يا لها من اتهامات مؤلمة، استمر فيها التحقيق لأربع سنوات، حتى تأخذ العدالة مجراها، ويقول القضاء كلمته.
وهل هناك أقسى من تُهم تتعلق باستغلال النفوذ وخيانة الأمانة وسرقة الأموال؟
بدأت القصة بعد أن قدم المراجع القومي عريضة إلى النيابة التي وُجِّهت بفتح دعوى جنائية، لتنتقل القضية إلى ردهات المحكمة، ويُسدل الستار عليها صباح أمس.
نعم.. قال القضاء كلمته، وأنهى سنوات لم تهدأ فيها الصحف الرياضية وكذلك السياسية من تناول اسم “أسامة عطا المنان” مصحوباً بُتهم الفساد.. لكنه ظل صامداً قوياً يؤكد أنه واثق من براءته.
محكمة جرائم الفساد والمال العام برئاسة ياسر بخيت، برأت أمين المال السابق باتحاد الكرة السوداني من التهم الموجهة له.
ولم يكن ذلك كافياً.. فالمحكمة أكدت خلال حكمها الصادر أمس، أن أسامة دائن لاتحاد الكرة بأكثر من مليار جنيه وأن وكالة تاكس – المملوكة له – تملك أموال تفوق ملياري جنيه.
وأشارت أيضاً، إلى أن المبالغ – مثار الاتهام – تم صرفها وفق قواعد النظام الأساسي بالاتحاد السوداني لكرة القدم.
وكان المدهش أن تساءلت المحكمة قائلة: “أين المال الذي يدّعي الاتهام ضياعه؟ المتهم الأول عطا المنان لديه مديونية على الاتحاد.. المخالفات إدارية ولا تُهدر المال العام ولم يتوفر كذلك أن المال العام قد تم تبديده أو حُوِّلَ لمنفعة المتهمين”.. وأعلنت أن أسامة هو من قام بالصرف على أنشطة الاتحاد الخارجية من ماله الخاص، ولم يبدد المال العام ولم يحوله لمنفعته الشخصية.
ورغم أن محاميَيْ الدفاع عن المتهمين مجدي السليابي وعادل عبد الغني، قالا أمس، إنهما آثرَا الصمت في كل مراحل قضية أسامة عطا المنان والآخرين حتى تقول العدالة كلمتها، إلا أن الكثيرين جزموا بأن الرجل ليس متهماً، إنما فاسد وخائن ومتجاوز.
ها قد أنصف القضاء أسامة بالبراءة.. صحيح أن بعض الإعلام تعامل بموضوعية، بعرض ما اتُّهم به الرجل سواء في تقارير المراجع العام أو في النيابة، إلا أن البعض الآخر تفنن في التنكيل به، وإلقاء مزيد من التهم على شخصه، والجزم بأن مصيره السجن لسنوات طوال.
ما زلتُ أذكر، أننا كلما حاولنا أخذ تعليق منه، يتحاشى الظهور لأسباب مختلفة، حتى لا يُهاتر أو يدخل في معارك ليس ساحتها صفحات الصحف.
بذات القدر الذي احتمل فيه أسامة تلك الاتهامات القاسية، عوَّضَ الله أحزانه، أفراحاً، فامتلأ منزله بالضيوف وهلَّل أصدقائه في الوسائط بهذه البراءة.
التعليقات مغلقة.