باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
taawuniya 1135*120

السودان والصين.. هل من عودة “تاني”؟

580

الخرطوم: باج نيوز
تجزم الحكومة السودانية أن الصين لايمكن أن تُضحي بها، وبسرعة تكشف النقاب عن استكشافات جديدة للنفط، بأيدي صينية صفراء، لكن ذلك لايعدو إلا كونه “تأويل لحلم”، فالصين غادرت المحطة السودانية فيما يبدو، واستغرقت في فيضان صيني غمر القارة الإفريقية بكل دولها رغم أنه تم عبر بوابة السودان، لكن ما الذي يمكن ان تضيفه الصين في علاقة كادت أن تتدهور قبل فترة بسبب المتأخرات والديون على السودان في مختلف مجالات التعاون، ربما يظل السودان ضيفاً قديماً تحتفظ له الصين بالود.
(1)
فالعودة السودانية الصينية عبر بوابة “منتدى التعاون الصيني الإفريقي”، ورغم ما شهده من توقيع لاتفاقات جديدة في مجالات تعاون خاصة في النفط، إلا أنها لا تبدو الرسالة الأقوى، فالصين الآن قطعت شوطاً بعيداً في تمتين أواصرها الاقتصادية مع دول إفريقية أخرى، ويمكن قياس ذلك برأس المال الصيني المتدفق في البلدان الإفريقية، في الوقت الذي أحجم فيه من ارتياد الاقتصاد الوطني السوداني رغم عثراته الكبيرة وأزماته المتلاحقة، لكن لايبدو أن ذلك ايضاً هو نهاية المطاف فوزير النفط والغاز ازهري عبدالقادر كشف عن توقيع إتفاق مع الشركة الصينية الوطنية للنفط لزيادة الانتاج في مربعات (2، 4، 6)، التي تعمل بها الشركة وفحص ودراسة مربعات أخرى، وان كانت مجرد إتفاقات.
(2)
ورغم أن عبد الله الرمادي المحلل الاقتصادي لايرى أن علاقة السودان والصين قد أصابها جفاء، إلا أنه يشير لبطء بسبب تماطل السودان في دفع متاخرات وديون الصين، ويعزو الأمر للضائقة التي يمر بها السودان اقتصادياً، ما دفع الصين للإحجام مثلها مثل أي رأس مال ومستثمر لايفضل المغامرة في أوضاع بلد غير مستقرة اقتصادياً.

لكن الرمادي يعود مرة أخرى للقول بأن هنالك محفزات لانخراط جديد للاستثمار الصيني في السودان قوامه العملية المتعلقة بضخ النفط الجنوب السوداني عبر الموانئ والخطوط السودانية، ويرى أنها يمكن ان تمثل إستعادة للدور الصيني في الاقتصاد الوطني بإعتبارها ضمانات لسداد المتاخرات.
(3)
ويسترسل الرمادي في حديثه لـ”باج نيوز” بان الصين لم تدير ظهرها تماماً للسودان، ولا يتفق مع القول إنها غادرت لمحطات إفريقية أخرى، حيث يشير إلى أن أول تعاون صيني سوداني في العام (1994) كان الدافع الأساسي له ارتياد الاقتصاد الوطني السوداني، واتخاذه كمنصة للدول الإفريقية الأخرى بما يمثله السودان من ثقل اقتصادي وسياسي في إفريقيا، لكنه يقطع أن النجاح الحقيقي للتعاون وتنقيح أخطاء التجربة السابقة للتعاون الصيني السوداني يكمن وراء توظيف الموارد في وجهها الصحيح، وإدارة الاقتصاد بصورة جيدة تعيد الثقة للصين ولكل مستثمر ينوي الدخول للسودان.
(4)
ولا يمكن إغفال خطة الصين “حزام واحد.. طريق واحد”، في التوسع للدولة الآسيوية ومحاولة نيل أكبر حصة من الاستثمار في القارة السمراء، فالخطة تضم قرابة 60 بلداً، بتكلفة قدرها خمسة تريليونات دولار أمريكي، وبما تشمله من بناء شبكات جديدة للسكك الحديدية والطرق البرية وخطوط الأنابيب عبر ثلاثة قارات: آسيا وأوروبا وإفريقيا، لكن دائما ما يلح السؤال كيف يستفيد السودان من ذلك..؟

التعليقات مغلقة.

error: