المطلوب وما أعلمه ان أهل الخرطوم وافقوا مبدئياً للهلال أي انهم لا مانع لديهم من اطلاق سراح اللاعب وفق ما تقتضيه مصلحة ناديهم وكان بالامكان ان يوافقوا على تقليص المبلغ لأقل من النصف وهو مافعله المريخ الذي ظفر بتوقيع اللاعب رغم ان اللاعب أبدى رغبته في الانتقال للهلال.
وحتى يتم تصوير نادي الخرطوم وكأنه هو الرافض لمبدأ انتقال تيري للهلال وجه الخديوي آلته الاعلامية لاشاعة ان أهل الخرطوم رفضوا للهلال ووافقوا للمريخ أي انهم يحابون المريخ على حساب الهلال، وهنا تستحضرني قصة قيد ريتشارد جاستن للهلال منتقلاً من الخرطوم الوطني، وقتها طالب الخرطوم الوطني بمبلغ كبير (70 ) الف جنيه، فكان ان قاد (الزعيم الأصلي) الطيب عبدالله رحمه الله المفاوضات مع أسرة الخرطوم الوطني بنفسه وذهب اليهم والتقى مامون النفيدي أمين خزينة الهلال الاسبق ورئيس الخرطوم (3) وقتها واتفقا على المبلغ وفي اليوم التالي ذهب (الزعيم الاصلي) الى مامون النفيدي في مكتبه وهو يحمل (50) الف جنيه ، وعندما سأل النفيدي الزعيم هذا المبلغ ليس المتفق عليه ، فما كان من الزعيم الا ان قال للنفيدي ألست هلالياً ؟؟ فكانت اجابة النفيدي نعم ، فقال له الزعيم اذاً عليك بتسديد متبقي المبلغ (20) الف جنيه، وبالفعل قام النفيدي الهلالي بتسديد المبلغ وتوريده في خزانة الخرطوم رغم انه هو رئيس النادي.
الم أقل لكم لا يوجد زعيم الا الزعيم الأصلي ، ألم أقل لكم ان هناك أناس يجيدون التفاوض ولا يجيدون استفزاز مجالس ادارات الأندية.؟ الم أقل لكم ان حواء الهلال ولود لكنها لن تنجب قريباً شخص يوازي عظمة الزعيم ؟؟؟
لم يحرك البابا رحمه الله يومها آلته الاعلامية، ولم يوجههم باطلاق مدافعهم صوب الخرطوم (3) للنيل منها ومن مجلس ادارتها بل تعامل بحكمة وبذكاء الكبار فكان ريتشارد نجماً هلالياً في سماء الأزرق.
والآن اختلف كل شئ ما أن يطالب اي ناد بمبلغ محدد بغية اطلاق سراح أحد نجومه الا وتتحرك الآلة الاعلامية للخديوي منددة، مستنكرة، وكأن النادي المعني هو فرع للهلال، يامر الهلال فيطاع ، الحقيقة ان الهلال فريق كبير واي لاعب يتمنى ان يكون ضمن صفوفه، وفي ذات الوقت تلك الاندية لها سيادتها ولها مجالس ادارات منتخبة من قبل الجمعيات العمومية ولا يمكن لها ان تأتمر بأمر أي ناد آخر بل تراعي في المقام الأول لمصالح ناديها .
أخيراً أخيراً ..!
ولنأخذ نادي الامل عطبرة مثالاً، الأمل طلب مبلغاً معيناً نظير اطلاق سراح نجمه سليم، وهذا بالطبع حقه، ولم يعلن ان طلبه نهائي ولا يقبل التفاوض، فكان على مجلس ادارة نادي الهلال الجلوس الي مجلس ادارة الامل العطبراوي والدخول معهم في تفاوض جاد ولا اعتقد ان ادارة الأمل كانت سترفض طلب الهلال لو كان المقابل مجزياً، ليس بالضرورة ان يكون (5) مليار كما طلبوا، يمكن ان ينقص هذا الرقم لأكثر من النصف بكثير خاصة ان ادارة الأمل العطبراوي تحفظ للهلال الكثير خاصة في القضية التي تضامن معهم الهلال وأعلن انسحابه ، لكننا لم نسمع يوماً ما أن عضوا من مجلس الهلال جلس الى ادارة الامل من أجل التفاوض كما يحدث في كل الأندية.
أخيراً جداً ..!
أتدرون لماذا ؟؟ لأن الامور كلها بيد الخديوي، هو من يدفع ، هو من يفاوض ، هو من يحدد للأندية بكم تطلق نجومها ، يعامل الأندية بتعال كبير ، هل سمعتم يوما ان الخديوي جلس الى اي مجلس ادارة في اي نادِ لمفاوضته لاطلاق سراح لاعب يرغب الهلال في قيده ؟؟ الاجابة بالطبع لا لأن الرجل وضع بينه وبين بقية الاندية سوراً عالياً لذا كل اللاعبين الذين تم ترشيحهم للانضمام للهلال ذهبوا لأندية أخرى دفعت أقل بكثير من عرض الهلال..!
اذهبوا فانتم الطلقاء
التعليقات مغلقة.