باج نيوز
موقع إخباري - أخبار اراء تحليلات تحقيقات بكل شفافية
1135*120   Last

نازك شمام: “مكانها هنا”

611

لطالما كانت أزمة الإعلام الاقتصادي تتلخص في التعامل مع المعلومات الاقتصادية كأحد الأسرار القومية من جانب التنفيذيين والوزراء الجالسين على كراسي القطاع الاقتصادي، بما يجعل الإعلام يبحث عن المعلومات من مصادر أخرى تحتمل الصواب والخطأ، وهنا يقع المحظور وتتوتر العلاقة بين الصحفي والمسؤول. ويبدو أن هذه القاعدة بدأت بالتغيير. فأمس الأول أمضى الإعلام الاقتصادي وقتا مشحونا بالمعلومات والحقائق التي انسابت بسهولة من وزير النفط الجديد الذي لم يمض على إمساكه بملف النفط أكثر من شهر ونصف، فبالرغم من الانتظار الذي استمر زهاء أربع ساعات للمؤتمر الصحفي المشترك بين وزير النفط السوداني أزهري عبد القادر ووزير الطاقة بدولة جنوب السودان إيزيكيل جاتكوث غير أن هذا الانتظار تحول إلى رضاء تام بعد أن تجاوب فيه الوزير السوداني مع أسئلة الصحفيين وتقديمه لاعتذار كاف بأن يزيل عنهم رهق الانتظار الممل.
بدا عبد القادر الممسك بزمام قطاع النفط (حافظا لوحه) وهو يسرد بشفافية تامه ما تم في المفاوضات بين الخرطوم وجوبا بشأن استرجاع إنتاج حقول جنوب السودان بكوادر سودانية، بل إنه كشف أن المفاوضات لم تنحصر في استرجاع إنتاج الحقول فقط، بل كانت هنالك جزئية تتحدث عن تعويض جوبا للخرطوم عما حدث في حقول هجليج في العام 2012 وهي جزئية يتم الكشف عنها لأول مرة في الإعلام علاوة على الاتفاق الذي تم بأخذ خام عينا كتحصيل لمتأخرات عبور وتصدير نفط الجنوب عبر الأراضي السودانية لتغذية محطة أم دباكير المخصصة للإنتاج الكهربائي.
قطاع النفط من القطاعات المتسمة بالحساسية العالية باعتبار أنه مورد اقتصادي مهم ومصدر قوة للدول، لذا فالتغيير في قياداته كل فترة وأخرى يُربك مشهد العلاقات بين الدول والمستثمرين بالقطاع إلا أن ذات المشهد يمضي ويتطور إلى الأمام حال وجود شخص يمتلك الدراية والمعرفة لتسيير أمور القطاع ويتعامل بشفافية مع معطيات القطاع الحساسه داخلياً وخارجياً فيقر بالنواقص ويعترف بالأخطاء من دون أن ينسى أن يبشر بالإنجازات ويجعلها واقعا ملموسا على أرض الواقع تنعكس خيرا ورفاهية على المواطن السوداني الذي يتوق إلى بارقة أمل في أن بلده تستطيع استغلال مواردها الوفيرة بشكل جيد ولا يتساءل أبدا عن منبع الأزمات ومكانها لأنه يعرف بأن (مكانها هنا).
نازك شمام

التعليقات مغلقة.

error: