تكثر التفجيرات وتتزايد حوادث الإرهاب، في أكثر البلدان تقدماً، وربما أمناً..
شارك في تلك الحوادث، أفراد أوروبيون وآسيويون وأفارقة، من روسيا والولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية..
تلك الأعمال الإرهابية في الدول العربية أو الغربية، التي خطط لها أو نفذها من يمثلون أنفسهم وأفكارهم، لا بلدانهم، ربما استثنت المواطن السوداني، أو وضعته على ذيل القائمة..
من خلال العمل والرصد والمتابعة، للعمليات الإرهابية، لا أذكر أن الإعلام سجل اسماً لسوداني في عوالم الإرهاب، سوى عبد العظيم الطاهر، المواطن البريء الذي احتجزته السلطات السعودية بتهمة التخطيط لتفجير ملعب الجوهرة بمدينة الملك عبد الله الرياضية..
الداخلية السعودية ألقت القبض عليه وقتها ضمن متهمين آخرين..
بعد عام أطلقت السلطات السعودية عبد العظيم الطاهر، وقدمت له اعتذاراً وعرضت عليه تعويضاً بعد أن تأكدت براءته مما نُسب إليه ولحق به..
حالياً ألقت الشرطة البريطانية قبل أيام، القبض على السوداني صالح خاطر “29” عاماً لدهسه ثلاثة أشخاص، إثر تخطيه بسيارته حواجز أمنية خارج مبنى البرلمان البريطاني، واعتقدت الشرطة أنها عملية “دهس إرهابية”..
لم تشغل القضية بريطانيا فقط، إنما اهتمت بها وسائل الإعلام الأوروبية والعالمية، وبدت كأنها محاولة لإحياء ما يقوم به الأفارقة من إرهاب..
صالح السوداني يبلغ من العمر (29) عاماً، ألقت الشرطة القبض عليه دون مقاومة منه، لم تجد في سيارته أي نوع من الأسلحة، الإصابات التي وقعت جميعها طفيفة، الأمن البريطاني نفسه قال إن صالح “ليس مرصوداً أو معروفاً لديهم”، مما يؤكد أن لا علاقه له بالتنظيمات الإرهابية..
حساب صالح على فيس بوك، يشير إلى أنه مواطن عادي، ينشر صور المطربين، وكذلك المساجد، ويُشجع المريخ السوداني، ويستمتع بالمظاهر الطبيعية..
بدأ معارفه وجيرانه كتابة منشورات في “فيس بوك” تؤازره وتؤكد براءته، حيث لم يُعرف له أي ميول بالتطرف، وهو ما حدث مع عبد العظيم الطاهر سابقاً..
هناك من قال إن صالح، ارتبك حينما سمع صوت عربة الإسعاف فأراد أن يُفسح لها الطريق فزاد من السرعة، ودخل في ممر للمشاة، واصطدم بالمواطنين..
حتى إن صنفت الولايات المتحدة السودان كـ”دولة إرهابية” وحذرت رعاياها من التحرك في المناطق المختلفة، وحتى إن شاركت بعض الدول الأوروبية واشنطن في مخاوفها، وأمنت على ذلك بين فينة وأخرى، إلا أنهم يعلمون بمخابراتهم وإعلامهم وفي قرارة أنفسهم أن السودانيين أقل الجنسيات في العالم “إرهاباً”..
سنقف مع صالح خاطر إلى أن تظهر دلائل أخرى غير ذلك، وندعو السلطات البريطانية للإسراع في التحقيق، وأن تتابع سفارتنا في لندن قضيته وتضعها نصب أعينها..
كما اشتبهوا فيه دون دلائل، نؤكد ثقتنا في براءته
التعليقات مغلقة.