باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

مزمل أبو القاسم: ملحمة الحصاد لا تحتمل التواكل

1٬919

* كتب الكُتّاب، وتحدث المزارعون، منوهين بوفرة إنتاج الموسم الصيفي، وتلاهم رئيس الوزراء معتز موسى، واصفاً خيرات الموسم الحالي بأنها الأفضل والأغزر خلال نصف قرن.
* قرابة مائة مليون فدان، زُرعت بهمةٍ ونشاط، في عز زمن الأزمات الخانقة، والكروب المتتالية، فشهدت إنتاجاً وفيراً، وخيراً غزيراً، دلَّ على صدق العزيمة، وقوة الشكيمة، والقدرة على تجاوز الصعاب، كما استوجب الحمد للعاطي الوهاب.
* التحدي الأول يتمثل في استثمار نِعم الرحمن علينا بحصاد المحاصيل في وقتها، وتوفير المعينات اللازمة لإنجاز تلك العملية بسلاسة.
* حصاد السمسم في قضارف الخير سيبدأ بعد يومين، وإذا لم تحل أزمة شُح السيولة، ويتوافر النقد فقد نشهد احتكاكات بين المزارعين والحاصدين، تتسبب في ما لا يحمد عقباه.
* عمال اليومية لا يمتلكون حسابات في البنوك، ولا يعرفون التعامل بالشيكات، ولا يقبلون إلا الكاش، وإذا تواصلت أزمة شح السيولة فلن تنحصر خسائرنا في تعثر الحصاد، وضياع المحصول، بل ستتعداه إلى هدر الدماء، وحصد الأرواح، واستفحال الأزمة الاقتصادية الحالية.
* استثمار خيرات السماء يبدأ بتوفير السيولة اللازمة لإنجاح الحصاد، ولا ينتهي به.
* مطلوب توفير كل المعينات اللازمة لاستثمار الخير الوفير، بتسهيل سبل الترحيل، ووضع سياسات تمويل مرنة وفعالة للتصدير، بالتنسيق مع المصارف التجارية، لبذل التمويل للمصدرين في وقته، بشروطٍ ميسرة، وإجراءاتٍ مبسطةٍ، تتجاوز قيود الروتين المؤذي، ولا تخل بالضوابط التي تكفل للبنوك استرداد أموالها.
* يتساءل المُصدِّرون عن السياسات الجديدة للصادر، لأنها لم تعلن بعد، على الرغم من أن موسم التعاقدات الخاصة بالسمسم سيبدأ في منتصف أكتوبر، أي بعد أسبوعين فقط من الآن.
* في ما مضى كان بالبنك المركزي يسمح للمصدرين بالتعاقد مع الشركات الأجنبية بشروطٍ ميسرة، ويوفر لهم التمويل البنكي اللازم بضمان تلك العقود، ويؤجل السداد إلى ما بعد توريد حصائل الصادر.
* في السنوات الماضية تشدد البنك المركزي في شروط التمويل، ومارست المصارف التجارية شحاً غريباً في تمويل الصادرات، لتنحصر نسبة دعمها لها في (2%) فقط من نسبة التمويل الكلي للبنوك.
* ذلك بخلاف تشدد الدولة بفرض رسوم صادر دولارية على المنتجات الزراعية.
* تسببت تلك السياسات الخرقاء في تقليص معدلات الصادرات السودانية، ورفعت أسعار عرضها في الأسواق العالمية، فقلصت قدرتها التنافسية، وتدنت عوائدها من العملات الصعبة.
* عندما نتحدث عن (محاصيل صادر) ينبغي أن نعي جيداً أننا نتعامل مع أسواقٍ تضم بائعين آخرين، ينالون ميزات تفضيلية، ترفع قدرتهم التنافسية في الأسواق العالمية.
* أتفق مع الزميل الصديق ضياء الدين بلال في دعوته المخلصة لإعلان حالة طوارئ وطنية، تستهدف إنجاح عمليات الحصاد، وتسهل انسياب الصادرات، بمبادرات نوعية من حكومةٍ هيأت لها الظروف فرصةً سانحةً لإقلاعٍ قوي وآمن، تستثمر به خيراً وفيراً، وإنتاجاً غزيراً، حبانا به المولى عز وجل في عز زمن الأزمات الطاحنة.
* نتوقع من رئيس الوزراء أن يشرف على كل تفاصيل ملحمة الحصاد بنفسه، ويوجه الولاة والوزراء بأن يضعوا أنفسهم في حالة استنفار قصوى، تستهدف إنجاح الحصاد، وتعبيد طريق الصادرات.
* تلك المطالبات لا تحوي أي شطط، لأن معتز موسى نفسه أعلن في أول تصريح له أنهم يستهدفون إنجاز اقتصاد قوي يعتمد في أساسه على الصادر.
* بلوغ تلك الغاية لن يتم إلا بإنجاز الحصاد في وقته، وفتح نوافذ الصادر على مصراعيها، بسياسات تمويل سريعة وفعالة ومرنة، تنفذها البنوك التجارية، ويشرف عليها البنك المركزي، وتتابعها الحكومة لتزيل العقبات، وتزيل المتاريس أول بأول.

التعليقات مغلقة.

error: