لم يجد الهلال أدنى صعوبة في الحاق الخسارة بفرقة الخرطوم الوطني برباعية بيضاء ويمكننا ان نقول ان الهلال قدم مستوى لا بأس به ارضى به عدداً من جماهيره اما البقية فلم ترضى ليس لأن الهلال حقق الفوز بل لأنها ترى ان الفريق يجب ان يفوز في البطولات الخارجية وليس الدوريات المحلية بعد ان شبعت وشبع من كؤوسها.
مليون انتصار محلي لا يقارن بالفوز الافريقي ، مليون فوز محلي لن ينسي الجماهير الانكسار القاري الذي مارسه نجوم الهلال أمام أندية متواضعة التاريخ والمستوى.
وصل الهلال الى الرقم (60) فوزاً في بطولة الممتاز دون ادنى خسارة من اي فريق محلي تلك هي الحقيقة لكن ماذا يستفيد الهلال من تلك الانتصارات المحلية ، ان كانت البطولات المحلية هي الطريق الوحيد لبلوغ البطولات الافريقية فالهلال لم يحقق شيئاً فيها وبالتالي لن يغير من الامر شيئاً ان الهلال ودع بطولات الكاف منكسرا بل وتذيل ترتيب الاندية في مجموعته مع الاسف الشديد .
أخيراً أخيراً ..!
ركِبت سيارة الأُجرة يوماً مُتجِهاً إلى مكتب الـ(بي بي سي) لإجراء مُقابلة، يقول تشرشل، وعِندما وصلت، طلبت مِن السائق أن ينتظرني أربعين دقيقة إلى أن أعود، لكن السائق إعتذر و قال لي لا أستطيع .. حيثُ عليّ الذهاب إلي البيت لكي أستمع إلى خِطاب ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا العظمى.
يقول تشرشل: لقد ذُهِلت و فرِحت مِن شوق هذا الرجل ليستمع لحديثي فأخرجت عشرة جُنيهات و أعطيتها له دون أن أُفصح له عمن أكون وعندما رأى المبلغ قال لي سأنتظرك ساعات حتى تعود يا سيدي و ليذهب تشرشل إلى الجحيم..!
اي ان تشرشل أراد ان يقول بلغة أخرى (ان سحر المال لا يقاوم أبداً) ، صدق تشرشل وياليته كان حاضراً معنا ليرى بام عينيه ان للنقود عطر لا يقاوم أبداً، وكثيرون تمرقوا فيه وباتوا (ملكيين) اكثر من الملك نفسه وبعبارة ادق (خديويون) أكثر من الخديوي نفسه، وفي سبيل ارضاء الخديوي فهم على اهبة الاستعداد للتنازل عن كل شئ، نعم عن كل شئ المهم ان يغدق عليهم تلك الاموال التي جعلتهم يتطاولون ويركبون الفارهات ويسكنون القصور مع انهم كانوا قبل ظهوره لا علاقة لهم بالهلال ولا بكرة القدم من قريب او بعيد .
لكن الآن بات كل شئ ممكناً، بات من لا علاقة له بكرة القدم خبيرا فيها، بل ويدير أكبر الاندية السودانية او يديرون له الهلال انابة عنه وعن مجلسه ، تلك هي الغرائب ، الغرائب ان يكون للهلال مجلس يضم افراداً لهم مكانتهم الاجتماعية الكبيرة ويسمحون لغيرهم بادارة هذا النادي الكبير.
نحترمهم ، نجلهم ، نقدرهم لكنهم للأسف الشديد لا يحترمون جماهير الهلال ولا يحترمون اعضاء الجمعية العمومية للنادي التي جاءت بهم وهم يسمحون لغيرهم بادارة نادي الهلال في هذه الطروف.
أنا أعلم وغيري يعلم انهم ارتضوا لأنفسهم تلك الفاقة التي يعيشون فيها، أنا وغيري على علم ويقين تام لا يساوره شك ان معظم ان لم يكن كل اعضاء المجلس الازرق باستثناء الخديوي لا يعلمون شيئاً عن امور ناديهم، ليس هذا فحسب فهم لا يرغبون في معرفة امور ناديهم لأنهم لا يساهمون مالياً ولا فكرياً في ادارة شئون نادي الهلال وبالتالي ليس مستبعداً أن يكون هذا الوضع يروق لهم بل ويسعدهم كون انهم لا يخسرون شيئاً ، فهم الآن عند العامة اعضاء بمجلس أكبر الأندية السودانية لكنهم يدركون جيداً ان لا مهام موكلة لهم وانهم أقرب للمشجعين كونهم اعضاء مجلس ويتعاملون وفق تلك المعطيات ..!
تلك السلبية جعلت أحدهم يتحدث عن ان الهلال هو (الخديوي) هو المجلس بأكمله باعتبار ان البقية لا دور لهم في مسيرة الهلال.
لن يصدق شعب الهلال ان كل القرارات المصيرية التي تخص فريق كرة القدم يطالعها اعضاء مجلسنا عبر (تغريدة) اوما بالسؤال ليلا عبر الهاتف، او ثاني يوم عبر الصحف السيارة ، هؤلاء هم اعضاء مجلسنا الذين انتخبوا من قبل الجمعية العمومية لنادينا فلن يقدموا شيئاً يفيد الهلال سوى الصمت على كمية الانتهاكات التي تتم باسم الهلال .!
قال لي أحدهم وأنا ادفعه ليثور لنفسه ولهلاله الذي أحبه لماذا انتم صاموت ؟ قال لي وبراءة الاطفال على عينيه ماذا نفعل ؟
قلت افعلوا كل شئ من أجل الهلال ولا تظنوا ان صمتكم هذا يفيد الهلال في شئ ، بل العكس تماما هذا الصمت سيورد الهلال موارد الهلاك ؟ قال لي من أجل الهلال نغض الطرف عن تلك الانتهاكات ، قال لي لنا ابناء ، لنا اسر كريمة نخشى ما نخشى التشهير ، قلت لهم وماذا ينقصكم حتى يتم التشهير بكم ؟
انه الخوف بشحمه ولحمه ، يخافون ان تنتهك أسرهم، يخافون ان تنتهك أعراضهم لأن الآلة الاعلامية للخديوي لا خطوط حمراء عندها في ظل وجود مجلس صحافة ولجان رصد وقائمة طويلة ترصد ما يروق لها وتغض الطرف عما لا يروق لها.
نعم آلة اعلامية الخطوط الحمراء عندها (خضراء) لأن لا أحد يسألها ، وتجد الرعاية من ذاك الخديوي الذي لا يهمه سوى تلك الاغاني في قناته وهي تمجد في فخامته وتطالبه (السير ) وانهم لا يرغبون في (رئيس غيره) او هكذا يتغنون ؟
أخيراً جداً ..!
اما الأسوأ من كل هؤلاء ، من الخديوي او من حوله وتلك الآلة السرطانية ، أسوأ من كل هؤلاء ما يسمى بالهيئة الاستشارية، فهؤلاء كلما سعينا ان نحترمهم نفشل في ذلك ، هؤلاء ظلوا يساندون الخديوي في حله وترحاله، بات الهلال عندهم هو الخديوي، يأتمرون بأمره ولا يعصون له أمرا.
هؤلاء من يسمون أنفسهم الهيئة الاستشارية صمتت صمت القبور والهلال يتعرض لأبشع الهزائم داخل أرضه وخارجها، لم يفتح الله عليهم بكلمة واحدة للاعبين او الجماهير الحزينة والمنكسرة لتلك الهزائم الافريقية، لكن عندما تداعت جماهير الهلال منددة بالخديوي وطالبته بالرحيل هنا تحركوا لأن الأمر لا يمس الهلال بل يمس الخديوي وكل شئ عندهم ولا الخديوي صرح القادة منهم بأنهم خلف الشرعية ، اختشوا ان يقولوا انهم خلف الخديوي ، حدثونا عن الشرعية والديمقراطية ونسوا ان من يدافعون عنه الآن لا علاقة له بالديمقراطية، كيف يكون له علاقة بالديمقراطية وهو يوصد أبواب النادي أمام جماهير الهلال، ولماذا لم يتحركوا طيلة فترة تعيينهم اعضاء بتلك اللجنة (الخديوية) ولا علاقة لها بالاستشارة ونادي الهلال موصد في وجه اعضاء الجمعية العمومية لفترة تخطت السنوات الأربع ؟ أتدرون لماذا لم يتحركوا لأنهم لا يستطيعون ان يقولوا للخديوي هذا غلط وذاك صاح، هم معه في الغلط على الدوام.
للنقود عطر لا يقاوم ..!
نواصل غداً ..!
يا هؤلاء اذهبوا فانتم الطلقاء
التعليقات مغلقة.