باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
Baraka Ins 1135*120

الكهرباء.. ظلامٌ دامس في قلب الخرطوم

2٬890

الخرطوم: باج نيوز

أضواء السيارات ليلاً بالكاد تُضيئ شوارع ترابية بضاحية الخرطوم (3) أحد أرقى الأحياء وسط العاصمة السودانية إثر قطوعات مبرمجة للكهرباء بشكل أسبوعي كما درجت شركة الكهرباء تنفيذها لشح الطاقة المنتجة من المحطات المتعددة .
ازمة الطاقة التي تواجه السودان «تعمقت» في العام 2018 إثر أزمة الوقود التي تفاقمت في نفس العام منذ أبريل الماضي وتأثرت محطتين حراريتيتن في العاصمة السودانية تنتجان 600 ميقاواط بشح الوقود.
وينتج السودان في أفضل حالاته 2500 ميقاواط بينما يحتاج الاستهلاك 3آلاف ميقاواط دون إضافة بعض المدن لشبكة الكهرباء التي تمتد الى 10ولايات من جملة 18ولاية
وتثير قطوعات الامداد الكهربائي سخط المواطنين سيما في العاصمة السودانية التي تستهلك الجزء الاكبر من هذه الطاقة الشحيحة في البلاد .
وتقول الشركة السودانية لتوزيع الكهرباء «شركة حكومية » إن الامداد تحسن كثيراً عما كان عليه قبل سنوات وإنها تعد خططاً لمقابلة الطلب المتزايد على الطاقة.

“كهربتكم قاطعة”
لكن قطوعات الكهرباء المتكررة دفعت بعض النشطاء على المنصات الاجتماعية مثل (فيسبوك) إلى انشاء صفحة تحمل اسم «كهربتكم قاطعة » للتبليغ المتكرر عن القطوعات للضغط على الحكومة السودانية لتحسين الامداد
ويقول وائل حسين (42عاما) و الذي يدير متجرا لقطع غيار السيارات بحي الخرطوم 3 أن القطوعات مبرمجة أسبوعياً.. تارة في الصباح وتارةً في المساء .
ويضيف «اعتدنا على الانتظار 3-4ساعات وأحيانا 6ساعات ويقولون لنا إن الخدمة مبرمجة رغم أنها تبيع لنا الخدمة مسبقا “.
وباستثناء بعض المقرات الحكومية الحيوية وسط الخرطوم فإن القطوعات تشمل غالبية المناطق وبامكان الشخص ملاحظة ارتفاع أصوات المولدات في بعض المنازل ليلاً والمستشفيات.
وتعتزم الحكومة السودانية بناء محطة نووية لأغراض الكهرباء بالاتفاق مع روسيا وأجرت مباحثات متقدمة في هذا الصدد لكنها لم تقدم معلومات عن طاقة هذه المحطة بينما تتوقع بعض المصادر المقربة أن تنتج المحطة أقل من 500ميقاواط .
كما بدأت الحكومة السودانية في وضع اتفاق مع الحكومة المصرية لاستيراد الكهرباء حيز التنفيذ وصرح مسؤول مصري إن بلاده ستصدر كهرباء بين 350-400ميقاواط للسودان.

“سدود مائية”
واتجهت الحكومة السودانية إلى بناء سدود مائية لانتاج الكهرباء شمالي السودان مثل سد مروي لكن انتاج هذا السد لم يغطي الطلب المتزايد على الطاقة بجانب انخفاض طاقة السد أقل من ألف ميقاواط فيما كان من المتوقع أن ينتج 1200ميقاواط
وتعرضت مصانع للاغلاق بسبب أزمة الطاقة وارتفاع تكاليفها خاصة تلك المصانع التي تتركز شمالي العاصمة السودانية.
ويقول مسؤول في مطحن للغلال شمالي العاصمة السودانية إن المطحن يعتمد على التوليد الذاتي للكهرباء بتركيب مولدات لأن الكهرباء للقطاع الصناعي غير متوفر غير أن أزمة وقود الديزل أيضاً شحيحة .
وأوضح المسؤول الذي اشترط عدم ذكر اسمه أن ” اعتماد المصانع على المولدات الخاصة لانتاج الكهرباء ضاعف من تكلفة الصناعة لأن أسعار الوقود وصيانة المولدات باهظ الثمن “.
ولم يتسن لـ”الموقع” الحصول على تعليق فوري من متحدث الكهرباء.

“بنية تحتية”
ويرى المحلل الاقتصادي في قضايا الطاقة إبراهيم عبد المنعم أن ” ازمة الكهرباء تعود إلى عدم توظيف مليارات الدولارات لإنشاء البنية التحتية لانتاج هذه الطاقة الحيوية ” ويضيف عبد المنعم ” 3سدود مائية في البلاد لاتتجاوز انتاجها 1.5الف ميقاواط هذا شئ مريع جدا غير مقبول “.
ويشير عبد المنعم إلى أن التجربة المصرية في هذا الصدد أمر ملهم لأن الحكومة المصرية جلبت الشركات الألمانية التي استثمرت تركيب محطات تنتج 12الف ميقاواط بجانب تركيب محطة طاقة شمسية في مدينة أسوان الحدودية بقيمة 1.5مليار دولار بتمويل كامل من البنك الدولي الذي يشجع الدول النامية على انتاج الطاقة الرخيصة والنظيفة .
ويعتقد عبد المنعم ان ” سد اعالي نهر عطبرة وستيت شرقي البلاد لم يدخل الخدمة حتى الآن وفي أفضل الأحوال عندما يدخل حيز العمل متوقع أن ينتج في الفترة الأولى أقل من 100ميقاواط وهو الأمر الذي دفع الحكومة إلى طلب استيراد الكهرباء من مصر لسد العجز “.
وعلى مايبدو ان متحدث شركة الكهرباء رهن تحسن الامداد الكهربائي بافتتاح محطة سيمنز الغازية نهاية العام الحالي .
وقال ان « المحطة لازالت في مرحلة التركيب وتتكون من ٥ وحدات ، ثلاثة في منطقة قري بالخرطوم بحري ومحطتين في بورتسودان سعة كل وحدة ١٨٧ ميقاواط ». وتابع المتحدث « لاحقاً ستضاف لها وحدات بخارية تضيف نصف الطاقة التي تنتجها بالاستفادة من حرارة العوادم وتسمى الدورة المزدوجة».

التعليقات مغلقة.

error: