كيف يقاوم مزارعو القضارف ظاهرة “تغير المناخ”..؟

الخرطوم: باج نيوز

تؤثر ظاهرة تغير المناخ بشدة على القطاع الزراعي في شرق السودان، حيث أدى عدم استقرار هطول الأمطار على تغيير جميع القواعد الخاصة بالزراعة والتي تعتمد عليها حياة السكان بشكل أساسي.
في ولاية القضارف، يمكن القول أن تغير المناخ يعد بمثابة مسألة حياة أو موت بالنسبة للسكان الذين يعتمدون حوالي “90%” منهم على الزراعة، ومع ارتفاع درجة حرارة الأرض، فإن خطر الجفاف على المنطقة هو خطر داهم ومُحدق.

في عام 2015، بدأ الصليب الأحمر الألماني بالتعاون مع الهلال الأحمر السوداني مشروعاً لمدة عامين للحد من الآثار السلبية لتغير المناخ على صغار المزارعين في القضارف، وكان الهدف الرئيسي هو زيادة الإنتاج الزراعي وتعزيز قدرة المتضررين من انخفاض هطول الأمطار، وركز المشروع على 12 مجتمعًا ، تألفت من 800 أسرة، كما تستفيد النساء من المشروع بنسبة 10٪ تقريبًا.

يقوم هذا المشروع الذي تبلغ تكلفته مليون يورو بتدريب ودعم المجتمعات لمحاربة سوء التغذية للنبات، من خلال زرع بذور جديدة وتدريب المزارعين على أساليب جديدة وأكثر استدامة، الأمر الذي كان له تأثير كبير على سبل عيش المجتمعات الضعيفة.
وأتاح التدريب على إنتاج الأسمدة العضوية للمزارعين المحليين، تخفيض التكاليف و تلافي الآثار الصحية السلبية للأسمدة الكيميائية والمبيدات التي كانوا يستخدمونها في السابق.

كما دعم المشروع المجتمع في تطوير سلسلة متخصصة لإنتاج الأغذية، مع منتجات من مجموعات غذائية مختلفة لضمان اتباع نظام غذائي متوازن ، وخلق فائض لبيعه في الأسواق.
تقول عائشة إسحاق شريف، وهي أم تبلغ من العمر 45 عاماً في أسرة تضم 12 شخصاً: “مع كل الأشياء التي علموني بها في التدريب ، يمكنني أن أفعل أشياء أفضل. أستطيع أن أعتني بأسرتي الآن – يمكنني حتى أن أجني بعض المال”.

وساهم المشروع خلال عامين في زرع “10” آلاف شجرة نيم في المنطقة، مما يساعد ليس فقط على الحد من تآكل التربة، بل أيضاً زيادة مستويات المياه و بالتالي تحسين الصحة العامة للمجتمع، علاوة على ذلك ، ساعد المشروع المجتمعات المحلية على إنشاء وإدارة نظم تجميع مياه الأمطار ، ما يجعلها أكثر قدرة على مقاومة الجفاف. ويتم إنشاء هذه الأنظمة باستخدام الموارد المحلية، لتصبح مستدامة وقابلة للتكرار.
وقد عزز الجمع بين تقنيات الزراعة العضوية الجديدة واستعادة النظم الإيكولوجية ونظم تجميع مياه الأمطار ، استدامة سلسلة الإنتاج على المدى الطويل، وتمكنت الأسر في القضارف من زيادة دخلها بشكل مقدر من خلال المشروع.